الشارع المغاربي – لطفي العماري وعماد الطرابلسي والهاشمي الطرودي

لطفي العماري وعماد الطرابلسي والهاشمي الطرودي

29 مارس، 2018

الشارع المغاربي – منير الفلاّح: بداية، لا بدّ من التّذكير ببعض المسلّمات، أوّلها أن عماد الطرابلسي إنسان وأن من حقوقه الإرتباط بمن اختار وثانيها أنه للإعلام حق تناول أي موضوع في حدود ما هو مضبوط بالقوانين.

من المؤكّد أنّكم فهمتم أنّني سأتناول موضوع الجزء الثّاني من حصّة الإربعاء الفارط لبرنامج «كلام النّاس» الذي ينشطّه علاء الشّابي على قناة «الحوار التّونسي».

وكماتعلمون للبرنامج ثلاث «كرونيكورات» هم السّيدة والسّادة «ميّة القصوري» و«شكيب الدرويش» و«لطفي العماري».

للتدقيق، «لطفي العماري» هو أيضا رئيس تحرير البرنامج وهذا مهمّ في فهمنا لتوجّهات البرنامج حتّى لا أقول خطّه التحريري.

«موضوع» الجزء الثّاني إذًا من البرنامج المذكور كان «قضيّة» تأخير التّصريح لعماد الطرابلسي بعقد قرانه يوم 20 مارس الفارط.

لن أعلّق على كلام السيّدة «العبيدي» بل على ما جاء على لسان السيّد «لطفي العماري». فلقد ألقى على الحضور والمتفرّجين خطبة عصماء قوامها الخلط المتعمّد بين تاريخ مناضلات ومناضلين دفعوا أجمل سنين عمرهم من أجل القضايا الوطنيّة والدّيمقراطيّة وفي مقدّمتها حريّة التعبير التي ننعم بها جميعا الآن ومن بينهم السيّد «لطفي العماري» الذي (وهل انا في حاجة للتذكير؟!) حفي قلمه وبحّ صوته في حملات التّشهير بالمناضلات والمناضلين من أجل حريّة هذا الشّعب وتجريمه للهبّة الشعبيّة بعيد 17 ديسمبر 2010.

نعم السّيد لطفي العماري يساوي بين نضاليّة حركة «آفاق» وتكريس مناضليها حياتهم الخّاصة لخدمة قضيّة سامية وبين متّهم في قضايا تتعلق برموز نظام المخلوع، لا بل وفي سياق خطبته العصماء قال «الثّورة المزعومة» !! وهذا هو مربط الفرس : تبخيس الثورة ومكتسباتها وذكر أسماء مناضلين كبار مهّدوا بإصرارهم وتضحيّاتهم لهذا المسار الثّوري، فيهم من رحل عنّا كالشّيخ «الهاشمي الطّرودي» رحمه اللّه ومنهم من مازال صامدا كصالح الزّغيدي اللّه يشفيه، وساوى بين تمسّكهم بالزّواج وهم قيد الإعتقال وضحايا الجمهوريّة الأولى التي كان من آخر المنتفعين من فسادها «عماد الطرابلسي» وعائلته (وعلى فكرة إعترف بذلك في إطار شهادته المصوّرة لهيئة الحقيقة والكرامة).

السيّد «لطفي العماري» لم يخرج على النّاس بخطابه هذا في برنامج ذي طابع سياسي بل في إطار سهرة منوّعة جمهورها مبدئيّا غير مسيّس أو على الأقلّ غير مهيء لتلقي رسائل سياسيّة وبالتّالي طبيعة البرنامج يسهل معها تمرير مضامين قد تكون خطيرة في ظل غياب رأي معاكس لطروحاته.

تمكّن إذًا «لطفي العماري» بفضل موقعه في البرنامج وفي القناة من تحويل برنامج «تالك شو» إلى منبر للتلاعب بتاريخ الحركة التقدميّة في تونس وللإيهام بأنّ الموقوف في قضيّة الحال هو مناضل الأزمنة الحديثة وللإيحاء بأنّ الطرابلسيّة قد يكونوا «ضحيّة» مؤامرة ما وأنّ الثّورة في نهاية الأمر لم تخدم أحد (وفق رأيه) بما أنّه قام بربط غير بريء بالمرّة بين وضع الرّئيس المخلوع وعائلة «محمّد البوعزيزي».

لعلّكم أدركتم الآن الهدف من إستعارتي عنوان فيلم :

le bon, la brute et le truand للحديث عمّا جاء في برنامج «كلام النّاس» للتعبير عن «الثّورة، عماد الطرابلسي ولطفي العماري» و لكم طبعا الرّبط بينهم.

وأنا أتابع مرافعة «لطفي العماري» تذكّرت بألم وحسرة وغضب الشّيخ «الهاشمي الطّرودي»،تذكّرت ما كتب عمّا عانى  سجناء الرّأي، تذكّرت فيلم «الذّاكرة السوداء» لهشام بن عمّار، تذكّرت، تذكّرتلكن وفي النّهاية تذكّرت أيضا أنّه يوم كان الكثيرون ومن بينهم «لطفي العماوي» وغيرهم يعتقدون أنّ بن علي وعائلته سيحكمون تونس الى الأبد وفي غفلة منهم خرج الشّعب التّونسي ليقول «Dégage»


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING