الشارع المغاربي – مُؤرخان يكشفان هول الكارثة : لبنانيون أكلوا لحوم أولادهم في الحرب العالمية الأولى!

مُؤرخان يكشفان هول الكارثة : لبنانيون أكلوا لحوم أولادهم في الحرب العالمية الأولى!

12 نوفمبر، 2018

الشارع المغاربي : تزامن يوم امس الأحد 11 نوفمبر 2018 مع مرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، ومعها يكشف المؤرخون خفايا عن معاناة شعوب بسبب اهوال تلك الحرب من ذلك أن لبنان كان أكبر من لحقت به خسائر في الأرواح زمن تلك الحرب التي بدأت في 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918 بتسونامي دموي خلف 16 مليون قتيل وما يزيد عن 21 مليون مشوّه وجريح من عشرات الجنسيات والأعراق والدول.

ونقل موقع العربية نت عن مؤرخين تأكيدهم أن لبنان فقد خمس سكانه وعان من مجاعة نادرة الاحتدام عمته بعد عام من بداية الحرب واستمرت إلى نهايتها، ووفق نفس المصدر يقدر عدد ضحاياها 200 ألف من سكانه البالغين مليوناً تقريباً في ذلك الوقت، معظمهم من منطقة في شماله، كان اسمها “متصرفية جبل لبنان” وتتمتع بالحماية الفرنسية، فيما كانت بقيته تحت الاستعمار العثماني.

وجاءت في كتاب صدر بالفرنسية قبل 5 سنوات، للمؤرخين والباحثين الدكتور كريستيان توتل وزميله القسيس بيار ويتوك، معلومات وصور ومستندات مهمة عن المجاعة التي عملا سوياً طوال سنوات للتعرف إلى تفاصيلها، فقاما في 2013 بنشرها لأول مرة منذ اندلاع الحرب الكونية في الكتاب الذي سمياه “الشعب اللبناني ومآسي الحرب العالمية الأولى” وفيه شرح صادم عن المجاعة التي بدأت بجحافل جائعة من الجراد وصلت “والتهمت كل شيء” وجعلت اللبنانيين يطلقون على 1915 اسم “عام الجراد” الذي كانت مكافحته مستحيلة، فاستوطن الجوع ومعه مسببات المرض في كل مكان.

ومما رواه المؤرخان، استناداً إلى مذكرات كتب معظمها “الآباء اليسوعيون” في لبنان، أن الناس كانوا بفعل الجوع والأمراض”ينهارون على الأرض ويتقيؤون دماً (..) وكانت جثث الأطفال ترمى بين أكوام النفايات” وأن أحد الكهان وجد في 1917 أرملة ميتة منذ 3 أيام مع طفلها البالغ 10 سنوات “والفئران قضمت أذنيهما ووجنتيهما، وكان بطن الطفل مفتوحاً”. كما يسرد الكتاب الذي قال الموقع انه اطلع عليه، حالات أكل لحوم بشر، منها رجل “قتل طفليه البالغين 8 و10 سنوات ليقتات منهما”، في إشارة إلى أنه كان يأكل من لحمهما كل يوم.

ويبدو أن دور العثمانيين خلال الحرب كان مصادرة المحاصيل، والحيوانات التي كانت تستخدم في النقل “ولم يقتصر الأمر على الجوع، لأن قرى بأكملها خلت بعد وقوعها فريسة أمراض التيفوئيد والكوليرا التي انتشرت بفعل حصار مزدوج، واحد فرضته الحرب والثاني الجراد”. كما يشير مؤرخ لبناني آخر، هو الأستاذ الجامعي عصام خليفة، إلى أن الوضع ازداد سوءاً “بعد حصار بحري فرضه الحلفاء على البحر الأبيض المتوسط لقطع الإمدادات عن العثمانيين”، لأن الحاكم العسكري العثماني على لبنان جمال باشا، رد بحصار بري “خنق فيه سكان منطقة جبل لبنان” أي متصرفية جبل لبنان المحمي سكانها المسيحيين الموارنة من فرنسا.

وما يؤكد قساوة تلك المجاعة، وما نتج عنها من أمراض، وجود صور نادرة التقطها المدير العام ذلك الوقت للجمعيات الخيرية بجبل لبنان، إبراهيم نعوم كنعان، مخاطراً بحياته بسبب الرقابة العثمانية المشددة، وعنها تحدث حفيده قبل 3 سنوات إلى وكالات أنباء، منها في فيديو عرضه موقع “العربية.نت” ، وفيه صور بائسة، واحدة لامرأة نحيلة برزت عظامها، وكانت تتناول قطعة خبز، وصورة أخرى لجثث هزيلة ملقاة على الأرض، وهو ما وصل صداه في 1916 إلى جبران خليل جبران، المقيم كمهاجر في ذلك الوقت في الولايات المتحدة فتأثر بما علم من نكبة كبرى حلت بلبنان، وانكبّ وكتب قصيدته الشهيرة “مات أهلي” التي استمدت فيروز بعض عباراتها لتضيفها إلى ما أصبح أغنية “يا بني أمي” الشهيرة.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING