الشارع المغاربي – الطبوبي: الصناعة الرقمية تفرض مُراجعة مفهوم العمل ونُظمه

الطبوبي: الصناعة الرقمية تفرض مُراجعة مفهوم العمل ونُظمه

3 مايو، 2019

الشارع المغاربي – قسم الأخبار : خذّر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، اليوم الجمعة 3 ماي 2019، من “الآثار الصادمة للصناعة الرّقمية على السوق الشّغل” بسبب “تعويض العديد من الأنشطة المألوفة والمؤسسات القائمة وتغيير نطاق وشروط مباشرة العمل المأجور” بما يتسبّب في “إحلال نظم عمل لاإنسانية والتخفيض بل وألغاء قطاعات مهنية بأكملها”.

ودعا الطبوبي في افتتاح “الندوة الثلاثية حول مستقبل العمل” المنعقدة اليوم بقمرت إلى “إعادة التفكير في دور المدرسة ومناهج التعليم حتى تكون قادرة على تكوين أجيال تتميز بكفاءة عالية ولها القدرة للتكيف للتحولات السريعة لسوق الشغل وحتى لا يزداد عدد العاطلين عن العمل في المستقبل وخاصة حاملي الشهائد العليا”، مشيرا إلى أن اتحاد الشغل “يرى في مستقبل العمل ورَقْمَنَته تحدّيا صريحا للشركاء الاجتماعيين وللحوار الاجتماعي، لا بدّ أن يستعدّوا له وأن يتهيؤوا له بإخضاع أساليب عملهم ونُظم إدارتهم ولنِطاق تدخّلهم وطريقة تفكيرهم ومقارباتهم إلى المراجعة والتقويم وهي محاور يمكن أن تدرج في جدول أعمال مجلسنا الوطني للحوار الاجتماعي”.

وأضاف “بدأت تظهر في ظلّ الهشاشة المُسْتَشْرٍيَة ظاهرة علاقة الشغل الثلاثية في أشكال مُسْتَحْدَثَة كالمناولة والإجارة المحمولة التي تجمع بين العمل المأجور والعمل المستقل، وجميعها أشكال هجينة تُثير التساؤل حول علاقة التبعية القانونية بين المؤجّر والمأجور وتترك المجال لتشكّل رقعةً رماديةً ما انفكّت تتوسّع وتزداد قَتَامَةً يصعُبُ معها تثبيت الدور التقليدي للفاعلين الاجتماعيين والتأكّد من استمرارية واستدامة الحوار الاجتماعي”.

وتابع “يوما بعد يوم تتّسع هذه المنطقة الرمادية التي أغفلها المشرّع إلى حدّ تكادُ تختفي فيه الحدود بين العمل المأجور والعمل المستقلّ، مع ظهور أشكال جديدة من النشاط الاقتصادي والتجاري المرتبط بالتكنولوجيا الرقمية والتي باتت تجسّدها ما تُعرف بالمنصّات الرقمية وهي منصات تُسدي خدمات للحرفاء دون أن تكون مالكة ولا حتّى مستأجرة لوسائل إنتاج الخدمة أو تنفيذها…. لقد قامت هذه المنصّات بإنشاء تركيبة قانونية للتهرّب من القواعد المنظّمة للعلاقات الشغلية والمطلوب من الإدارة المُدّعية أن تقيم الدليل على وجود علاقة تبعية قانونية تربط العاملين تحت إمرتها بالمؤسسة… وككلّ تقدّم علميّ ليس هناك مجال للحياد، فالصناعة الرقمية الزاحفة يمكن إمّا أن تُستعمل لحذف مَواطن الشغل البشرية وتعويضها بالروبوتات. وإمّا أن تساهم في إحلال نُظم عمل لاإنسانية وللتخفيض بل لإلغاء قطاعات مهنيّة بأكملها… كما يمكن أن تمثّل الصناعة الرقمية الوشيكة فرصة لإعادة النظر في مفهوم العمل ومعناه ومضمونه وطريقة تنظيمه. وهو ما يعني للنقابيين مناسبة للتخفيض في ساعات العمل وتطوير فُرص التكوين والتعلّم بشكل يساعد تحيين المسار المهني والتشغيليّة مناسبة أيضا للمطالبة بحقّ التمتّع بفُسحة من الوقت لحياته الشخصية والعائلية لتقليص نطاق تلك المنطقة الرمادية التي لا تنفكّ تتّسع بين العمل المأجور والعمل المستقل ولإعادة التفكير لاستنباط أشكال جديدة للتضامن… إنّ الأمر يتعلّق في الحقيقة بإعادة تصوّر العمل حتى يكون محرّرا أكثر ومُوَفّرا للصحة وللكرامة وللحرية”.

يُشار إلى أنّ هذه الندوة انتظمت في إطار الاحتفال بمئاوية منظّمة العمل الدولية حول مستقبل العمل تحت شعار “العمل من أجل مستقبل أكثر إشراقا”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING