الشارع المغاربي – الغنوشي : تونس لا تزال في حاجة للتوافق.. والنهضة ترفض الاستقطاب الايديولوجي

الغنوشي : تونس لا تزال في حاجة للتوافق.. والنهضة ترفض الاستقطاب الايديولوجي

27 فبراير، 2019

 الشارع المغاربي: اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن “نجاح الثورة التونسية ليس صدفة، بل هو ثمرة مسار توافقي شاركت فيه حركة النهضة بالتعاون مع شركائها في الاحزاب والمنظمات على غرار اتحاد الشغل ومنظمة الاعراف”، مشيرا إلى “ان هذا النجاح لا ينفي وجود مخاطر جدية تهدده في ظل اصرار جهات عديدة على إجهاض كل تجارب الربيع العربي، للبرهنة على ان العالم العربي غير مؤهل للديمقراطية”.

وقال الغنوشي في محاضرة بمركز الدراسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية SETA, في إسطنبول نشر نصها اليوم الأربعاء 27 فيفري 2019 بصفحته على”فايسبوك”: “بعض الأطراف في منطقتنا وخارجها تريد ترويج مقولة بأن الخيار الأفضل للمنطقة هو الدكتاتورية للحفاظ على الامن… كما يقولون لشعوبنا أنها لن تنعم بالامن والرفاه والتقدم الا في ظل أنظمة مستبدة. طبعا هذه الأطراف ترفض الديمقراطية, وهي تلتقي في هذا الرفض مع داعش والقاعدة الذين يروجون لثقافة التوحش والعنف والى أن الإسلام هو نقيض للديمقراطية والحرية”.
وتابع “نحن نقول أن خيار الدكتاتورية ليس خيارا جديدا فقد جرب في الماضي ولكن دعم الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي قاد الى الويلات على العالم وعلى المنطقة وأدى الى ظهور الإرهاب وانتشاره في المنطقة والعالم وقاد أيضا الى أن تنفجر الثورات” لافتا إلى أن “التجربة التونسية تواجه العديد من التحديات الكبيرة”.

وعدد الغنوشي هذه التحديات وأولها التحدي السياسي، قائلا “يتمثّل في استكمال بناء النظام الديمقراطي وذلك باستكمال تركيز المؤسسات الدستورية التي مهمتها حماية الديمقراطية مثل المحكمة الدستورية.. أيضا جزء من هذا التحدي السياسي هو توجه البلاد نحو إنتخابات برلمانية ورئاسية نهاية هذه السنة”،مواصلا “هذه المحطة المهمة تشكل تحديا كبيرا للتجربة التونسية لأن الإنتخابات بطبيعتها تقوم على المنافسة والإستقطاب…والتحدي هو كيف يمكن أن نخوض هذا التنافس في وقت مازالت أسس البناء الديمقراطي هشة ولم يشتد عودها بعد. يمكن اذا خرج التنافس عن حده أن يقود هذا الى إضعاف التجربة لا قدر الله”.

وشدد على ان الحركة حريصة في هذه المنافسة على تبني عدد من المبادئ: “أولها تجنب الإستقطاب الإيديولوجي والتركيز على التنافس على البرامج وذلك لنتجنب تقسيم المجتمع. ثانيا طمأنة شركائها في الوطن بأن المستقبل للجميع وأن سفينة تونس يجب أن تحمل كل أبنائها دون إقصاء… وثالثا التأكيد أن البلاد ما زالت تحتاج الى التوافق كمبدأ في الحكم وفي مواجهة المشاكل والخلافات وان هذا التوافق يجب أن يشمل العائلات السياسية والإجتماعية الرئيسية وذلك ليساهم الجميع في صنع مستقبل تونس”.
وذكر رئيس الحركة ان التحدي الاقتصادي والاجتماعي والتحدي الأمني من أهم التحديات التي تواجهها تونس لنجاح تجربتها الديمقراطية، متمنيا “أن تحقق الحكومة الحالية والتي تأتي بعدها الإصلاحات الإقتصادية التي تحتاجها البلاد وذلك لتحريك الإستثمار الداخلي والخارجي ولتطلق ديناميكية إقتصادية إبداعية تستجيب لطموحات شبابنا شاباتنا”.
ولفت إلى ضرورة تعاون تونس مع جيرانها وشركائها وأصدقائها دوليا لمواجهة ظاهرة الارهاب التي قال انها اصبحت ظاهرة إقليمية وعالمية.
وأكد الغنوشي أن رسالة تونس الى العالم هي أن الديمقراطية والإسلام المعتدل خيار ممكن، وأن الإستثمار في الديمقراطية هو الإستثمار الأنجع والأنجح”، قائلا “النموذج التونسي للاحتذاء وليس للتصدير لذلك ندافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان ونرفض الظلم ولكن كما نرفض التدخل في شؤون الآخرين فإننا نرفض التدخل في شؤوننا او جر تونس لأجندات ضد إرادة شعبنا الذي اختار الديمقراطية والحريّة”.

كما عدد الغنوشي عوامل نجاح التجربة التونسية والتي قال ان اولها “رفض الهيمنة والإستفراد بالسلطة إذ أن حركة النهضة التي حازت على الاغلبية في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي سنة 2011 ، رفضت الهيمنة على الحكم، ودعونا الى حكومة وحدة وطنية منذ إنتخابات 2011 واستجاب لدعوتنا حزبان علمانيان”.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING