الشارع المغاربي – 8 ملايين سائح في 2018: رفقا بالأرقام يا سيدتي الوزيرة !

8 ملايين سائح في 2018: رفقا بالأرقام يا سيدتي الوزيرة !

11 مايو، 2018

الشارع المغاربي – حمزة الحسناوي : أكدت وزيرة السياحة سلمى اللّومي الرقيق في أكثر من مناسبة  أنّ مصالح وزارتها تتوقع أن يبلغ عدد السيّاح الذين سيتوافدون على تونس خلال سنة 2018 سيبلغ زهاء 8 ملايين سائح.

وذكرت أنه تمّ تسجيل ارتفاع في عدد السياح القادمين من الأسواق التقليدية بنسبة 43% من فرنسيين وألمان وبريطانيين إلى جانب تطوّر السوق الروسية.

الأرقام التي أعلنت عنها وزيرة السياحة تبدو واعدة وقادرة على قلب واقع الاقتصاد الوطني القابع في الحضيض لكنها ارقام غير واقعية لاسيما توقع توافد 8 ملايين سائح في ما تبقى من موسم 2018، لن تكون ممكنة التحقق نظرا لأنّ مطاراتنا وموانئنا وفنادق البلاد التي لم تغلق أبوابها بعد لن تتحمّل هذا العدد الذي سيتطلّب مضاعفة طاقة استيعابها وأيضا مضاعفة واردات البلاد من القمح والمواد الغذائيّة لتستجيب لحاجات زوّارها.

من جهة أخرى واقع البنى التحتيّة للفنادق والخدمات التي تقدّمها ليس قادرا على استقطاب فئات جديدة  من السيّاح،  خاصّة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تغيّر اسواق السياح الذين تستقطبهم تونس بعد 14 جانفي 2011 وأهمهم سياح الجوار الجزائريين إلى جانب القادمين من بلدان الخليج  في حين أجمع المهنيون على أن الوضع الحالي لقطاع السياحة في تونس لن يكون قادرا على استقطاب اكثر من مليون ونصف مليون سائح أوروبي أغلبهم من الفئات المتوسّطة إن لم نقل الشعبية.

وحسب معطيات الجامعة التونسیة للنزل، يبلغ الیوم عدد النزل والوحدات الفندقیة في تونس  862 وحدة فندقیة بطاقة استیعاب جملیة تقدر بـ 241 ألف سريرا تتوزع في المناطق السیاحیة بالبلاد انطلاقا من تونس العاصمة مرورا بسوسة والحمامات ونابل والمھدية والمنستیر وصولا إلى جھات الجنوب في جربة وتوزر وقبلي وبلوغ الـ 8 ملايين سائح وفق توقعات وزيرة السياحة يقتضي بالضرورة فرض توزّع السياح على الجهات لتتمكن البلاد من استيعابهم.

وزارة السياحة والصناعات التقليدية نفسها نشرت على بوابتها الإلكترونية أنّ عدد السيّاح بلغ 6 ملايين و545 الف سائحا خلال السنة الماضية بما يعني أن توقعات الوزيرة تستوجب زيادة بنسبة تتجاوز 20 بالمائة في عدد الوافدين على تونس في سنة 2018 في وقت لم يتغيّر فيه واقع البنية التحتية للقطاع ولم تتطوّر فيه نوعيّة الخدمات المسداة ممّا قد يغري الزائرين بوضع تونس ضمن الخيارات الممكنة للسياحة.

الأكيد ايضا ان الأسواق التقليدية كبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإن أكّدت سلطاتها فتح الباب امام مواطنيها لزيارة تونس إلا أنّ وقع العملية الإرهابية التي جدت يوم 20 مارس 2015 بمتحف باردو وعملية نزلإمبريال سوسةلم تُمح بعد من ذاكرتهم وسيفكرون آلاف المرّات قبل القدوم إلى تونس.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING