الشارع المغاربي – الديمقراطية‭ ‬التشاركية‭ ‬أو‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬A‭.‬D‭.‬N‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تراجع‭ ‬عنه/بقلم: زهير بن يوسف (جامعة تونس)

الديمقراطية‭ ‬التشاركية‭ ‬أو‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬A‭.‬D‭.‬N‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تراجع‭ ‬عنه/بقلم: زهير بن يوسف (جامعة تونس)

قسم الأخبار

20 سبتمبر، 2023

الشارع المغاربي:

تصدير

‭”‬إنّ‭ ‬العمل‭ ‬بالرأي‭ ‬الواحد‭ ‬مذموم،‭ ‬ولو‭ ‬بلغ‭ ‬صاحبه‭ ‬ما‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬الكمالات‭ ‬والمعارف‭”‬ خير‭ ‬الدين‭ ‬التونسي،‭ ‬مقدمة‭ ‬أقوم‭ ‬المسالك،‭ ‬ص‭ ‬112

التواصل‭ ‬مسألة‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬الراهنية‭ ‬لما‭ ‬يشهده‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬انبتار‭ ‬لجسور‭ ‬التواصل‭ ‬وقطيعة‭ ‬وتوتر‭ ‬وعنف‭ ‬رمزي‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬جميعا‭ ‬بما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬أزمة‭ ‬تواصلية‭ ‬حقيقية‭ ‬بالبلاد‭ ‬ولاسيما‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬والسلطة‭ ‬المضادة‭ ‬منظماتٍ‭ ‬وجمعياتٍ‭ ‬وأحزابًا‭ ‬وشخصياتٍ،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬سبيل‭ ‬لإيجاد‭ ‬تواصل‭ ‬فعلي‭ ‬بين‭ ‬شركاء‭ ‬الوطن؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الشروط‭ ‬الضرورية‭ ‬لذلك؟‭  ‬وهل‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬مجرّد‭ ‬شروط‭ ‬مادية‭ ‬أم‭ ‬أنّها‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬شروط‭ ‬إيطيقية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأيّ‭ ‬أفق‭ ‬خلاص‭ ‬أن‭ ‬يتشكل‭ ‬إلاّ‭ ‬في‭ ‬ضوئها‭ ‬وبمنأى‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ “‬الدّعوى‭” ‬والتمركز‭ ‬حول‭ ‬الذات؟

التواصل‭ ‬بالطبيعة‭ ‬والمأتى‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬دلالاته‭ ‬الدنيا‭ ‬المشاركة‭ ‬الحاصلة‭ ‬بالتبادل‭ ‬أو‭ ‬بالتنافس‭ ‬وبالتالي‭ ‬الإبلاغ‭ ‬المتبادل‭ ‬للمقاربات‭ ‬والأطروحات‭ ‬والخبرات‭ ‬والبرامج،‭ ‬وهو‭ ‬لايخص‭ ‬هنا‭ ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بالإنسان‭ ‬بوصفه‭ ‬فردا‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬وبالأساس‭ ‬بوصفه‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المجتمع،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬التفاهم‭ ‬والتوافق‭ ‬والانسجام‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬الأفكار‭ ‬والمصالح،‭ ‬ومن‭ ‬ثمة‭ ‬فإنّ‭ ‬التواصل‭ ‬شرط‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬المواطنة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الاستملاءات‭ ‬المتأكدة‭ ‬للضرورة‭ ‬فيها‭.‬

الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تتخبط‭ ‬فيها‭ ‬البلاد،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أزمة‭ ‬هيكلية،‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّها‭ ‬في‭ ‬واجهتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬أزمة‭ ‬عقل‭ ‬سياسي‭ ‬مركّب‭ ‬أبان‭ ‬عن‭ ‬إفلاسه‭ ‬إيطيقيا‭ ‬ونقديا،‭ ‬وآية‭ ‬ذلك‭ ‬تجاهله‭ ‬للحقائق‭ ‬المريرة‭  ‬وتماديه‭ ‬في‭ ‬تخريبه‭ ‬لها‭ ‬بإستراتيجيات‭ ‬الخداع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بها،‭ ‬إفلاس‭ ‬إيطيقي،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭  ‬‭” ‬القديم‭” ‬محلّ‭ ‬إجماع‭ ‬فيه،‭ ‬نُخبا‭ ‬ومجتمعا،‭ ‬فإنّ‭ ” ‬الجديد‭” ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬صار‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬سهام‭ ‬السلطة‭ ‬المضادّة‭ ‬كلها،‭ ‬على‭ ‬اختلافاتها‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬تناقضاتها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبيّن‭ ‬أنه‭ ‬بدوره‭ “‬سرابٌ‭ ‬خُلّبٌ‭” ‬أو‭ ‬بالأدنى،‭ ” ‬إيتوبيا‭”  ‬تحلّق‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الوهم‭ ‬دونما‭ ‬أدنى‭ ‬مرتكزات‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬محلّيا‭ ‬وإنّما‭ ‬أيضا‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليّا،‭ ‬وإفلاس‭ ‬نقدي‭ ‬لأنّ‭ ” ‬الجديد‭”‬،‭ ‬كما‭ ” ‬القديم‭” ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬مغادرة‭ “‬الذهنية‭ ‬الأوتوقراطية‭”‬،‭ ‬و‭” ‬الذهنية‭ ‬المسيانيّة‭ “: ‬ذهنية‭ “‬المهدي‭ ‬المنتظر‭” ‬و‭”‬القائد‭ ‬المخلّص‭” ‬و‭”‬الزعيم‭ ‬الملهم‭” ‬و‭”‬المجاهد‭ ‬الأكبر‭”‬و‭”‬السياسي‭- ‬النبيّ‭”!!! ‬وذهنية‭ ‬الإرث‭ ‬السيّء‭ ‬لـ‭ “‬الإمام‭ ‬النّاطق‭”‬،‭ ‬يستوي‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬والمصطلح‭ ‬للمفكّر‭ ‬المغربي‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العروي،‭ “‬الشيخ‭”‬،‭ ‬و‭”‬الزّعيم‭” ‬و‭”‬التكنوقراط‭”‬،‭  ‬وكل‭ ‬سياسي‭ ‬سفيه‭/ ‬بولشيت‭ ‬Bullshit،‭      ‬و‭” ‬مُتنبي‭” ‬دعيّ،‭ ‬ينزاح‭ ‬معه‭ ‬مفهوم‭ ‬السياسة‭ ‬من‭ ‬فنّ‭ ‬ممارسة‭ ‬المُمكن‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬المُخاتلة‭ ‬والتحيّل‭ ‬ومختلف‭ ‬فنون‭ ‬الالتواء،‭ ‬وتمسي‭ ‬لديه‭ ‬السياسة‭ ‬مُرادفا‭ ‬لمدلول‭ ‬كلمة‭ “‬بوليتيك‭”  ‬في‭ ‬الاستعمال‭ ‬التونسي‭ ‬الشائع‭.‬

والسياسيّ‭ ‬السفيه‭ ‬أدهى‭ ‬من‭ ‬الكذّاب،‭ ‬ونحن‭ ‬لم‭ ‬نكذب‭ ‬أبدا،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬ألكسندر‭ ‬كويري‭ ‬Alexandre Koyré‭ ‬،‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬نكذب‭ ‬به‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬أنّنا‭ ‬لم‭ ‬نكذب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النّحو‭ ‬السّفيه‭ ‬والنسقي‭ ‬والراسخ‭ ‬كما‭ ‬نكذب،‭ ‬هنا‭ ‬والآن‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الكذب‭ ‬وقِحا‭  ‬ومُمنهجا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬؟

ومتى‭ ‬علمنا‭ ‬أنّ‭ ‬من‭ ‬أبجديات‭ ‬التحديث‭ ‬السياسي‭ ‬والمؤسساتي‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الإصلاحي‭ ‬التونسي‭ ‬منذ‭ ‬أواسط‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ” ‬أنّ‭ ‬العمل‭ ‬بالرأي‭ ‬الواحد‭ ‬مذموم،‭ ‬ولو‭ ‬بلغ‭ ‬صاحبه‭ ‬ما‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬الكمالات‭ ‬والمعارف‭”‬،،،‭ ‬و‭”‬أنّه‭ ‬لا‭ ‬يسوغ‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يسلّم‭ ‬أمر‭ ‬البلاد‭ ‬لإنسان‭ ‬واحد،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬سعادتها‭ ‬وشقاوتها‭ ‬بيده،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬أكمل‭ ‬الناس‭ ‬وأرجحهم‭ ‬عقلا‭”‬،‭ ‬فهل‭ ‬يكون‭ ‬تفكيرنا‭ ” ‬تفكيرا‭ ‬مستقيما‭” ‬وبالتالي‭ ‬تاريخيا‭ ‬أم‭ ” ‬تفكيرا‭ ‬أعوجَ‭”  ‬وبالنتيجة‭ ‬لا‭ ‬تاريخي‭ ‬متى‭ ‬راهنّا‭ ‬على‭ ‬الأوتوقراطيّة‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وعلى‭ ‬دولة‭ ‬الفرامانات‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬؟

وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المُجدي،‭ ‬ونحن،‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا،‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬أن‭ ‬يظلّ‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬منا‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬المضادّ،‭ ” ‬متصامما‭ ‬أصمّ‭”‬،‭ ” ‬طائرا‭ ‬محكيّا‭” ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬المُختلف‭ ‬إلاّ‭ ” ‬آخَرَ‭ ‬صَدًى‭” ‬أو‭” ‬جحيما‭” ‬و‭” ‬زيفا‭ ‬وبُطلانا‭ ‬وخُسرانا‭ ‬ولعنة‭”‬،‭ ‬الحوار‭ ‬إيطيقيا‭ ” ‬العقل‭ ‬الثاقب‭ ‬اللطيف‭”‬،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتثمين‭ ‬النقد‭ ‬واحترام‭ ‬حرية‭ ‬التفكير‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬المادي‭ ‬والرمزي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مرتبطا‭ ‬بجهاز‭ ‬الدولة،‭ ‬قيما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفارق‭ ‬فعل‭ ‬التفكير،‭ ‬مطلق‭ ‬التفكير‭ ‬وبخاصة‭ ‬التفكير‭ ‬السياسي،‭ ‬فإنّها‭ ‬تشكّل‭ ‬إيطيقيا‭ ‬تلازم‭ ‬بالضرورة‭ ‬‭ “‬التدبير‭ ‬السياسي‭ ” ‬وإدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬والحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لشؤون‭ ‬الدولة،‭ ‬وهل‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬للرغبة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬والإرادة‭ ‬الصادقة‭ ‬للإصلاح‭ ‬دون‭ ‬تبادل‭ ‬بين‭ ‬شركاء‭ ‬الوطن،‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬جميعا،‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬تنوعهم‭ ‬واختلافاتهم،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ ‬التهوين‭ ‬والتشكيك‭ ‬والاتهام‭ ‬والتخوين؟‭ ‬

وإذا‭ ‬اعتبرنا‭ ‬الحوار،‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬مطلق‭ ‬مدلولاته‭ ‬وبخاصة‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬بالمعنى‭ ‬العام،‭  ‬قيمة‭ ‬أساسيّة‭ ‬في‭ ‬إيطيقيا‭ “‬التفكير‭” ‬و‭”‬التدبير‭”‬،‭ ‬فهل‭ ‬يستقيم‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحتلّ‭ ‬فيه‭ ‬النقد،‭ ‬والنقد‭ ‬الذاتي،‭ ‬وثقافة‭ ‬المكاشفة‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬مدارات‭ ‬الرُّعب،‭ ‬والمصارحة،‭ ‬منزلة‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الذات‭ ‬بذاتها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬المضادّة،‭ ‬السلطة‭ ‬المضادة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسلطة‭ ‬المضادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وفي‭ ‬علاقتها‭ ‬بالآخرين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬كذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬لهذا‭ ‬الحوار‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭  “‬حوارا‭ ‬تخارجيا‭” ‬قواعد‭ ‬إيطيقيّة‭  ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتحوّل‭ ‬من‭ ‬حيّز‭ ‬الوجود‭ ‬بالقوّة‭ ‬إلى‭ ‬حيّز‭ ‬الوجود‭ ‬بالفعل‭ ‬إلا‭ ‬بها‭ ‬قطب‭ ‬الرحى‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ “‬تبدأ‭” ‬الذات‭ ‬المحاورة،‭ ‬طوعا‭ ‬أو‭ ‬كرها،‭ “‬بتعليم‭ ‬نفسها‭” ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬تتخلّى‭ ‬منهجيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عن‭ “‬عقليّة‭ ‬المِشْجَب‭” ‬وبالتالي‭ ‬تعليق‭ ‬الإخفاقات‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬وتعود‭ ‬على‭ ‬ذاتها‭ ‬لمراجعة‭ ‬المقاربات‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليها‭ ‬ومساءلتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ “‬الحقيقة‭ ‬الواقعة‭” ‬أي‭ ‬واقع‭ ‬التجربة‭ ‬العملية‭ ‬والتجارب‭ ‬المقارنة،‭ ‬بلا‭ ‬مسبقات‭ ‬إدانية‭ ‬ولا‭ ‬مسلمات‭ ‬دوغمائية‭ ‬ولا‭ ‬مصادرة‭ ‬على‭ ‬المطلوب‭.‬

إنّ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الفتيّة‭ ‬التي‭ ‬أرادها‭ ‬التونسيون‭ ‬والتونسيات‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تشاركية،‭ ‬على‭ ‬تعثّرها،‭ ‬وتعطلها،‭ ‬وما‭ ‬جابهت‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬وما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬انتكاسات‭ ‬وتجاذبات‭ ‬وأزمة‭ ‬ثقة‭ ‬هيكلية‭ ‬بين‭ ‬شركاء‭ ‬الوطن،‭ ‬تبقى‭ ‬استجابة‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة‭ ‬لانتظارات‭ ‬التونسيات‭ ‬والتونسيين‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬ووحدتها‭ ‬الوطنية‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭ ‬السياسي‭ ‬والتوتر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتشاور‭ ‬حول‭ “‬أقوم‭ ‬المسالك‭” ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مأزق‭ ‬الطور‭ ‬الانتقالي‭ ‬المتعثر‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬بالبلاد‭ ‬والعباد،‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬احترام‭ ‬الحرّيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وإلا‭ ‬فإنّه‭ ‬النفق،‭ ‬نفق‭ ‬تفكيك‭ ‬المؤسسات‭ ‬وانتهاك‭ ‬الحقوق‭ ‬والحرّيات‭ ‬ولا‭ ‬خلاص‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 19 سبتمبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING