الشارع المغاربي – تحذير أمريكي من تمرّد في 5 ولايات مهمّشة اقتصاديا

تحذير أمريكي من تمرّد في 5 ولايات مهمّشة اقتصاديا

12 يوليو، 2018

الشارع المغاربي – منير السويسي: حذّر مركز الأبحاث الأمريكيكارنيغيفي دراسة حديثة حول تونس، من انضمام شبّان تونسيينمحبطين اقتصادياأو عائدين من سوريا أو ممنوعين من السفر إلى بؤر التوتر، إلى التنظيمات الإرهابية المتحصنة بالمرتفعات الغربية للبلاد التونسية.

وقال المركز في الدراسة التي تحمل عنوان التمرد في المناطق الحدودية الغربية بتونس إن الجماعات الإرهابية في تونس تتحصّن و/أو تتحرك في جبال 5 ولاياتمهمشةاقتصاديا هي القصرين والكاف وجندوبة وسيدي بوزيد وقفصة، والتي يبلغ تعداد سكانها مجتمعة حوالي مليون و800 ألف نسمة.  

ولاحظ أن الولايات الخمس تشترك في محدودية الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وأن سكانها يعانون من البطالة ومنضعف الوصول إلى التعليم وخدمات الرعاية الصحية“.

وأشار إلى أنه كان هناكتفاؤل كبيرلدى سكان تلك المناطق بتحسن حياتهم اليومية عقب الثورة، إلا أنهم أصيبوا على مدى السنوات السبع الماضية بـالإحباطلأن الحكومات المتعاقبة لم تفعل شيئا يذكر للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تلك الولايات التي يشعر شبابها بأن عزلتهاتعمّقت أكثر“.

وذكر أنعددا صغيرامن السكان في تلك المناطق أصبحوا، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة،إما مجندين أو مؤيدينلـكتيبة عقبة بن نافعالتابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو لمجموعةجند الخلافةالموالية لتنظيم داعش.

وقال إن المجموعتين الإرهابيتيناستفادتافي السابق منتدهور الوضع الاقتصادي في تونس ولا سيما في الشمال الغربي، وهذا أخطر شيء على الإطلاقمحذرا من خطرازديادنسبة المنخرطين في المجموعتين إذاتواصل تدهور الأوضاع الاقتصاديةوالمعيشية لسكان المرتفعات الغربية.

ولفت إلى أن عناصر المجموعتين تمكنوا من البقاء على قيد الحياةرغم قساوة العوامل الجوية صيفا وشتاء، والضربات الأمنية والعسكرية المتتاليةبفضل حصولهم علىدعممن بعض سكان المناطق التي يتحصّنون بها، مقابلإغراءات ماليةكبيرة.

وقال المركز إن عدد المنتمين إلى المجموعتين الإرهابيتينصغير، وأنهليس لديهم القدرة على الاستيلاء على قرية ريفية صغيرة والاحتفاظ بهاوأن العمليات الإرهابية التي يرتكبونها حققتنجاحا محدودا في تقويض (استقرار) الدولة التونسية“.

وحسب الدراسة ليس هناك في الشمال الغربي حاضنة شعبية للإرهابيين، والسكان الذين قد يتعاونون معهم يقومون بذلك لدوافعماليةوليستإيديولوجية.

في المقابل، قال المركز إن عدد المنتمين إلى المجموعتين الإرهابيتين في المرتفعات الغربيةتضاعف أربع مراتمنذ سنة 2012، دون أن يذكر على أي أساس قام بهذه التقديرات، في حين تقدّر السلطات التونسية عددهم ببضع العشرات.

ووصف المركز الجرائم التي تنفذّها المجموعتان الإرهابيتان (استهداف قوات الأمن والجيش، زرع الألغام، قتل رعاة..) بأنهاتمرّد وليست حملة إرهابية طويلة الأمد، لافتا إلى أنأغلبعناصر المجموعتيْن تونسيونتمّ تجنيدهم من مناطق مختلفة في البلاد“.

وأفاد أن قوات الأمن والجيش التونسية قتلت خلال السنوات السبع الماضية 127 إرهابيا في المرتفعات الغربية، في حين استشهد هناك 118 عسكريا وأمنيا وأصيب أكثر من 200 آخرين.

وأضاف المركز أن الإرهابيين في الجبال التونسية المتاخمة للحدود الجزائريةيستغلون تغيرات الوضع الإقليمي، سواء كان تدهورًا في الاقتصاد أو تراجعًا ديمقراطيًا في تونس، أو انتقالًا سياسيًا قد يثير احتجاجات في الجزائر“.

وقال إنكتيبة عقبة بن نافعتعملبشكل وثيقمع تنظيم القاعدة في الجزائر، وأن الطابعالعابر للحدودلهذا التعاون يفاقم التحديات الأمنية التي تواجهها تونس والجزائر خصوصا وقت الأزمات.

وتابعبالنظر إلى قدرة المجموعات المسلحة في الشمال الغربي على الصمود، ينبغي على الحكومة التونسية والشركاء الدوليين إعادة تقييم نهجهم الاستراتيجي للصراعمع الإرهابيين.

ودعا في هذا السياق السلطات التونسية إلىالبحث الاستراتيجيفي الظروف والأسباب التي ساعدت على ظهور واستمرار بقاء كتيبتيعقبة بن نافعوجند الخلافةفي المرتفعات الغربية، معتبرا أنهما لم يحدث ذلك، فمن المؤكد تقريبا أن هذه الجماعات ستستمر وتهدد استقرار تونس“.

وفي هذا الجانب، ذكّر المركز بحالة الفراغ الأمني التي شهدتها تونس مباشرة عقب الثورة، وبـتبخّرشبكات مخبرين على الحدود، كانوا يتعاونون مع أجهزة الأمن في مراقبة تسلل الإرهابيين، وبعمليةالكشف عن (هوية) هؤلاء المخبرين وتهديدهمبالإضافة إلى تغيير قيادات الوحدات الأمنية ممّاأعاق نجاعتهامستحضرا بالخصوص حلّ جهاز أمن الدولة الذي كانيشرف على جمع المعلومات الإستراتيجية على الحدود”.

ووفق المركز فانهبسبب تقسيم وزارة الداخلية، لم يكن لدى الإدارات (الأمنية) الأخرى سوى فهم ضئيل لإستراتيجية جمع المعلومات على الحدود، ولم تكن قادرة على الحفاظ عليهاوبسبب حالة الفوضى، فقدت قوات الأمن التونسية قدرتها على المراقبة والتحكم في ما كان يحدث في الشمال الغربي فاستغل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميوذلك ووضع موطئ قدم في البلاد.

وأضاف المركز أن عددا قليلا من القيادات الجزائرية في تنظيم القاعدة دخلوا التراب التونسي بعد الثورة وركزواعلى تجنيد سكان من المناطق الحدودية باستعمالالإغراءات الماليةمستفيدين من حالةالإحباط الاقتصاديفي تلك المناطق.

وقال إن الإرهابيين استقطبوا عناصر ينتمون إلىأنصار الشريعةمن مناطق ساحلية، كانواأكثر التزامامن الناحيةالايديولوجية“.

*رئيسمنتدى تونس للصحافة والمعلومات“.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING