الشارع المغاربي – رسائل الباجي للشاهد في خطاب 20 مارس .. هل حُسم الأمر ؟

رسائل الباجي للشاهد في خطاب 20 مارس .. هل حُسم الأمر ؟

21 مارس، 2018

الشارع المغاربي-السيدة سالمية/ حمزة الحسناوي: تجاهل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمته التي ألقاها أمس الثلاثاء 20 مارس 2018 بمناسبة إحياء الذكرى 62 للاستقلال  ذكر رئيس الحكومة يوسف الشاهد طيلة ما يقارب الساعة من عمر كلمته فيما اقتصر على التأكيد على ان الحكومة تحصلت على “فرمان” من الشعب .

والمعلوم ان كلمة الرئيس كانت المناسبة التي انتظرها جلّ الفاعلين لمعرفة موقفه من دعوات اقرار تغيير حكومي جذري يشمل الشاهد ،دعوات وُضعت على طاولة نقاش ما تبقى من الموقعين على وثيقة قرطاج ، وجاءت بالتحديد من منظمتي الأعراف والشغالين.

ولم يُخيب قائد السبسي ظن العارفين بسياسته في ادارة الملفات والازمات أيضا والتي تقوم على المراوغة والمناورة ، اذ انه قابلت تجاهله ذكر الشاهد رسائل غير مباشرة كشفت موقفه من دعوات تنحية رئيس الحكومة الشاب ،أبرزها تأكيده انه “ليس هناك من سيقى مدى الحياة” او قوله ” البلاد تمرّ بوضع صعب .. ولا يمكن تحميل  مسؤولية تأزّم الوضع لشق دون آخر أو جهة دون أخرى …ليس هناك من سيبقى مدى الحياة في منصبه ..وما سيُتّفق عليه كمصلحة لتونس سينفّذ مهماً كان الذي عليه أن يغادر مهامه والذي سيبقى …وكل من خدم البلاد سيحظى بالتقدير حتى بعد مغادرة مهامه”.

وبخلاف هذه التلميحات المُوجهة للشاهد ، شكّل طرح الباجي قائد السبسي مؤشرات تقهقر الوضع الاقتصادي ما يشبه اعلانا عن فشل الحكومة وكان منطلقه طريقه تفديم الرئيس اجتماعه مع محافظ البنك المركزي مروان العباسي وقوله حرفيا ” الجلسة معاك تعبتني سيد المحافظ” وتطرق في سياق متصل الى انهيار قيمة الدينار .

وإستعرض رئيس الجمهورية عددا من المؤشرات التي ساهمت في تفاقم الإزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد وأهمها تراجع مداخبل قطاع السياحة الذي تأثر كثيرا بعامل الإرهاب وخاصة الضربات التي تعرّض لها سنة 2015 والتي تسببت في خسارة تونس مداخيل تناهز 10 مليارات دينار بالإضافة إلى تراجع إنتاج الفسفاط نتيجة عدم الإستقرار الإجتماعي منذ 2011 مما تسبب بدوره في خسارة ما يقارب 10 مليارات دينار، فضلا عن تراجع نسبة تغطية الإنتاج للإستهلاك من 92% إلى 50% في السنوات التي أعقبت 2011.

ويُفهم من رسائل الباجي انه رفع على الأرجح يده عن الشاهد ، بما يعني ان مغادرته منصبه باتت شبه محسومة ، على ضوء ما يشه الاجماع على فشله في ادارة دواليب الدولة ، وفي ظل الحصيلة الهزيلة لنتائج حكومته . والتوتر الذي ميّز العلاقات بين القصرين قد ينتهي بالانفصال وان كانت المبادرة بطلب اقالة الشاهد لم تأت ،وهذه إحدى المفاجآت ، من الرئاسة التي قد تكون اكتفت بالتنسيق مع اتحاد الشغل ابرز الدافعين لتشكيل حكومة جديدة .

يذكر ان يوسف الشاهد سيكون في مجلس نواب الشعب يوم 24 مارس الجاري في جلسة حوار، سيرد خلالها على الانتقادات الموجهة اليه من قبل ابرز الفاعلين . والشاهد الذي يقول انه منكب على ملف اصلاحات ستُنفذ قبل موفى 2018 تلقى ضربة من صانع صعوده السياسي (الباجي قائد السبسي) عند تقديم هذا الاخير  مؤشرات انهيار الاقتصاد .

يشار الى ان رئاسة الحكومة وجهت للجنة قرطاج المُكلفة باعداد أولويات المرحلة القادمة تقريرا حول ما تعتبره انجازات ونجاجات للحكومة منذ نيلها ثقة مجلس نواب الشعب .


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING