الشارع المغاربي – جمال الدين العويديدي يردّ على فريد بلحاج ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي

جمال الدين العويديدي يردّ على فريد بلحاج ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي

قسم الأخبار

22 فبراير، 2023

الشارع المغاربي: لقد‭ ‬أجمعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬المختصة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للتجارة‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬لخدمة‭ “‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭” ‬و‭”‬الشركات‭ ‬العالمية‭” ‬العابرة‭ ‬للقارات‭ ‬التابعة‭ ‬للقطب‭ ‬الغربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬–‭ ‬الأوروبي‭ ‬–‭ ‬الآسيوي‭” ‬لفرض‭ ‬توجه‭ ‬اقتصادي‭ ‬أحادي‭ “‬نيو‭ ‬ليبرالي‭” ‬يعتمد‭ ‬تفكيك‭ ‬الدول‭ ‬الوطنية‭ ‬سعيا‭ ‬للتدخل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬والفقيرة‭ ‬عبر‭ ‬استثمارات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التبعية‭. ‬

ومن‭ ‬علامات‭ ‬هيمنة‭ “‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭” ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬استفراد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬بتعيين‭ ‬شخصية‭ ‬أمريكية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬والتوافق‭ ‬على‭ ‬تعيين‭ ‬شخصية‭ ‬أوروبية‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬فرنسية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭. ‬

حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬المفكر‭ ‬الأمريكي‭ “‬نعوم‭ ‬تشومسكي‭” ‬أن‭ “‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬دوائر‭ ‬النفوذ‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬وتعمل‭ ‬عليه‭”. ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭. ‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬عبر‭ ‬دور‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المُصنعة‭ ‬للأسلحة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬احتلال‭ ‬العراق‭ ‬بتعلة‭ “‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭” ‬التي‭ ‬أطلقها‭ “‬كولين‭ ‬بأول‭” ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬بنفسه‭ ‬انها‭ ‬تعلة‭ ‬باطلة‭. ‬بعد‭ ‬تدمير‭ ‬العراق‭ ‬ونهب‭ ‬ثرواته‭ ‬وقتل‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬المليون‭ ‬عراقي‭ ‬حسب‭ ‬عديد‭ ‬التقديرات‭.   ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الانقلاب‭ ‬العسكري‭ ‬الدرامي‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الشيلي‭ ‬سنة‭ ‬1973‭ ‬بقيادة‭ ‬الجنرال‭ “‬أوغستو‭ ‬بينوشي‭” ‬الذي‭ ‬أطاح‭ ‬وأعدم‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬ديمقراطيا‭ “‬سالفادور‭ ‬ألاندي‭” ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬وجود‭ ‬تواطئ‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬ومجموعة‭ “‬شبان‭ ‬شيغاقو‭” “‬Les Chicago Boys‭” ‬وهم‭ ‬خبراء‭ ‬اقتصاديين‭ ‬تتلمذوا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ “‬شيغاقو‭” ‬على‭ ‬يد‭ “‬ميلتون‭ ‬فريدمان‭” “‬Milton Friedman‭”    ‬بوصفه‭ ‬الآب‭ ‬الروحي‭ ‬للنيوليبرالية‭. ‬شباب‭ ‬تم‭ ‬توظيفهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬العسكرية‭ ‬الشيلية‭ ‬لاستغلال‭ ‬الثروات‭ ‬المنجمية‭ ‬للشيلي‭ ‬حكرا‭ ‬للشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬الأمريكية‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬رائدا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬احتياطاته‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المنجمية‭ ‬الثمينة‭ ‬مثل‭ “‬النحاس‭” ‬و‭”‬الليثيوم‭” ‬و‭”‬المولبيدينوم‭” ‬و‭”‬المنغنيز‭” ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬مثل‭ “‬اليود‭” ‬و‭”‬الرينيوم‭” ‬أو‭ “‬السيلينيوم‭”. ‬

وقد‭ ‬بشر‭ “‬ميلتون‭ ‬فريدمان‭” ‬بالمعجزة‭ ‬النيوليبرالية‭ ‬التشيلية‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إلى‭ ‬انتصاب‭ ‬دكتاتورية‭ ‬عسكرية‭ ‬قامعة‭ ‬للحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬التفاوت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حيث‭ ‬حاليا‭ ‬واحد‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الشيلي‭ ‬يمتلك‭ ‬ربع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للبلاد‭. ‬كما‭ ‬تحولت‭ ‬المرافق‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬تقريبا‭ ‬بأكملها‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬مماثلة‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬حثيثا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1987‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭. ‬

هذه‭ ‬الأمثلة‭ ‬تبين‭ ‬مدى‭ ‬العلاقة‭ ‬الجدلية‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬وكيفية‭ ‬توظيفها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ “‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭” ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬عبر‭ ‬ضغوطات‭ ‬وتداخلات‭ ‬ظاهرها‭ ‬شعارات‭ ‬براقة‭ ‬مثل‭ ‬التنمية‭ ‬الدولية‭ ‬ومقاومة‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وتكريس‭ ‬العدالة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وباطنها‭ ‬الصراع‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬تفكيك‭ ‬الدول‭ ‬الوطنية‭ ‬لفسح‭ ‬المجال‭ ‬للنفاذ‭ ‬والسطو‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬العمومية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والثروات‭ ‬الداخلية‭.     ‬

هذا‭ ‬الأمثلة‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬أفرز‭ ‬عدة‭ ‬شرائح‭ ‬أغلبها‭ ‬من‭ ‬اصطف‭ ‬قلبا‭ ‬وقالبا‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النشاط‭ ‬الدائب‭ ‬لتطبيقه‭ ‬وترسيخه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ “‬بطريقة‭ ‬تعتمد‭ ‬خليطا‭ ‬عجيبا‭ ‬من‭ ‬الإيديولوجيا‭ ‬والنظرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬الصائبة‭ ‬ودغمائية‭ ‬تكاد‭ ‬تخفي‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الذاتية‭”. ‬كما‭ ‬تجرأ‭ ‬على‭ ‬التصريح‭ ‬بذلك‭ “‬جوزيف‭ ‬ستيغليتز‭” ‬صاحب‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للاقتصاد‭. ‬

‭”‬جوزيف‭ ‬ستيغليتز‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬وحامل‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للاقتصاد‭ ‬سنة‭ ‬2001،‭ ‬شغل‭ ‬بين‭ ‬1993‭ ‬و1995‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كلينتون‭. ‬ثم‭ ‬عُيّن‭ ‬كبير‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬1997‭ ‬و2000‭. ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬،2009‭ ‬التي‭ ‬تنبأ‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬تمّ‭ ‬تعيينه‭ ‬رئيسا‭ ‬للجنة‭ ‬خبراء‭ ‬إصلاح‭ ‬النظام‭ ‬النقدي‭ ‬والمالي‭ ‬الدولي‭. ‬يعد‭ ‬ستيغليتز‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الرابع‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلة‭ ‬التايم‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬شخصية‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬سنة‭ ‬2011‭”.‬

‭”‬جوزيف‭ ‬ستيغليتز‭” ‬صيحة‭ ‬الضمير‭ ‬وصيحة‭ ‬غضب‭ ‬نقدية‭ ‬ضد‭ ‬العولمة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية

من‭ ‬أشهر‭ ‬مؤلفاته‭ ‬كتابه‭ ‬الصادر‭ ‬سنة‭ ‬2002‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ “‬الخيبة‭ ‬الكبرى‭” “‬La Grande désillusion‭” ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬البعض‭ ‬صيحة‭ “‬ضمير‭” ‬وصيحة‭ ‬غضب‭”‬‭ ‬نقدية‭ ‬ضد‭ ‬العولمة‭ ‬في‭ ‬الصيغة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬العليم‭ ‬بأسرارها،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرها‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تفقير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬وفي‭ ‬تعميق‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الغنية‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬

لقد‭ ‬نبه‭ ‬من‭ ‬التعصب‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ “‬بتوافق‭ ‬واشنطن‭” “‬Le Consensus de Washington‭” ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬ليبرالية‭ ‬مفرطة‭ ‬والنافي‭ ‬لأي‭ ‬دور‭ ‬للدولة‭ ‬الوطنية‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬عبر‭ ‬تحاليله‭ ‬أن‭ ‬تحرير‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬المتسرع‭ ‬والدفع‭ ‬لوضع‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدول‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬البنوك‭ ‬مثلما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المتأزمة‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمات‭ ‬مالية‭ ‬واجتماعية‭ ‬خطيرة‭ ‬مثلما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭ ‬والسودان‭ ‬وغيرها‭. ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الوصفة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬النتائج‭ ‬الكارثية‭.‬

كما‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬وماليزيا‭ ‬تمكنتا‭ ‬من‭ ‬تفادي‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬التسعينات‭ ‬لأنها‭ ‬رفضت‭ ‬الانصياع‭ ‬وقررت‭ ‬سياديا‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬مراقبة‭ ‬صرف‭ ‬العملة‭ ‬ورؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬مخالفة‭ ‬لإرادة‭ ‬الخزينة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ولمناصريها‭ ‬في‭ ‬سوق‭ “‬وول‭ ‬ستريت‭”. ‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬لتحصينها‭ ‬لم‭ ‬يشفع‭ ‬للأرجنتين‭ ‬التي‭ ‬انهارت‭ ‬مصارفها‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭.  ‬وهو‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يحدق‭ ‬بالبنوك‭ ‬التونسية‭ ‬حاليا‭.  ‬

‭”‬رافائيل‭ ‬وكوريا‭” ‬اختار‭ ‬الانحياز‭ ‬للوطن‭) ‬الأكوادور)‭ ‬ومجابهة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬

‭”‬رافائيل‭ ‬كوريا‭” ‬رجل‭ ‬اقتصاد‭ ‬انتُخب‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬في‭ ‬الاكوادور‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬2007‭-‬2017‭. ‬اعتُبرت‭ ‬حكومته‭ ‬مثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬عندما‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬سياديا‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬حول‭ ‬المديونية‭ ‬لكشف‭ ‬الحقائق‭ ‬حول‭ ‬الديون‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭. ‬حيث‭ ‬قرر‭ ‬بعد‭ ‬التحقيق‭ ‬وقف‭ ‬خلاص‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬التجارية‭ ‬وعكف‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬هذه‭ ‬الديون‭ ‬بمبلغ‭ ‬زهيد‭. ‬وقام‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬بإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬جزء‭ ‬يعد‭ %‬40‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬الخارجي‭ ‬بطريقة‭ ‬أحادية‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬الدائنين‭ ‬الخواص‭ ‬أغلبيتهم‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬ومن‭ ‬صناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمريكية‭. ‬

كما‭ ‬حقق‭ ‬ارتفاعا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬المداخيل‭ ‬الجبائية‭ ‬من‭ ‬3‭,‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنة‭ ‬2006‭ ‬إلى‭ ‬13‭,‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنة‭ ‬2014‭. ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬البلاد‭ ‬تراجعا‭ ‬هاما‭ ‬لنسبة‭ ‬الفقر‭ ‬من‭ %‬36,7‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ %‬22,5‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬لنسبة‭ ‬البطالة‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬%4,1‭. ‬

عندما‭ ‬سُئل‭ ‬كيف‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وجيز‭ ‬أجاب‭ ‬ببساطة‭ “‬لم‭ ‬أطبق‭ ‬إملاءات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭” ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬اثناء‭ ‬ندوة‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ “‬السوربون‭” ‬بباريس‭ ‬سنة‭ ‬2012‭.  ‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقيم‭ ‬موقف‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لمنطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬تونس

في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تقديمه‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقيم‭ ‬مواقف‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬تميز‭ ‬باندفاع‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬شروط‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬فرض‭:‬

‭- ‬سياسة‭ ‬تقشف‭ ‬عبر‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬ووقف‭ ‬الانتداب‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الأجور‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الأجر‭ ‬الأدنى‭ ‬فيها‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬بدون‭ ‬اعتبار‭ ‬انهيار‭ ‬الدينار‭ ‬من‭ ‬1‭,‬119‭ ‬لليورو‭ ‬الواحد‭ ‬سنة‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬3‭,‬3‭ ‬دينار‭ ‬مقال‭ ‬اليورو‭ ‬حاليا؟

‭- ‬عدم‭ ‬اعتماد‭ ‬المقارنة‭ ‬الموضوعية‭ ‬التي‭ ‬يطبقها‭ ‬الينك‭ ‬الدولي‭ ‬عبر‭ ‬مقارنة‭ ‬تكافئ‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ “‬Parité au Pouvoir d’Achat PPA‭” ‬حسب‭ ‬الأجور‭ ‬والأسعار‭ ‬وسعر‭ ‬صرف‭ ‬العملة؟

‭- ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬اعتبار‭ ‬كتلة‭ ‬الأجور‭ ‬مفرطة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هو‭ ‬تصريح‭ ‬مجانب‭ ‬للحقيقة‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬علمنا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬عدد‭ ‬الوظائف‭ ‬العمومية‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬ساكن‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬56‭ ‬موظف‭ ‬مقابل‭ ‬89‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬مثلا‭ ‬حسب‭ ‬دراسة‭ ‬لوكالة‭ ‬التعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ “‬OCDE‭”.‬

‭- ‬ان‭ ‬لتأكيده‭ ‬الملح‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬حصريا‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محله‭ ‬لأن‭ ‬تقارير‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬السنوية‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ %‬90‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬البنكية‭ ‬الجارية‭ ‬المسندة‭ ‬للقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬53‭ ‬تستفرد‭ ‬بها‭ ‬المجموعات‭ ‬الكبرى‭ ‬وهي‭ ‬بضعة‭ ‬عائلات‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مردود‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لا‭ ‬يوفر‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬كافية‭ (‬بين‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬و20‭ ‬ألف‭ ‬موطن‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭) ‬ولا‭ ‬يصدر‭ ‬لتغطية‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬الكارثي‭. ‬حيث‭ ‬ينشط‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬التوريد‭ (‬عبر‭ ‬انتشار‭ ‬النيابات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭) ‬وهو‭ ‬نشاط‭ ‬يعرض‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬تهريب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬عبر‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬فواتير‭ ‬التوريد‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬الدراسات‭ ‬الجدية‭ (‬PERI‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬الأمريكية‭)‬

‭- ‬مع‭ ‬التذكير‭ ‬ان‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬لا‭ ‬يتحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬88‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القروض‭ ‬الجارية‭. ‬مقابل‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭. ‬

‭- ‬لذلك‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬فريد‭ ‬بالحاج‭ ‬يتغافل‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬التعرض‭ ‬إلى‭ ‬النزيف‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬تجاري‭ ‬مفرط‭ ‬ومهلك‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬38‭,‬7‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭. ‬بمعنى‭ ‬57‭,‬2‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬توريد‭ ‬مقابل‭ ‬18‭,‬5‭ ‬مليار‭ ‬تصدير‭ ‬أي‭ ‬تغطية‭ ‬بنسبة‭ %‬32‭ ‬تقريبا‭.  ‬

‭- ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا،‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬نحن،‭ ‬أن‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬وميزان‭ ‬الدفوعات‭ ‬تشوبها‭ ‬عملية‭ ‬تزوير‭ ‬للتقليص‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬التحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬النشرية‭ ‬السادسة‭ ‬لدليل‭ ‬ميزان‭ ‬الدفوعات‭ “‬La 6ème Edition de la Balance de Paiement BPM 6‭” ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬والمصادق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومن‭ ‬طرف‭ ‬كل‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تونس‭. ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬رسميا‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2010‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬إحصائيات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬وتحديد‭ ‬نتائج‭ ‬المحاسبة‭ ‬العمومية‭. ‬وهو‭ ‬دليل‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬احتساب‭ ‬المبادلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمناولة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تغيير‭ ‬ملكية‭ ‬البضاعة‭ ‬وهو‭ ‬حال‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬

‭- ‬هذا‭ ‬الموضع‭ ‬الهام‭ ‬تم‭ ‬طرحه‭ ‬مباشرة‭ ‬امام‭ ‬ممثل‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬واعترف‭ ‬بواقع‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وما‭ ‬زلنا‭ ‬نترقب‭ ‬الرد؟‭ ‬

‭- ‬عدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بوجود‭ ‬تهريب‭ ‬لرؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬صرحتم‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬تلفزية‭ ‬خاصة‭ ‬هو‭ ‬تصريح‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬الحقيقة‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬فيفري‭ ‬2020‭ ‬بعنوان‭ “‬هل‭ ‬تستحوذ‭ ‬النخب‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية؟‭ ‬الدليل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المصارف‭ ‬غير‭ ‬المقيمة‭ ”       “‬Capture d’élite de l’aide étrangère‭ : ‬preuves provenant de comptes bancaires offshore‭” ‬Jorgen Juel Andersen‭, ‬Niels Johannesen et Bob Rijker‭.   ‬

‭ ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬بين‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ %‬5‭ ‬إلى‭ % ‬15‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الهبات‭ ‬التي‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬للبلدان‭ ‬الأشد‭ ‬احتياج‭ ‬يعثر‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬وجيز‭ ‬مودعة‭ ‬في‭ ‬بنوك‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬تعتبر‭ ‬ملاذ‭ ‬تهريب‭. ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬عليكم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬قد‭ ‬اسال‭ ‬ه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬داخل‭ ‬ابنك‭ ‬الدولي‭. ‬

‭- ‬في‭ ‬خضم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المآخذ‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬يتكرم‭ ‬بها‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬الدولار‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬اثناء‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬وهو‭ ‬حسبما‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬قرض‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تتكفل‭ ‬بتوزيعه‭ ‬حسب‭ ‬الشروط‭ ‬والضمانات‭ ‬المطلوبة‭. ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬مصنفة‭ ‬درجة‭ ‬رابعة‭ ‬لدى‭ ‬البنوك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬القرض‭ ‬سوف‭ ‬يتحول‭ ‬كسابقيه‭ ‬حتما‭ ‬للمجموعات‭ ‬الكبرى‭. ‬وهكذا‭ ‬يتبين‭ ‬خطر‭ ‬القيود‭ ‬والشروط‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬لاستبعاد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

مآخذ‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬راق‭ ‬وحر‭ ‬وديمقراطي‭ ‬وموضوعي‭ ‬يقدم‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬المخالف‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬تخير‭ ‬الحوار‭ ‬الفردي‭ ‬الأحادي‭ ‬الذي‭ ‬يكرس‭ ‬الرأي‭ ‬الأحادي‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ “‬لا‭ ‬أريكم‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬أرى‭”.‬

*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي”الصادرة بتاريخ الثلاثاء 21 فيفري 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING