الشارع المغاربي – عودة لخطاب الشاهد في البرلمان

عودة لخطاب الشاهد في البرلمان

13 نوفمبر، 2018

الشارع المغاربي-ابراهيم بوغانمي : خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال عرضه تحويره الوزاري على مجلس النواب جاء ملفوفا بعبارات إنشائية من قبيل “مكافحة الفساد” و”اصلاحات اقتصادية” و”الترفيع في نسبة النمو” وغيرها من الشعارات التي تصلح موضوع أطروحة نظرية حول كيفية معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية . فحتى بعض الأرقام والمؤشرات التي أدلى بها رئيس الحكومة في كلمته جاءت منفردة دون تعزيزات أو دعامات تؤكدها الأمر الذي جعلنا نشعر بأن الحكومة لن تعمل في الفترة المقبلة إلا بإحدى طريقتيْن لا ثالث لهما: فإما أن تتقمص دور رجل المطافئ الذي سيهدر جزءا كبيرا من جهدها في إطفاء الحرائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية هنا وهناك خاصة أن عديد المؤشرات تنبئ بأن الأشهر المقبلة ستشهد حراكا اجتماعيا وشعبيا بسبب تدهور القدرة الشرائية للتونسيين وقرب انسداد الأفق أمامهم ولاسيما متوسطي وضعاف الدخل منهم.

وإما –وهي الطريقة الثانية- أن رئيس الحكومة ألقى يوم أمس خطابا انتخابيا رغم الجهود الواضحة التي بذلها فريق الاتصال لديه ليبدو محايدا وموضوعيا وحريصا على معالجة المشاكل وهي المهمة الأساسية التي يُفترض ان تكون حكومتاه السابقتان قد عالجتا جزءا منها . بل بالعكس نجد ان كل تلك المشاكل قد تفاقمت على غرار تهاوي قيمة الدينار وارتفاع نسبة التضخم وتراجع نسبة النمو وتفاقم معدلات البطالة وزيادة مستوى الفقر ونسبة الأميّة.

التحوير الوزاري في كل دول العالم له أدبياته ودواعيه أبرزها تعديل في البرنامج الحكومي وفي استراتيجية الحوكمة وهو ما لم نلمسه في تحوير الشاهد فلا برنامج حكومي قابل للتطبيق ولا رؤية عمليّة على المدى القريب على الأقل ربما لأن عينه على الانتخابات القادمة والعين الأخرى على حركة النهضة التي سعى لإرضائها في تركيبته الحكومية الجديدة وهي فعلا سعيدة بذلك. لذلك بدا التحوير الوزاري الأخير  كمنْ يطرق بكلتا يديه على بوابة قصر قرطاج.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING