الشارع المغاربي – النهضة تُرشّح يهوديا للانتخابات البلدية... وتقبل انخراط مسيحي في هياكلها

النهضة تُرشّح يهوديا للانتخابات البلدية… وتقبل انخراط مسيحي في هياكلها

22 فبراير، 2018

 

الشارع المغاربي- عربية الخماسي: “سيمون سلامة” هو أوّل تونسي يهودي يُرشّح لخوض غمار الانتخابات البلدية المُقرّر تنظيمها يوم 6 ماي القادم. ومن المفارقات أنّ سلامة سيكون ضمن إحدى قائمات حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية.

ترشيح يُشكلّ مفاجأة من مفاجآت الانتخابات البلدية التي يفصلنا عن غلق باب أولى محطّاتها المتمثّلة في تقديم الترشّحات يومان فقط فيما يصفه الناطق الرسمي بإسم الحركة عماد الخميري بـ “الإضافة المهمّة” معتبرا أن وجود مواطنين تونسيين في قائمات النهضة لا يستند إلى اعتبارات دينية وأن كل المواطنين “توانسة” على حدّ سواء.

وأشار الخميري في تصريح ل”الشارع المغاربي” إلى أن الحركة قدّمت إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أكثر من % 50 من ترشّحاتها للانتخابات البلدية وأنها حريصة على أن تستكمل كل شروط قائماتها القانونية لتقديمها للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الموعد.

و”سيمون” لن يكون رئيسا لقائمة النهضة عن دائرة المنستير بل سيكون أحد مكوّناتها، وفق الخميري، الذي تحفّظ عن تقديم معطيات حول كيفية الاتصال بالمرشح “اليهودي” مكتفيا بالتأكيد على ان حزبه “على اتصال مباشر بكل المواطنين” في إشارة ضمنية الى أن النهضة هي من بادرت بطرح اقتراح الترشيح.

وكانت النهضة قد أعلنت أنّها ستُخصّص نصف قائماتها لـ “مستقلين” وأنّ من بين شروط الترشح بخلاف الكفاءة ونظافة اليد الإشعاع الجهوي والمحلّ والقدرة على تقديم وتطبيق مشروع انتخابي للدائرة الانتخابية.

ومن المهمّ التساؤل هنا إن كان السيد “سيمون” قد استوفى الشروط المحددة من قبل النهضة ام أن اختياره “سياسي” وأنه تمّ للتوظيف والتسويق الخارجي بالأساس؟ وما يمكن قوله في هذا الاتجاه أنّ ل”سيمون” إشعاعا جهويا محدودا، وفقا لتوصيف مصدر من الجهة ل”الشارع المغاربي”.

وكشف نفس المصدر أن للمُرشّح المعني محلّ تجاريا وسط مدينة المنستير وأنه أيضا صاحب ورشة لإصلاح آلات الخياطة الموجهة لمعامل النسيج في حين يحظى شقيقه بشهرة واسعة ويُعرف في المنستير ب”باتريك للمرطبات”.

بما يعني ان اختيار سيمون هو سياسي بالأساس ولا علاقة له، وفقا للمعطيات المتوفرة على الأقل، بالشروط الفنية التي وضعتها الحركة لمرشّحي الانتخابات، وأن للنهضة كل الامكانات لاستغلاله “اتصاليا” باعتبارها سبّاقة في ترشيح يهودي ضمن قائماتها الانتخابية.

ولا تفوّت الحركة فرصة استثمار ما تعتبره “انفتاحها” في كل موعد انتخابي، اذ أثار ترشيحها “سافرة” (سعاد عبد الرحيم) في انتخابات 2011 جدلا إعلاميا وسياسيا نجحت في حسن توظيفه، وفي انتخابات 2014 فتحت أبوابها لرجال أعمال ووزراء “تكنوقراط” اتّهموا بإخفاء انتماءاتهم السياسية.

وفي انتخابات 2018 تبيّن مجريات المسار الانتخابي ان النهضة نجحت مرة أخرى في جعل قائماتها محلّ متابعة إعلاميا، وفي صنع الحدث كما يقال، رغم ان نفس القائمات تضم “إمام جامع” مدعو للحياد التام.

ونذكر في سياق متّصل بأنه سبق لعبد اللطيف المكي ان كشف لـ”الشارع المغاربي” ان معطيات بلغته تؤكد انخراط مسيحي في حزبه.

والأهم من كل العمليات التجميلية التي تقوم بها النهضة لتأكيد مدنيتها ورفع شبهة انخراطها في ما يسمّى بمخطط “أخونة المجتمع والدولة”، التهمة التي تلاحقها إلى حدّ اليوم، هو القطع مع “توظيف الدين في السياسة” لأن في ترشيح يهودي، ان كانت خلفياته بعيدة عن الكفاءة وغيرها من الشروط الأساسية للترشح، هو توظيف جديد للدين في السياسة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING