الشارع المغاربي – استفتاء اصلاح التعليم: إجابات‭ ‬بسيطة‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬حارقة /بقلم: مسعود الرمضاني

استفتاء اصلاح التعليم: إجابات‭ ‬بسيطة‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬حارقة /بقلم: مسعود الرمضاني

قسم الأخبار

4 أكتوبر، 2023

الشارع المغاربي: ‭”‬لست‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬حرق‭ ‬الكتب‭ ‬كي‭ ‬تدمّر‭ ‬حضارة،‭ ‬فقط‭ ‬اجعل‭ ‬الناس‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬قراءتها‭) ” ‬راي برادبري)

‭ ‬تخيل‭)‬ي‭( ‬أنك‭ ‬قضيت‭ ‬مثلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬وحضرت‭ ‬كمّا‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬العلمية‭ ‬والبيداغوجية‭ ‬وقرأت‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬التجارب‭ ‬الاخرى‭ ‬وحاولت‭ ‬دائما‭ ‬ان‭ ‬تجدد‭ ‬ادواتك‭ ‬ومهاراتك‭ ‬التعليمية‭ ‬رغم‭ ‬ضيق‭ ‬هامشك‭ ‬ثم‭ ‬فاجأتك‭ ‬الأسئلة‭ ‬العائمة‭ ‬التالية‭: ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬اصلاح‭ ‬التعليم؟‭ ‬وكيف‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتواتر‭ ‬مواد‭ ‬الدراسة؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي‭ ‬المناسب‭ ‬للتلميذ‭ ‬أو‭ ‬الطالب؟‭  ‬لا‭ ‬ادري‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬اجابتك‭ ‬انت،‭ ‬لكن‭ ‬اجابتي‭ ‬انا‭ ‬ستكون‭ ‬دون‭ ‬تواضع‭ ‬زائف‭ ‬انه‭ ‬رغم‭ ‬ادراكي‭ ‬عديد‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬نظامنا‭ ‬التعليمي‭ ‬فإنني‭ ‬أرى‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬استشارة‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬التربوي‭ ‬وعلماء‭ ‬الاجتماع‭ ‬والنفس‭ ‬وهياكل‭ ‬التعليم‭ ‬المباشرة‭ ‬والمتفقدين‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وغيرهم‭. ‬اما‭ ‬رأيي‭ ‬انا‭ ‬فلا‭ ‬يتجاوز‭ ‬ملاحظات‭ ‬عامة‭ ‬لمدرّس‭ ‬سابق‭ ‬ومتابع‭ ‬للشأن‭ ‬التعليمي‭ ‬والتربوي‭ ‬عموما‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬رصده‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬مثل‭  ‬اهمال‭ ‬القراءة‭ ‬لدى‭ ‬جيل‭ ‬اليوم‭ ‬وخواء‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والتعايش‭ ‬وتهميش‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا‭ ‬وثقافيا‭ ‬وانهاك‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬افتخر‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬مصعدي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬محدودية‭ ‬الدرجات‭ ‬التي‭ ‬تسلقتها‭… ‬وهي‭ ‬ملاحظات‭ ‬عامة‭ ‬وان‭ ‬كنت‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تشخيصها‭ ‬فلا‭ ‬اجزم‭ ‬باني‭ ‬مدرك‭ ‬لدقائق‭ ‬حلولها‭ ‬لكن‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬زمن‭ ‬الاستئناس‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬والاختصاص‭ ‬قد‭ ‬ولّى‭ ‬فالكل‭ ‬اليوم‭  ‬يعتقد‭ ‬انه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الافتاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭… ‬

معنى‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬اليوم

‭ ‬لعلّ‭ ‬أهم‭ ‬مخاطر‭ ‬الشعبوية‭ ‬اليوم‭ ‬انها‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬عبر‭ ‬تسطيح‭ ‬مفهومها‭  ‬وتشكيلها‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬وفكر‭ ‬الزعيم‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يختزل‭ ‬في‭ ‬شخصه‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الحقيقي‭ ‬فيتحوّل‭ ‬المواطن‭ ‬الفاعل‭ ‬سياسيا‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ديمقراطي‭ ‬تعددي‭ ‬بتعدد‭ ‬الأفكار‭ ‬والآراء‭ ‬والأحزاب‭ ‬والاختصاصات‭ ‬الى‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬اخر‭ ‬منقسم‭ ‬ومتضاد‭ ‬بين‭ ‬صنفين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما‭: ‬الخيّرون‭ ‬والفاسدون‭ ‬ولك‭ ‬ان‭ ‬تختار‭ ‬الموضع‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬الانقياء‭ ‬والمتعالين‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬النخب‭ ‬الناقدة‭ ‬والفاسدة‭ ‬والمعقدة‭ ‬والمناوئة‭ ‬للقائد‭ ‬وشعبه‭ ‬الخيّر‭. ‬وان‭ ‬كنت‭ ‬ضمن‭ ‬الشعب‭ ‬فانك‭ ‬محظوظ‭ ‬فسيتكلمون‭ ‬باسمك‭ ‬دائما‭ ‬ويسمعون‭ ‬صوتك‭ ‬وسيستفتونك‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تعرف‭ ‬وتجهل‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬رأيك‭ ‬لا‭ ‬يغيّر‭ ‬الكثير‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬مجال‭ ‬اختصاصك‭ ‬ولا‭ ‬مدى‭ ‬درايتك‭ ‬بالموضوع،‭ ‬فالمهم‭ ‬ان‭ ‬تستجيب‭ ‬للنداء‭. ‬اما‭ ‬اذا‭ ‬قدّر‭ ‬لك‭ ‬ان‭ ‬تكون‭  ‬ضمن‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية‭ ‬او‭ ‬العلمية‭ ‬او‭ ‬الثقافية‭ ‬فانت‭ ‬موصوم‭ ‬مسبقا‭ ‬والأفضل‭ ‬ان‭ ‬تحتفظ‭ ‬برأيك‭…‬

‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬الاستشارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬التمثل‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد‭ ‬لتحقيق‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬لتعيد‭ ‬تقسيم‭ ‬الأدوار‭ ‬وتحصر‭ ‬دور‭ ‬ومكانة‭ ‬النخب‭ ‬بكل‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬فما‭ ‬معنى‭ ‬ان‭ ‬يفتي‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬اصلاح‭ ‬التعليم؟‭ ‬وان‭ ‬كان‭ “‬الكل‭ ‬معنيا‭ ‬بالشأن‭ ‬التربوي‭” ‬فهل‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬مدرك‭ ‬للحلول؟‭ ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تعكس‭ ‬أجوبة‭ ‬الاستشارة‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تعليمنا‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬إصلاحات‭ ‬عاجلة؟‭ ‬وحتى‭ ‬طبيعة‭ ‬الأسئلة‭ ‬والمحاور‭ ‬هل‭ ‬تعكس‭ ‬حقا‭ ‬أولويات‭ ‬الإصلاح؟‭ ‬لا‭ ‬اذكر‭ ‬من‭ ‬القائل‭ ‬إذا‭ ‬اردت‭ ‬ان‭ ‬تقبر‭ ‬عملا‭ ‬فكوّن‭ ‬له‭ ‬لجنة‭… ‬أعتقد‭ ‬بالقياس‭ ‬انه‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬ان‭ ‬تقبر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بمفهومنا‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬وتعويضها‭ ‬بديمقراطية‭ ‬أخرى‭ “‬قاعدية‭” ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬التحت‭ ‬لتعكس‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬رأي‭ ‬القاعدة‭ ‬العارفة‭ ‬بهمومها‭ ‬وطموحها‭ ‬وامالها‭ ‬فكثّف‭ ‬من‭ ‬الاستشارات‭ ‬والاستفتاءات‭ “‬الشعبية‭”… .‬

اهمال‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة

مقابل‭ ‬الأسئلة‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يجيب‭ ‬عنها‭ ‬الا‭ ‬المختص‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والعلوم‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬هناك‭ ‬ملاحظات‭ ‬عامة‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬متابع‭ ‬او‭ ‬ولي‭ ‬ان‭ ‬يرصدها‭ ‬مثلا‭ ‬تأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬ومدى‭ ‬قدرتهم‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬والقراءة‭ ‬بشكل‭ ‬يتجاوز‭ ‬تحريك‭ ‬الفيديو‭ ‬والصور‭ ‬ويتخطى‭ ‬اللغة‭ ‬الهجينة‭ ‬المستعملة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭. ‬

سنة‭ ‬1953‭ ‬كتب‭ ‬الروائي‭ ‬الأمريكي‭ ‬راي‭ ‬برادباري‭ ‬Ray Bradbury‭ ‬روايته‭ ‬الشهيرة‭ “‬فهرنهايت‭ ‬451‭” ‬حذّر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬شمولي‭ ‬سيغزو‭ ‬العالم‭ ‬ويحرق‭ ‬كل‭ ‬الكتب‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬الا‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون‭ ‬التي‭ ‬سيستعملها‭ ‬دعاية‭ ‬لتوجهاته‭ ‬السياسية‭. ‬والسؤال‭ ‬المخيف‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬برادباري‭ ‬هو‭ ‬ماذا‭ ‬سيحدث‭ ‬لمجتمع‭ ‬فقد‭ ‬قيمة‭ ‬الكتب‭ ‬ولذة‭ ‬القراءة‭ ‬وشغف‭ ‬المعرفة؟

‭ ‬ان‭ ‬أراد‭ ‬برادباري‭ ‬ان‭ ‬يفتح‭ ‬اعين‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬عما‭ ‬تفعل‭ ‬الرقابة‭ ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬عاش‭ ‬فترة‭ ‬المكارتية‭ ‬التي‭ ‬منعت‭ ‬كتبا‭ ‬سياسية‭ ‬مثل‭ “‬1984‭” ‬لجورج‭ ‬اورويل‭ ‬فأجيالنا‭ ‬الحالية‭ ‬تعيش‭ ‬سطوة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ترذيل‭ ‬الكتابة‭ ‬والقراءة‭…‬

‭”‬جيل‭ ‬الشاشات‭”‬

مع‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭  ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬افتتاح‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬طالعتنا‭ ‬جريدة‭ “‬لوموند‭” ‬وكذلك‭ ‬عديد‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬الفرنسية‭  ‬ببيان‭  ‬مهم‭ ‬موجه‭ ‬الى‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الفرنسي‭ ‬وهو‭ ‬اقرب‭ ‬الى‭ ‬صيحة‭ ‬فزع‭ ‬حول‭ ‬مستوى‭ ‬التلاميذ‭ ‬اليوم‭  ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬موليير‭ ‬وروسو‭ ‬وزولا‭… ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬امضته‭ ‬شخصيات‭ ‬معروفة‭ ‬في‭  ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ادغار‭ ‬موران‭ ‬والطاهر‭ ‬بن‭ ‬جلون‭ ‬والممثلة‭ ‬ايزابيل‭ ‬كاريي‭ ‬والكوميدي‭ ‬جمال‭ ‬دبّوز‭ ‬يلفت‭ ‬انتباه‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الفرنسي‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬مشاكل‭ ‬رئيسية‭ : ‬تدهور‭ ‬مستوى‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬لدى‭ ‬التلاميذ‭ ‬وسيطرة‭ ‬مختلف‭ ‬أجهزة‭ ‬الشاشات‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬التلاميذ‭ ‬والمراهقين‭ ‬والتوسع‭ ‬السريع‭ ‬الذي‭ ‬يعرفه‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬سيحد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إساءة‭ ‬استعماله‭ ‬من‭ ‬قدرات‭  ‬التفكير‭ ‬لدى‭ ‬مواطني‭ ‬الغد‭. ‬كما‭ ‬دافعت‭ ‬النخبة‭ ‬الممضية‭ ‬عن‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬اعتبرتهم‭ ‬ضحايا‭ ‬برامج‭ ‬مسقطة‭ ‬ومثقلة‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬هامش‭ ‬اضافتهم‭ ‬تبدو‭ ‬ضئيلة‭ .‬

وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬ان‭ ‬اهم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬هو‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬شرحه‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الكبير‭ ‬ادغار‭ ‬موران‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬كتاباته‭ ‬أي‭ ‬ذاك‭ ‬الربط‭ ‬المنطقي‭ ‬بين‭ ‬ثنائية‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والكتابة‭ ‬والتفكير‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬وبالنتيجة‭ ‬فان‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتحاور‭…‬طبعا‭ ‬لم‭ ‬تطرح‭ ‬هذه‭ ‬النخبة‭ ‬حلولا‭ ‬جاهزة‭ ‬ولا‭ ‬اراء‭ ‬ملزمة‭ ‬ولا‭ ‬طالبت‭ ‬عموم‭ ‬الشعب‭ ‬الفرنسي‭ ‬بالإدلاء‭ ‬بدلوه‭ ‬رغم‭ ‬قناعة‭ ‬ممثليها‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬واحترامهم‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية،‭ ‬هم‭ ‬فقط‭ ‬اثاروا‭ ‬موضوعا‭ ‬حارقا‭ ‬وعلى‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬ان‭ ‬تأخذه‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬نرى‭ ‬اذن‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬تواجه‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬منها‭ ‬والمتقدمة‭ ‬وهي‭ ‬مشاكل‭ ‬ان‭ ‬تراكمت‭ ‬تعيق‭ ‬دور‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬المدرسة‭ ‬وتشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التفكير‭. ‬لذلك‭ ‬اعتقد‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬الاستئناس‭ ‬بالتجارب‭ ‬الأخرى‭ ‬حاجتنا‭ ‬الى‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتقني‭ ‬والاستفادة‭ ‬منه‭.‬

لكننا‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬احترام‭ ‬المعرفة‭ ‬وتقدير‭ ‬الاختصاص‭ ‬وترسيخ‭ ‬مفهوم‭   ‬الديمقراطية‭ ‬الحقيقية‭ ‬وقيم‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬الوعي‭ ‬بالحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬استشارة‭ ‬موسعة‭ ‬بل‭ ‬إرادة‭ ‬ومعرفة‭ ‬دقيقة‭ ‬بالوسائل‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬استعمالها‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬المقاصد‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 3 اكتوبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING