الشارع المغاربي – موقع Identité Juive : "تونس على شفير المجاعة ووضعها شبيه بغزة "

موقع Identité Juive : “تونس على شفير المجاعة ووضعها شبيه بغزة “

27 مايو، 2019

الشارع المغاربي – ترجمة وتعليق الحبيب القيزاني :  نشر موقع Identité Juive (هويّة يهوديّة) بتاريخ 20 ماي الجاري تقريرا مغرضا بعنوان: «Qui se rassemblent s’assemblent : La Tunisie et Gaza reçoivent des colis ramadanesques»بما يقابله في العربيّة ” على أشكالها تقع الطّيور: إعانات رمضانيّة لتونس و غزّة”. تضمن إساءة لتونس ودسّ فيه الموقع ما قال إنّه شهادات لتونسيين تصوّر بلادنا وكأنّها على شفير مجاعة رابطا بطريقة ماكرة تفوح منها رائحة التّشفي بين الأوضاع ببلادنا وتلك السّائدة في قطاع غزّة المحاصر.

فبعد أن مهّد الموقع الّذي لا يخفي اسمه انتماءه العرقي والديني لتقريره بخبر توزيع الوكالة التركيّة للتعاون والتنسيق TIKAمساعدات انسانيّة لـ 300 عائلة تونسيّة من ضعاف الحال في معتمديّات سيدي مخلوف وبني خداش ومدنين الجنوبيّة ومدنين الشّماليّة التابعة لولاية مدنين فتح قلم كاتبه سهيل فتوح حنفيّة الكذب والمغالطة عبر التعميم والتهويل ليقدّم شعب تونس على أنّه شعب غارق في الفقر وعلى أعتاب مجاعة، وكتب في هذا الصّدد “أمام الفقر السّائد بدأ التونسيّون يعانون من نقص في الغذاء وسُجّل بمناطق في وسط البلاد وشمالها نقص وغياب عدد من المواد الأساسيّة … وباتت تداعيات غياب الأمن الغذائي على صحّة الأطفال بتونس واضحة وخاصّة منهم الذين أعمارهم دون الخامسة، الذين يهددهم سوء التغذية وهو سيناريو يستهدف العديد من العائلات والجهات التي تمّ رصدها”.

وقدّم التقرير ما أسماها بشهادة مواطن قال إنّه يدعى محمد المناعي من سيدي بوزيد( مع الملاحظة أن الموقع كان وفيّا لديانته التي يمنع حاخاماتها نطق اسم الرسول محمد نطقا صحيحا نتيجة عداء قريش التاريخي لخاتم الأنبياء ولم يكتب اسم محمد بالفرنسيّة مثلما ينطق Mohamed و إنّما كتب Mahommed (ماهومد) قال فيها إنّه لم يسبق لعائلته أن عانت من شحّ الطعام مثلما هو حالها اليوم وأنّه يحصل في أفضل الحالات على 13 دينارا اذا عثر على شغل ولا يحتفظ منها لنفسه الاّ بالنّزر القليل وأنّ وضع عائلته يتطوّر من سيّء إلى أسوإ وأنّه بدأ يفكّر في ايقاف أطفاله عن الدّراسة مثلما حصل مع زملائهم ليؤكّد الموقع ” من الصعب معرفة الحالات المماثلة لأطفال المناعي”.

وفي توظيف مغرض لعدد الاطفال الذين غادروا المدارس في عام 2017 ارتكز الموقع على الرقم الصادر عن وزارة التربية (100 ألف) ليؤكّد انّ “عدد التلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة في تونس يعدّ سنويّا بالآلاف رغم أنّ التعليم إجباري بين 6 و 16 سنة”.

واستند الموقع الى احصائيات وزارة التربية ليبرز أن ولاية القصرين تأتي في طليعة الولايات بخصوص الانقطاع عن الدراسة وأنّ نسبة الظاهرة بالولاية تبلغ 36.4 % في المدارس الابتدائيّة وأنّ ولايتي قبلي وسيدي بوزيد تحتلاّن المرتبة الأولى في الانقطاع المدرسي على المستوى الثّانوي بنسبة 66.7% للأولى و 55.2%  للثّانية.

ثمّ انتقل الموقع للحديث عن ديون تونس الخارجيّة مشيرا الى أنّها ” بلغت حجما هامّا حتى لا نقول مقلقا” مضيفا: “منذ عام 2011 وجدت البلاد نفسها مجبرة على الاقتراض حتى تواجه نهايات كل شهر( في اشارة ضمنيّة الى أنّ الحكومات كانت طوال هذه المدّة تقترض لتسديد رواتب الموظّفين) فيما تواصل غرق السكان في الفقر وباتوا يعتمدون اكثر فأكثر على القروض”.

وأدرج الموقع ضمن تقريره صورة للمساعدات التي أرسلتها الوكالة التركيّة للتعاون والتنسيق الى بعض معتمديّات ولاية مدنين مرفوقة بتعليق يقول: “على التونسيين المرضى بالقضيّة الفلسطينية أن يشعروا بالسعادة لتلقي هبات من الدول الاسلاميّة تمكنهم من البقاء على قيد الحياة”.

ثمّ وفي ربط بين الشعب التونسي وفلسطينيي غزة والذي فضحه عنوان الموقع ( على اشكالها تقع الطيور) عمد “Identité Juive” إلى عملية إسقاط خبيثة للصورة القاتمة التي رسمها عن تونس على الوضع الانساني المأساوي بقطاع غزّة كتب الموقع: “يرسل السعوديون كل شهر وبالتنسيق مع اسرائيل 150 طنا من اللحوم المجمّدة الحلال الى غزّة فيما نبّهت الامم المتحدة وكالات الاغاثة الى ضرورة جمع ملايين الدولارات خلال الاسابيع القادمة لتفادي قطع امداداتها الى غزّة بالغذاء”.

هذا بالأساس ما جاء في التقرير المذكور لـ”Identité Juive” والملاحظ أنّ هذا الموقع دأب على بثّ سمومه ضدّ الشّعوب العربيّة والاسلاميّة عامّة بلغة منمّقة يخفي باطنها ما لا يكشف ظاهرها وتعتمد حججا ظاهرها حق وباطنها باطل، أسلوبه المغالطة “الذكيّة ” التي لا تنطلي الاّ على سُذّج العقول ولكنّها تفضح حقيقة أجندات الساهرين عليه ومن وراءهم.

فلا احد ينكر تدهور الاوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة بتونس منذ 2011 ولكن ليس الى درجة تهويل يعطي انطباعا لدى قرّاء العالم بأنّ الوضع مأساوي اللهم الا اذا كان الغرض الاساءة مع سبق الإضمار والترصّد لبلد يعتبر مثالا في التسامح واحترام الاديان .

فهل نقول : “من شبّ على شيء شاب عليه”؟ أو أيضا “ما بالطبع لا يُتطبّع”؟ يبدو أن هذا هو شأن موقع Identité Juive الذي أثبت من خلال مضامين مقالاته أنه بوق دعاية للايديولوجية الصهيونية المتغطرسة والمتعالية على شعوب العالم والتي تقطر حقدا اسود على العرب والمسلمين خصوصا. وما تصريحات الحاخامات والسياسيين المتصهينين التي عودونا عليها من حين لآخر إلا دليلا على ذلك لعلّ آخرها تصريح لوزيرة العدل الإسرائيلية إليت شاكيد يوم 18 أفريل الماضي قالت فيه “إنّ المغاربة والجزائريين والتونسيين جهلة وحمقى يستحقون الموت… وسنواجه الكره الذي يكنّه لنا سكان المغرب العربي بإنهائهم من الوجود ولن يبقى أحد منهم على قيد الحياة…”.

وإن كان الشيء من مأتاه لا يُستغرب فإن الذي فات القائمين على الموقع أن طيور تونس أثبتت دائما أنها نسور … أما بالنسبة للغزاويين فيدرك اصحاب الموقع ومن وراءهم أكثر من اي كان أن طيورهم أبابيل دكت صواريخها خلال آخر المواجهات التي خاضتها ضدّهم دولتهم إسرائيل منذ نحو شهر خير دليل عليها الشيء الذي أجبر نتنياهو على الهرولة لطلب وقف إطلاق النار.

 

 

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING