الشارع المغاربي – لماذا لا تهاجم سامية عبّو النهضة ؟.. بقلم: عبد الكريم قابوس

لماذا لا تهاجم سامية عبّو النهضة ؟.. بقلم: عبد الكريم قابوس

27 يوليو، 2018

الشارع المغاربي : لماذا لا تهاجم سامية عبّو النهضة ولا تتدخّل أبدا اثر أية مداخلة من نواب هذه الحركة؟

كل اصدقائي يعرفون أنني عندما أتكلّم لا اقول أي شيء ولا أتحدث من فراغ وأنني لهذا السبب لا أمارس السياسة.

لكن ردّا على هذا السؤال لديّ إجابة.

هناك مهنة غير متداولة ببلادنا هي مهنة الـ  spin doctor أو ما يمكن أن يُعبّر عنه بالعربية بأطبّاء صناعة الرأي العام. ومهنة هؤلاء التأثير على الرأي العام وتكوين فكرة لديه بخصوص شخصية سياسية بما في ذلك تصرفاتها وحركاتها عبر تقنيات وسائل الإتصال.

وفي تونس لايوجد سوى حزب واحد يدور في فلك قطر ويخدم اجنداتها بإسناد من وكالة الإتصال العالمية Bursonmarsteller المأجورة.

ومن قواعد اللعبة لدى الـspin doctor  شحن رهبان النهضة والمتنهضويين الذين اطلقهم الغنوشي من قُمقمه بعدما أصبح سيد زمانه عبر تحويل الاصوات.. بمعنى آخر ترويّج الافكار والاحكام بالغياب أو بطريقة غير مباشرة تحديدا بالوكالة

والامر سهل: يتم تدريب سامية عبّو في ورشات عمل على شتم كل الناس مع عدم التعرّض للنهضة لا بخير ولا بسوء

اما الصافي سعيد المستشار الخاص للغنوشي فتتم دعوته إلى برامج تلفزية أو اذاعية للقدح والذمّ بالحجج أو بلا حُجج وغالبا بأرقام مغلوطة وبمراجع وهمية وتصورات واهيّة مُعفيا النهضة تماما مثلما كان الشأن في برامج سمير الوافي.

إنّها تقنية «نصيبي من الدعاية» التي تشبه torpilles مُوجّهة تحت الماء

تقنية تعتمد اسلوب دسّ صحافيين اشبه بحلزونات آخر مطر في وسائل الاعلام وغضّ الطرف عن الملفات الحارقة التي من المفترض ان تتناولها هذه الوسائل بل ووصل الامر إلى فرض «صحفي» نهضوي عليها مثل شكيب درويشوبحصاد البيدر تبقى النهضة الاقل تعرضا للانتقادات.

وهذه قائمة بوكالات الاعلام الناطقة باسمها مقابل ملايين الدنانير:

جون أفريك

وكالة Bursonmarsteller الامريكية المختصة في إعلام الازمات والاعمال والعلاقات العامة. وهذه الوكالة تقود منذ اكثر من عام حملة اعلامية عالمية لحساب النهضة. وقد أبرم الاتفاق مكتب النهضة بلندن واعطى ثماره سريعا إذ قام الغنوشي قبل انتخابات 2014 بجولة في الولايات المتحدة فيما بثّت قناة «سي.أن.أن» ريبورتاجا روّج  لصورة ايجابية عن النهضة إلخ

وفي اوروبا أُسندت الدعاية للحزب إلى فرع نفس الوكالة بفرنسا، فرع أسّسته سنة 2004 كورين فابر احدى خريجات مدرسة الادارة والمتخصصة في خدمة اللوبيات. وفي امريكا، عملت وكالة Bursonmarteller سابقا مع شارل بلاك المستشار السياسي السابق للسيناتور جون ماك كاين المعروف بميوله للنهضة والذي ساهم مساهمة كبيرة في بعث مركز دراسات «الاسلام والديمقراطية» الذي يرأسه رضوان المصمودي. وهذا الاخير مكلّف بمتابعة برامج خدمة النهضة في العالم الانغلوساكسوني وتوسط في إسناد ملف الدعاية للنهضة بأوروبا لفرع وكالة marsteller Burson بباريس.

— 

تدوينة للاستاذ عبد الكريم قابوس نشرها بالفرنسية وارتأينا ترجمتها لتعميم الفائدة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING