الشارع المغاربي – فريد عبّاس: الافريقي عصيّ على التسييس.. والجمعيات الرياضية هي بوّابة الحرّية

فريد عبّاس: الافريقي عصيّ على التسييس.. والجمعيات الرياضية هي بوّابة الحرّية

1 يونيو، 2018

الشارع المغاربي – العربي الوسلاتي : عاد النادي الافريقي الى المربّع القديم وعادت خصومات الاخوة الأعداء لتلقي بغيومها من جديد على أجواء الجمعية التي كانت تعيش على وقع عناوين الجلسة الانتخابية قبل أن يقع إسقاط القائمات المترشّحة ثمّ جاءت استقالة لجنة الانتخابات لتزيد من تعقيد الأمور خاصة بعد أن أصبح النادي ملزما بتمديد حالةالمؤقّتالى حين الاتفاق والتوافق على ربّان جديد يكون قادرا على قيادة سفينة فريق باب الجديد أو هكذا أرادالكباراتمن وراء الستار.

وككلّ مرّة يكون فيها الافريقي مقبلا على استحقاق انتخابي أو قرار مصيري تعود أسماء الزمن القديم الى الواجهة وينشط النبش في دفاتر الماضي وتعود أسماءالكباراتالى الواجهة وهذه المرّة كان اسم الرئيس الاسبق فريد عبّاس هو الأكثر تداولا في صفوف الجماهير باعتبار أنّ البعض يعتبره مهندس السيناريوهات الأخيرة ورجلّ الظلّ الذي يحكم بقبضته على كلّ كبيرة وصغيرة في الآونة الأخيرة.

فريد عبّاس المقرّب من دوائر القرار في حركة نداء تونس تحدّث لاسبوعية «الشارع المغاربي» عن كلّ ما يروج حوله وحول النادي الافريقي في الساعات القليلة الفارطة في الحوار التالي:

الاكيد أنّك على اطلّاع بما حصل ولازال يحصل في النادي الافريقي خاصة في ما يتعلّق بالجلسة الانتخابية؟

بطبيعة الحال وككلّ محب غيور للنادي الافريقي نتابع باهتمام وبانشغال ما يحصل في الفريق. النادي الافريقي فريق له قاعدة شعبية عريضة وله تاريخ وهو قلعة من قلاع هذه البلاد ولا يمكن أنّ نحرّف تاريخه أو نساهم في تزويره أو تدنيسه. نطمح ونبحث جميعا عن استقرار النادي ولكن ليس على حساب المبادئ والقيم التي تعلمناها وكونّاها في هذا الصرح الكروي الكبير.

قبل الحديث عن المبادئ والقيم جماهير النادي الافريقي منشغلة بما حدث في الايام الفارطة بعد اسقاط القائمات المترشّحة لرئاسة النادي وكذلك استقالة لجنة الانتخابات والبعض يحملّك شخصيا مسؤولية كلّ ما حصل من خلال التأثير على كبرى القرارات المصيرية التي تخصّ الجمعية؟

كوننا من أبناء النادي ومن بين الذين صنعوا تاريخه وكانوا من حجر أساسه على امتداد سنوات وبما  أنّنا قدماء في الجمعية فنحن لا نتحرّج من مساندة الاشخاص الذين لهم قيم ومبادئ والاشخاص الذين نتفاهم معهم في الاهداف والغايات التي تخدم مصلحة النادي الافريقي. لكن مع ذلك ليس لنا أيّ دور فاعل في ما يخصّ تقرير مصير الفريق ونحن نشاهد ونعاين كغيرنا من محبّي الافريقي ما الذي يحصل حول محيط الفريق ونكتفي بالنصيحة فقط إن لزم الامر.

الزّج باسم فريد عبّاس في هذه الفترة وككل فترة يكون فيها الفريق مقبلا على استحقاق انتخابي بات أمرا مألوفا خاصّة أن بعض التأكيدات تفيد بدعمك قائمة مترشّحة على حساب قائمة أخرى فهل هذا الطرح يستقيم أم أنّك التزمت الحياد؟

لانحن لا نلتزم الحياد أمام مصلحة النادي الافريقي.. نحن فقط نساند البرامج وليس الأشخاص والبرامج يجب ان تحترم مبادئ وقيم النادي الافريقي فقط لا غير. الأشخاص الذين لهم سمعة نظيفة والذين لهم تاريخ في النادي والذين أعطوا للجمعية هم الأحقّ بقيادته وبتسييره والأشخاص الذين لا نعرفهم وهم غرباء عن اسم وتاريخ النادي لا يمكن دعمهم أو الوقوف في صفّهم ولا يمكن مساندتهم ونحن لا نساند الدخلاء الذين لا نتفّق معهم في نفس القيم. رئيس النادي الافريقي يجب أن تتوفّر فيه جملة من الشروط أهمها استقامة أخلاقه وسلوكه ونحن ندعم أوّلا و آخرا البرامج قبل الأشخاص.

تصريحاتك السابقة تفيد بأنّك ضدّ ترؤس عبد السلام اليونسي رئاسة النادي بل أنكّ وصفته ووصفت أتباعه بالغرباء والدخلاء على النادي؟

لست أنا من قال هذا الكلامهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني وتاريخ هؤلاء يكشف إن كانوا فعلا من أبناء النادي أم لا وهذه حقيقة لا تنتظر فريد عبّاس للاصداح بها. وعلى من يريد الاطّلاع على تاريخ الأشخاص العودة الى تاريخ الجمعية ونحن نعرف من هم أبناء النادي ومن هم الغرباء والدخلاء ونعرف من احترم الاخلاق والمبادئ ومن لم يحترمها والجميع يعرف ذلك.

لهذا اتّهمك البعض الآن بالتسبّب في إسقاط قائمة عبد السلام اليونسي الانتخابية خاصة أنّ عضو القائمة فوزي الصغيّر الذي هو محسوب على  حمّادي بوصبيع وجّه لك أصابع الاتهام مباشرة.؟

أنا اسمي ومكانتي لا تسمحان لي بالدخول في جدل مع أشخاص لا أعرفهم ولا أعرف مستواهم. هذا الشخص لا أعرفه مطلقا ولم أسمع عنه يوما لذلك لا يمكن أن أنزل الى مستواه وأجادله ودورنا نحن أن نرفّع من مستوانا. وبالنسبة للقائمة لجنة الانتخابات احتكمت الى القانون وأسقطت القائمتين ولم تنصت لنصائحي لذلك ما يروج هو مجرّد هراء من بعض المطبّلين والمتطفلين على الفريق.

كبارات النادي كما يصفكم البعض كنتم دائما جزءا من المشكل وليس جزءا من الحلّ بدليل ما وصل اليه الافريقي اليوم فلماذا لم تتفقّوا على اسم رئيس توافقي يضع حدّا لهذه الصراعات الجانبية؟

بالعكس نحن ليس لنا أيّ مانع على التوافق حول شخصية معيّنة لتولّي هذه المسؤولية وكلّ ما نريده فقط هو عدم تكرار أخطاء الماضي حتى لا تتكرّر مهزلة الرئيس الأسبق الذي قاد الافريقي إلى الافلاس والديون والشكايات. نحن لم ننس بعد ما حصل وكيف شوّه ودنّس بعض الدخلاء اسم وتاريخ النادي لذلك لا نريد أن يتكرّر هذا الخطأ وهذا دورنا الحقيقي وليست لنا غايات أخرى.

لكن هذا لم يتحقّق على أرض الواقع على الاقّل الى حدّ هذه اللحظة ثمّ الخلافات امتدت الىكباراتالنادي وهناك حديث متواصل عن حرب باردة بينك وبين حمّادي بوصبيع وهذه الحرب هي التي شوّشت الأجواء في الفريق؟

هذه مجرّد أحاديث جانبية وفريد عبّاس ليس له مصالح أو حسابات شخصية حتى يدخل في خصومات مع أيّ كان. أنا معروف في أوساط النادي الافريقي بأنّي دائما ما كنت محايدا ومثمنا للمبادئ والأخلاق والجميع يعرف هذا ولست هنا للحديث عن نفسي الآن.

لكن ألا تخشون من دخول النادي الافريقي في حالة فراغ تسييري؟

بطبيعة الحال  نحن نخشى على مصالح النادي الافريقي وعلى استقراره وأيّ عامل من شأنه إضعاف الفريق يخيفنا لذلك تدخّلنا في بعض الأوقات وساندنا الأشخاص الذين لمسنا فيهم الكفاءة والمقدرة والانتماء. نحن مجندون لخدمة النادي الافريقي والدفاع عن مصالحه ونحن هنا نمارس دورنا في حماية فريقنا وحماية مصالحه حتى لا ينفذ بعض الدخلاء من بوّابة الفراغ التي يحاول البعض استعمالها لتمرير أجندات شخصية. اليوم نحن مدعوون جميعا للوقوف خلف الفريق ودعمه ودورنا كقدماء في النادي يتطلّب منّا جميعا مدّ يد العون للجمعية وللأشخاص الذين نثق في انتمائهم ووفائهم للنادي.

فريد عبّاس يدعم بقاء مروان حمّودية وبقيّة أعضاء الهيئة التسييرية على رأس النادي الافريقي؟

بالطبع ولم لا أدعمهمهؤلاء يستحقون كّل الدعم والتشجيع والمساندة نظير ما قدّموا في الفترة الماضية من تضحيات ومن انجازات. الهيئة التسييرية نجحت رياضيا وإداريا وتمكّنت من تجاوز أصعب وأخطر ظرف في تاريخ النادي.

لا أحد يشكّك في نجاح الهيئة التسييرية وعلى رأسها مروان حمّودية ولكن الهيئة الحالية ليس لها الدعم المادي الكافي وهي غير قادرة على قيادة الفريق مستقبلا؟

وشكون الّي عندو الدعم والفلوس؟

بلغة المال البعض يصنّف عبد السلام اليونسي كخيار أفضل للمرحلة القادمة مقارنة بحمودية؟

(ضاحكا) في الحقيقة أنا لا أعرف ميزانية كلّ شخص ولكن ما أعرفه جيّدا هو أنّ مروان حمودية حوله حزام مادي مهمّ سيكون الى جانبه وسيدعمه وحسب وجهة نظري أنا متفائل جدّا بقدرة هذه المجموعة على قيادة الفريق. وأنا سأدعم مروان حمّودية وهذا لا يخفى على أحد.

إذن الافريقي مقبل على معركة كسر عظامفريد عبّاس يدعم حمّودية وحمادي بوصبيع يدعم اليونسي؟

لا لست من هواة هذا التصنيف ونحن لا نساند أشخاصا كما قلت. عن نفسي أنا أقف الى صفّ البرامج ولست الوحيد والعديد من المسؤولين السابقين في الافريقي يتفقون معي في هذه النقطة ويساندون حمودية ليس لشخصه بل كما قلت ايمانا منّا بقيمة البرامج ووفاء لروح الانتماء ومبادئ النادي.

هذه التجاذبات من شأنها أن تسمح بعودة بعض الأسماء الى الواجهة على غرار سليم الرياحي ألا تخشون من حصول سيناريو مماثل؟

والله استغرب كثيرا من استحضار اسم هذا الشخص بعد الذي فعله في الافريقي وبعد الافلاس والقضايا والمهازل التي حصلت في عهده. إذا كان جمهور الافريقي غير واع بما قام به هذا الشخص في حقّ الافريقي وبالجرم الذي فعله فعلى الدنيا السلام. نموذج الرياحي بات مكشوفا والكلوبيستية يعرفون جيّدا لماذا يتقرّب أمثاله من الافريقي وماهي غاياتهم.

ومن يروّج لعودة الرياحي هم في الحقيقة ليس من أحبّاء الافريقي.

الحديث عن الغايات والمصالح في الافريقي متواصل الى اليوم بدليل الحديث المتزايد عن دور حركة نداء تونس في الفريق ورغبتها في وضع يدها على الجمعية من خلال التحكّم في قراراتها المصيرية عبر استعمال شخصيات لها وزنها وثقلها المادي والرياضي على غرار فريد عبّاس وكمال ايدير؟

هذه مجرّد ادعاءات زائفة وباطلةأنا لست من هواة الاختلاط وأؤمن بفصل الرياضة عن السياسة. وبالنسبة للنادي الافريقي كان ولازال عصيّا على التسييس وسيبقى دائما كذلك. بالنسبة لي قناعاتي راسخة وثابتة وهي أنه لكلّ ميدان رجاله ورجال السياسة لا يصلحون لعالم الرياضة والعكس بالعكس ثم ّ إنّ التجارب السابقة كشفت أنّ عواقب هذا الاختلاط وخيمة وتعود بالفشل على الجميع. ودورنا هو أن نفصل بين الغايات السياسية والأهداف الرياضية والجمعيات الرياضية هي ملك للشباب ووقودها الانتماء ولا يمكن للسياسيين وضع اليد عليها لأنّه لا يمكن البناء بنفس الموضوعية والتوفيق في التحديات الرياضية والسياسية والمالية بنفس الدرجة. وبالنسبة للإفريقي سيبقى في مأمن من هذه اللعبة ونصيحتي هي ترك الجمعيات الرياضية للشباب كي يتنفس من خلالها طعم الحرّية.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING