الشارع المغاربي – عميد متقاعد من الجيش : عملية عين سلطان إهانة لأجهزة الدولة وهديّة لكتيبة عقبة الارهابية

عميد متقاعد من الجيش : عملية عين سلطان إهانة لأجهزة الدولة وهديّة لكتيبة عقبة الارهابية

10 يوليو، 2018

الشارع المغاربي- وليد أحمد الفرشيشي: اعتبر العميد المتقاعد من الجيش الوطني عمار الودرني، اليوم الثلاثاء 10 جويلية 2018، الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية للحرس الوطني بولاية جندوبة الأحد الماضي، “إهانة  لأجهزة الدولة النظاميّة التي فشلت في حسم الموقف أمام مجاميع إرهابية ضعيفة ومنهكة”، حسب تعبيره.

وقال الودرني في تصريح لـ “الشارع المغاربي”: “العمليّة الإرهابيّة التي استهدفت أبناءنا تعتبرُ هدّية لكتيبة عقبة بن نافع، ذلك أنه، ومن وجهة نظر فنيّة، حدث خطأ جسيم بوجود سيارتين في منطقة غابية يكونُ فيها مجال الرؤية محدودًا، وهذا ما يعكسُ نقصًا على مستوى الخبرة بالمناطق إضافة إلى سوء التدريب. ففي مثل هذه الظروف، يفترضُ أن تقع عملية التمشيط بالمشاة لا بالسيارات التي تعتبرُ غنيمة سهلة للإرهابيين، خاصة في منطقة ذات طبيعة جبليّة وعرة”.

وتابع قائلاً: ” كان من المفروض خنق الجبل عبر دوريات الاستطلاع من المشاة لا بالمركبات الدولابيّة. وهنا أحمّل المسؤولية للمؤسسات النظاميه المسلحه دون إستثناء، خاصة مع نقص الخبرة وغياب الانضباط عند تنفيذ المهام الميداينة وعدم الالتزام بمتطلبات مهارات المعركة في المناطق غير الآمنة حيث تكون المفاجأة متوقعة في كل حين وخطوة، والحصيلة الثقيلة ما هي إلا نتيجة للغفلة والتغافل وعدم التوقي والتراخي في الحذر”.

وأضاف :” نحنُ أمام عدو ضعيف ومنهك ولكنّه يتفوّق علينا إلى الآن بقدرتهِ على التنقلّ بسهولة في المناطق الحدودية في الوقت الذي نحاول فيه أن نحاربهم بالطائرات أو دوريات التمشيط وهذا خطأ آخر. لا بدّ من محاربة هؤلاء الإرهابيين بأسلحتهم، عن طريق التمشيط باستخدام جنود المشاة مع توفير التغطية الجوية، ذلك أنّ الحرب لا تربخ فقط بالمعدات والتجهيزات بل بالاعتماد أولا واخرا على الرأسمال البشري المدرّب والمنضبط لتعليمات القيادة”.

من جهة أخرى قال العميد المتقاعد عمار الودرني أنّ “تونس باتت مستباحة وأنّ عمليات إرهابية أخرى واردة الحدوث في ظلّ تراخي المؤسسات النظامية”، مضيفًا:” الإرهابيون يعيشون بيننا في مدننا وقرانا ومقاهينا ويتنقلون بلا رقيب ولا حسيب صعودا ونزولا من الجبال وليس أدل على ذلك مما حدث في شهر مارس 2018 عندما نزل إرهابيا كتيبة جند الخلافة سمير بن عمر وذاكر بن يوسف، من جبل الشعانبي إلى مدينة ألقصرين واشتريا دراجة ناريه تنقلا على متنها إلى مدينة المنستير بنية تنفيذ عملية إرهابية نوعية ولما تفطنا لكونهما مراقبين فرّا إلى المهديه ثم إلى منطقة “المقرون” ببنقردان التي تبعد 30 كلم عن الحدود، قبل أن يتفطّن لهما أحد الرعاة ويعلم الجهات ألأمنية ببنقردان ليتم التدخل والقضاء عليهما. بمعنى أدقّ “بلاد سايبة” قطع خلالها الارهابيان مسافة تقارب الألف كلم بكل أمان ولولا فطنة الراعي وحسّه الوطني لدخلا التراب الليبي سالمين”.

وتابع:” هذا التراخي عززهُ تدخل السياسيين في المؤسسات النظامية التي باتت عرضة للمزايدات والاستقطاب السياسي. وهنا أوجّه رسالتي إلى زملاء السلاح بأن يسدوا الطريق أمام محاولات تسييس المؤسسات الأمنية والعسكرية وجذبها بعيدًا عن حربنا الحقيقية وأولوية أولوياتنا وهي الحرب على الإرهاب”.

وختم العقيد الودرني تصريحهُ بدعوة وسائل الإعلام إلى التحرّي عند استضافتهم ما يسمّى بـ”خبراء الأمن والإرهاب” قائلاً في هذا الخصوص: “هؤلاء تجّار دماء يشّوشون على عمل المؤسسات النظاميّة وأغلبهم يحملُ أجندات سياسية. الخبراءُ الحقيقيون مهماتهم ميدانية وهدفهم حماية الحوزة الوطنية ويقع تكوينهم والاستثمار فيهم وتوظيفهم لحماية أمن البلاد وسلمها وهم الأدرى بمهماتهم ومتطلباتها وكل خلل أو تقصير يتحملون هم وزره ومسؤوليته أمام الوطن والشعب”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING