الشارع المغاربي – لطفي عبد الناظر يتهرّب من تسوية ديونه مع النادي الصفاقسي

لطفي عبد الناظر يتهرّب من تسوية ديونه مع النادي الصفاقسي

قسم الأخبار

5 مارس، 2020

الشارع المغاربي- معاذ الدالي: نجح النادي الصفاقسي بشقّ الأنفس في تجاوز فخّ فريق مستقبل رجيش في سباق الدور 16 لكأس تونس بعد التغلّب عليه بركلات الحظّ الترجيحية والفضل يعود في ذلك الى حارسه صبري بن حسين الذي تصدّى لثلاث ضربات جزاء. انتصار من شأنه أن يجعل الفريق يحافظ على تركيزه وثباته قبل الدخول في استحقاقات قادمة على رأسها السوبر التونسي الذي سيضعه في مواجهة مباشرة مع بطل تونس وافريقيا الترجي الرياضي التونسي يوم 15 مارس الجاري.

وبعيدا عن الجانب الرياضي الذي يبقى فيه الفريق يتأرجح بين علامتي السلب والايجاب مازال النادي الرياضي الصفاقسي يجابه عدّة واجهات أخرى مرتبطة أساسا بالمستوى الإداري بسبب بعض المشاكل والديون العالقة والمتراكمة منذ سنوات والتي انعكست سلبا على الوضعية المالية للفريق وجعلته غير قادر على الحفاظ على استقرار البيت الداخلي.

مشاكل بالجملة

المتأمّل في الوضعية المادية للنادي الصفاقسي يقف على حقيقة واحدة وهي ضعف الموارد المالية وعجزه عن مجابهة المصاريف اليومية للجمعية. وباستثناء المدعمّ الأوّل والوحيد للنادي المنصف السلامي فإنّ بقية كبارات النادي اكتفوا بالفرجة والتعليق عمّا يدور داخل وخارج أسوار الفريق لتجد الهيئة المديرة برئاسة المنصف خماخم نفسها في عزلة وفي ضائقة مالية متواصلة ومترامية الأطراف جعلت النادي يخسر الكثير بسبب قلّة الدعم.
النادي الصفاقسي مطالب للأسف بدفع مبالغ مالية كبيرة في الفترة القليلة القادمة لتسوية عديد الملفات العالقة والتي باتت تهدّد مصير الفريق خاصة على مستوى سباق البطولة المحلية بسبب التهديد بسحب نقاط من رصيد الفريق. وكانت آخر الانذارات التي وصلت الى الكتابة العامة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم تتعلّق أساسا بإلزام النادي الصفاقسي بدفع مبلغ مالي يقارب 350 ألف دينار لصالح البرتغالي بادرو ميغال المساعد السابق للمدرب باولو دوارتي وهو ملفّ في حاجة الى تسوية عاجلة حتى لا يجد فريق عاصمة الجنوب نفسه خلال الأيام القليلة القادمة أمام عقوبات قاسية.
ملفّ مساعد دوارتي ليس الوحيد الذي يؤرق الهيئة المديرة الحالية فهناك ملفات أخرى قادمة على مهل والتي سيكون من بين عناوينها ملف مهاجم الفريق علاء الدين المرزوقي الذي تشير بعض المصادر الى أنه سيجني من وراء نزاعه القانوني مع فريقه مبلغا كبيرا يناهز المليون دينار دون أن ننسى بطبيعة الحال ملفّي المهام النيجيري السابق للفريق جونيوور أجايي ومستحقات المدير الرياضي السابق عبد الحق العلايمي. بالإضافة الى ذلك فإنّ عجز الهيئة عن توفير موارد مالية إضافية جعل غالبية اللاعبين تفكّر في مغادرة الفريق وخوض تجارب احترافية ولو كان ذلك بأقلّ تعريفة ممكنة والعارفون بخفايا الأمور داخل النادي الصفاقسي يدركون جيّدا أنّ الفريق مقبل مع نهاية الموسم الرياضي الحالي على هجرة جماعية لركائز الفريق.

نيران صديقة…

وعلى الرغم من هذه الضائقة المالية التي يعيشها النادي لا يحرّك رجالات الفريق ساكنا وكل محاولات تجميع الشمل التي سارت في هذا النهج خلال الفترة الماضية باءت كلها بالفشل ولم تنجح لا هيئة الدعم ولا سوسيوس النادي في ايجاد حلول جذرية لإنقاذ الجمعية من وضعيتها المالية الخانقة باستثناء بعض الاجتهادات من طرف المنصف السلامي مثلما سبق وأشرنا وكذلك من طرف بعض الأحباء الغيورين على النادي. في المقابل لا تتوانى بعض الأطراف المحسوبة على النادي الصفاقسي عن وضع العصا في العجلة أملا في ارباك عمل الهيئة المديرة الحالية والتي تجد نفسها شبه معزولة عن محطيها الخارجي وتكابد للنجاة من محاولات الاطاحة بها وهذا الأمر لم يعد يخفى على أحد بدليل ما حصل خلال الجلسة العامة التقييمية الأخيرة التي عقدها النادي والتي وضعت الرئيس المنصف خماخم في صراع مباشر مع مجموعة من الأحباء تقول بعض المصادر انهم يتحركون وفق تعليمات واملاءات من جهات بعينها تضع عينها على رئاسة النادي.
هذه النيران الصديقة معلومة المصدر والجهة والغرض منها دفع هيئة خماخم الى رمي المنديل والاستقالة حتى يخلو لها الجو وتدخل أسوار النادي في صورة المنقذ.
بعض الأصابع تشير بالاتهام الى الرئيس السابق للنادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر الذي رغم تعلّقه الشديد بالفريق لم يدفع أيّ ملّيم من ماله الخاص لمساعدته بل هناك من يحمّله مسؤولية الانفلات الجماهيري الحاصل داخل مدارج ملعب الطيب المهيري وخارجه. وما يعاب على عبد الناظر أنه انشغل بتصفية حساباته ومعاركه الشخصية مع خماخم على حساب مصلحة النادي لانّ المنطق يفترض أن تكون مصلحة الجمعية فوق مصلحة الجميع وأنّ مساعدة الفريق ماديا ومعنويا لا تكون مشروطة أو مرتبطة بوجود أسماء بعينها على رأس الهيئة المديرة.

حقّ النادي…

الرئيس السابق للنادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر ابتعد في الظاهر عن ممارسة صلاحياته كمسؤول سابق بالنادي وفضّل الاحتجاب بعيدا عن الأضواء وعن كلّ ما يتعلّق بالفريق وهذا من حقّه وقد يكون أمرا مفهوما نوعا ما قياسا بما تعرّض له الرجل بعد مغادرته النادي على المستويين الصحي والنفسي لكن ما ليس من حقّه هو أن يحرم فريق عاصمة الجنوب من أموال يدين بها لكاسة الجمعية ولا يشفع له ترؤس النادي في وقت سابق أن يتهرّب من دفع مبالغ مالية محترمة تعود في الأصل لعقد اشهار بين شركته وبين النادي.
مصادر موثوق فيها كشفت لـ”الشارع المغاربي” أنّ النادي الصفاقسي عقد شراكة إشهار مع احدى شركات لطفي عبد الناظر عندما كان الأخير رئيسا للنادي وتحديدا في موسم 2016 – 2017. وينصّ العقد حسب ما هو منصوص عليه على تمكين النادي من مبلغ 650 ألف دينار دفع منها عبد الناظر مبلغ 280 ألف دينار في شكل “كمبيالات” استخلص منها النادي قيمة 100 ألف دينار والبقيّة كانت بلا رصيد.
الهيئة الحالية حاولت ودون ضجيج أو لفت نظر وبشتى الطرق التواصل مع لطفي عبد الناظر الى حلّ هذا الاشكال لكن حسب المصادر ذاتها لم يتوصّل الجماعة الى أيّ حلّ ومن جانبه لم يبد الرئيس السابق للنادي أيّ تعاون أو مرونة لحلحلة هذا الاشكال خاصة أنّ الفريق في حاجة ماسة الى أموال اضافية لتفادي بعض العقوبات التأديبية سواء محليا أو خارجيا.
ويعاب على لطفي عبد الناظر الى جانب تهرّبه من دفع مستحقات النادي التركة الثقيلة من الديون المتراكمة التي تركها فور مغادرته رئاسة النادي والتي تقدّر بملايين الدنانير في وقت تشير فيه بعض التقارير الى أنّ الرجل استفاد كثيرا في ذلك الوقت من مداخيل مالية قياسية بعد بيعه العديد من ركائز الفريق. وحتى التقارير المالية التي تركتها هيئة لطفي عبد الناظر فور مغادرتها أثارت وقتها الكثير من الجدل لأنّ ميزانية النادي لم تحقق الانتعاشة التي توقّعها البعض.

لطخة الانقاذ…

في انتظار أن تتوضّح الرؤية بشأن طبيعة العلاقة في الفترة القادمة بين النادي الصفاقسي ورئيسه السابق لطفي عبد الناظر وكيفية تسوية هذا الاشكال المالي العالق تجهّز الجماهير الوفيّة لفريق عاصمة الجنوب للنسج على منوال جماهير النادي الافريقي وتنظيم “لطخة” ستكون تحت عنوان “الانقاذ” والغرض منها توفير مبالغ مالية محترمة تكفي لتسوية الملفات المستعجلة ومنها مثلما قلنا ملف أجايي وعبد الحق العلايمي وأيضا مساعد المدرّب البرتغالي باولو دوارتي.
جماهير النادي الصفاقسي الوفيّة بحق والتي تشغلها فقط مصلحة ناديها دون الدخول في نفق الاحلاف والتكتلات والمؤامرات ستعمل على إنجاح اللطخة وربما جعلها موعدا دوريا لدعم موارد الجمعية على غرار ما قامت به جماهير النادي الافريقي والأكيد أن جماهير فريق عاصمة الجنوب المتعوّدة على دعم النادي والتي كانت سباقة في عديد المواعيد الى دفع قاطرة الجمعية الى الأمام ستنجح في رفع هذا التحدّي الذي ربما قد يكون درسا كبيرا لبعض المسؤولين الذين لا هم لهم في الجهة سوى خدمة مصالحهم الشخصية.

صدر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 3 مارس 2020


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING