الشارع المغاربي – راوية السالمي : وصف الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان، اليوم السبت 22 سبتمبر 2018، ارتفاع احتياطي تونس من العملة الصعبة من 68 يوما من التوريد (خلال الفترة الأخيرة) إلى 78 يوم توريد (أمس الجمعة 21 سبتمبر الجاري) بـ”تحسّن غير مفاجئ” مذكرا بانه جاء نتيجة لصرف البنك الدولي قرض قيمته 410 ملايين أورو.

وأوضح سعيدان في تصريح لـ”الشارع المغاربي” أن ارتفاع احتياطي العملة الصعبة يتأتى من 4 مصادر أساسية هي التصدير والاستثمار الأجنبي المباشر ومداخيل السياحة( هذه السنة سجل عدد السياح والليالي المقضاة ارتفاعا في حين لم يحدث تغيير على مستوى المداخيل)والمصدر الرابع يتمثل في تحويلات التونسيين بالخارج، لافتا إلى ان جميع هذه المصادر تعاني من صعوبات كعدم استقرار الدينار والعجز التجاري وغيرها من الاشكاليات.

وشدد على أن المصدر الخامس هو الأسوء على الاطلاق ويتمثل أساسا في الاقتراض مفسرا بالقول “تحسن الاحتياطي بعد صرف القرض المذكور الذي أُحيل إلى مخزون البلاد التونسية من العملة الأجنبية ورغم هذا التحسن فان تونس لاتزال دون الخط الأحمر أي دون 90 يوما من التوريد ..وأية دولة تمر بضائقة مالية مثلها يجب عليها أن تعطي الأولوية إلى دفوعاتها لتوريد الغذاء والدواء والمحروقات وهو ما يتطلب المدة المُشار اليها”.

وأشار إلى أن اي بلد يقترب أو ينزل دون مدة 90 يوما يعتبر غير قادر على تسديد الدين الأجنبي الخاص به، مشددا على “أن توقيع تونس وحدها اليوم لم يعد كافيا لتتمكن من الخروج للسوق الخارجية والدليل على ذلك أنها عندما خرجت في أفريل 2017 للحصول على مليار أورو لم تحصل سوى على 850 مليون دينار بكلفة عالية جدا.”

وأضاف أن تونس خرجت 4 مرات للسوق المالية الدولية وأنها استعانت مرتين بضمانات من الولايات المتحدة الأمريكية ومرتين بضمان اليابان، مُؤكدا أن الدول التي ضمنت في تونس سابقا لم يعد لها استعداد لتواصل مساندتها اليوم. وقال في هذا الصدد “هناك بنوك ومؤسسات دولية تعرف تونس وتعودت التعامل معها قد تكون اقترحت عليها اليوم تقديم ضمانات عينية للتخفيض من كلفة القرض”.