الشارع المغاربي – لسعد الدريدي: أيّ مدرّب يحلم بالوقوف أمام جماهير الافريقي.. وجاهز لكسب التحدّي

لسعد الدريدي: أيّ مدرّب يحلم بالوقوف أمام جماهير الافريقي.. وجاهز لكسب التحدّي

قسم الرياضة

13 يوليو، 2019

الشارع المغاربي: كشفت الهيئة المديرة للنادي الافريقي أخيرا عن هويّة المدرّب الجديد للفريق الذي سيخلف الفنّي الفرنسي فيكتور زفونكا على رأس مقاليد الأمور الفنيّة للفريق… الوافد الجديد على فريق باب الجديد هو المدرّب لسعد الدريدي الذي يعتبر من أفضل الأسماء التونسية الموجودة في البطولة المحليّة والذي خطّ عناوين ملحمة الانقاذ الموسم الماضي في الاتحاد المنستيري وقاده إلى النجاة من كمّاشة النزول بعد أن اعتقد الجميع أن فريق عاصمة الرباط غادر منطقيّا دوري الأضواء.

من أمل حمام سوسة الى الملعب التونسي إلى الملعب القابسي الى النادي البنزرتي الى  النادي الصفاقسي ثمّ الاتحاد المنستيري قبل أن يحطّ به المقام في قلعة من قلاع كرة القدم التونسية ونعني النادي الإفريقي تجارب تدريبية متباينة ونجاحات ملموسة لمدرّب مازال يُصنّف في خانة المدرّبين الشبان رغم تمرّسه وتموقعه بين الكبار بشهادة أغلب الفنّيين…

عن تجاربه السابقة وانتظاراته من هذا التحدّي الجديد وعن مصافحته المرتقبة مع جمهور النادي الافريقي وخاصة ما يعاني هذا الفريق من أزمات في السنوات الأخيرة تحدّث المدرّب الجديد للنادي الافريقي لسعد الدريدي لـ”الشارع المغاربي” في أوّل إطلالة إعلامية له بعد تنصيبه رسيما مدرّبا للأحمر والأبيض.

– لسعد الدريدي مدرّبا جديدا للنادي الافريقي… ماذا يعني لك ذلك؟

الحمد لله محطّة تدريبية مهمة جدا في مسيرتي الرياضية…أيّ مدرّب مهما كان اسمه وتاريخه يتمني أن يكون على رأس النادي الافريقي أحد أهمّ وأكبر النوادي في كرة القدم التونسية… فريق أمجاد وتاريخ كبيرين والأكيد أن هذه اللحظة تعتبر حدثا فارقا في مسيرتي التدريبية وأرجو ان يوفّقني الله وأن أكون في مستوى الثقة التي وضعتها عائلة النادي الافريقي في شخصي.

– لنعد قليلا الى الخلف… كيف سارت المفاوضات بينك وبين مسؤولي الافريقي؟

مع نهاية الموسم الماضي كانت هناك بعض المحادثات الجانبية مع مسؤولين من النادي الافريقي, الأمر لم يتعدّ مرحلة جسّ النبض بما أن المسؤولين كانت على طاولتهم بعض الأسماء الأخرى كما أني كنت أملك عديد العروض من الداخل والخارج وبمرور الوقت ومع اتضاح الرؤية اتفقنا في الأخير على خوض التجربة التي نرجو أن تكون موفٌقة للطرفين.

– كنت قريبا من الدوري السعودي؟

بالفعل, كنت في مفاوضات متقدمّة مع أحد الأندية السعودية المعروفة والتي أشكر بالمناسبة مسؤوليه على تفهّم موقفي وعدم التوقيع معهم… لا أخفيك سرّا أن العرض المادي كان مغر جدا لكن اسم النادي الافريقي يبقى دائما أهمّ وأكبر بكثير من هذه التفاصيل الجانبية وأنا بطبعي وفي تجاربي السابقة كنت أؤمن دائما بقيمة المشروع الرياضي قبل الحديث عن المال والامتيازات المادية…

– سنعود للحديث عن النادي الافريقي وما ينتظرك هناك في القلعة الحمراء ولكن سنتحدّث قليلا عن تجربتك المثيرة الموسم الماضي مع الاتحاد المنستيري؟

كان موسما استثنائيا بكل المقاييس… كنت واثقا من نفسي ومن قدرتنا على انقاذ الموسم رغم أن الجميع كان على شبه قناعة بأن الاتحاد سيغادر الرابطة الأولى بالنظر الى الوضعية الصعبة التي كان فيها الفريق. تجربتي مع الاتحاد كانت مليئة بالتحدي وبالأحاسيس لأنّي لمست المحبّة الكبيرة التي غمرنا بها جمهور الاتحاد خاصة عندما يئس الجميع من انجاح المهمّة شبه المستحيلة…

– لكن جمهور الاتحاد ومسؤوليه مستاؤون جدا من توقيعك للنادي الافريقي؟

أتفهّم موقفهم وبقدر الحبّ يكون اللوم والعتاب… لم أخذل الاتحاد ولم أتهرب من الفريق عندما ترك الجميع الفريق وحيدا… تحملت المسؤولية في أصعب الظروف وكنت أكثر من مجرّد مدرّب في الفريق وهذه حقيقة يعلمها كلّ “المساترية” لكن تلك أحكام الكرة وأيّ مدرّب في العالم يحلم بخوض تجربة تدريبية فيها تحدّ جديد في مسيرته… أكنّ كلّ الاحترام لكل العائلة الرياضية في المنستير وأنا على يقين بأنّ جماهير الاتحاد متفّهمة ولن تكون قاسية في الحكم عليّ…

– السيناريو الذي عشته مع الاتحاد المنستيري شبيه بتجاربك السابقة مع الملعب التونسي والملعب القابسي والنادي البنزرتي حتى بات البعض يلقبّك برجل المستحيل أو برجل الانقاذ في كرة القدم التونسية؟

هذا صحيح… تجربة الملعب التونسي أفادتني كثيرا في التجارب اللاحقة… أنا كمدرّب لا اعترف بلغة الاستسلام والهزيمة ولا أرمي المنديل أبدا وهذه القناعات أمررها للاعبين وأغرس فيهم هذه الروح والعزيمة… مادام هناك نفس في هذا الجسد فلا مكان لليأس أبدا… أنا لا أخشى التحديات والمجازفة لذلك لا أتردّد في قبول المهمّات التي تبدو مستحيلة للبعض.

– نجاحك في هذه المهمّات الصعبة جعل البعض يصنّفك في خانة المدرّبين المختصين في تفادي النزول فما هو تعليقك ؟

ان تنجح مع فريق يعاني من عديد الصعوبات والمشاكل ذهنيا ونفسيا وبدنيا وماديا فهذا دليل على قيمة العمل الذي تقوم به مع الفريق… النجاح ليس حكرا على فرق المقدّمة ومن يعرف حقيقة الميدان يدرك جيّدا ان اللعب على تفادي النزول أكثر صعوبة وإرهاقا من اللعب على اللقب لأنّ الامكانات قد لا تلعب لصالحك في عديد المناسبات… درّبت الملعب التونسي وتركته في أفضل ترتيب له منذ أكثر من 40 سنة وبمعدل نقاط استثنائي… غادرت النادي البنزرتي وهو متصدّر للترتيب العام مناصفة مع الترجي… وحتى مع النادي الصفاقسي تركت الفريق وهو في مركز الوصيف وبفارق ثلاث نقاط فقط عن الترجي… كي تكون مدرّبا متكاملا عليك ان تكون جاهزا للتعامل مع كلّ الوضعيات والعراقيل وخاصة مع المحيط العام للفريق الذي تعمل به.

– التعامل مع الأزمات يجعلك جاهزا لكسب التحدّي مع النادي الافريقي؟

الأمر مغاير تماما… اسم النادي الافريقي فقط يشكّل ضغطا رهيبا على بعض الأسماء… صحيح أن الفريق مرّ بوضعيات صعبة خاصة في الموسم الماضي في ظل الأزمات المالية والبشرية التي عانى منها لكن الافريقي يبقى دائما هو النادي الافريقي… قد أفاجئك عندما أقول انّ الافريقي يملك مجموعة محترمة من اللاعبين وقادرة على تحقيق الأفضل شريطة العمل بروح المجموعة… النادي الافريقي يملك كلّ أدوات النجاح وله أهمّ ركيزة للثبات عند الهزات وهي جمهوره الذي يبقى دائما الاستثناء الجميل في هذا النادي الكبير.

أيّ مدرّب يحلم بأن يقف أمام جمهور النادي الافريقي ويسمع تلك الشعارات والأهازيج وذلك المدّ الجماهيري الرهيب الذي يحتلّ مدارج كل الملاعب التونسية. العديد من المدرّبين في تونس كانوا يستمتعون في مواجهة الافريقي وهم يشاهدون جمهور الأحمر والأبيض يهتز فوق المدارج…

– ألا يخيفك هذا الجمهور الذي في بعض الأحيان أصبح يمثّل ضغطا وعبئا ثقيلا على المسؤولين واللاعبين والمدرّبين؟

من يخشى المواجهة فليجلس في بيته… كرة القدم هي انضباط والتزام و”قليب” و”القليب” لا يحيى بلا أصوات الجماهير وبلا دفعهم ومؤازرتهم… تعوّدت دائما على اللعب تحت الضغط وعلى المدرّب الذي يريد النجاح تحويل الضغط الجماهيري الى عامل دفع ايجابي لمساعدة الفريق… في كثير من المباريات كان جمهور الافريقي هو الذي يدفع اللاعبين لتحقيق الانتصارات واليوم النادي الافريقي في حاجة الى استعادة جمهوره حتى يكون اللاعب رقم واحد في الفريق.

– تعيينك كمدّرب للنادي الافريقي خلق حالة من الانقسام في صفوف جمهور الأحمر والأبيض فهناك من يعتبرك رجل المرحلة في الفريق ويبشّر بنجاحك وهناك من يرى أن الاختيار عليك غير صائب؟

هذا طبيعي جدا… لا يوجد إجماع كلّي على أيّ مدرّب في العالم مهما كان اسمه وحجمه وتاريخه… في داخل كلّ واحد منّا مدرّب له فكر خاص وفلسفة خاصة وكلّ شخص له وجهة نظر لذلك نجد دائما اختلافا في الرؤى والتصوّرات… وأنا دوري كمدرّب هو أن أقنع الأصوات المنتقدة لي بأن تصطف خلفي وخلف فريقي وهذا لا يحدث الاّ عندما “تبنبي الكورة”.

– تبدو واثقا جدا من نفسك؟

أن تكون مدرّبا للنادي الافريقي فهذا يتطلّب توفّر عديد الصفات منها الثقة في النفس وفي الطاقات والامكانات. سنحاول فعل كلّ ما بوسعنا لإعادة الافريقي الى مداره الطبيعي وأعد جمهور الافريقي بأننا سنعيد لفريق باب الجديد هيبته وصلاته وجولاته… فقط كل ما نطلب هو دعم الجمهور والبقيّة “خلّوها علينا”…

– يعتبرك بعض الملاحظين خليفة فوزي البنزرتي في التدريب خاصة في طريقة اندفاعك وحركيتك على البنك وكذلك في اعتمادك دائما على المواهب الشابة؟

فوزي البنزرتي اسم كبير في تونس وهو من أفضل الاسماء ان لم يكن أفضلها… بالنسبة لي لست من هواة التشبيه والمقارنات… أبحث دائما أن أكون أنا… وليس نسخة من أحد وأحاول دائما أن أكون مختلفا ومغايرا بفكري وبأسلوبي رغم أني أتمنى أن أصل الى النجاحات التي حقّقها فوزي البنزرتي الذي بات عملة تونسية معروفة محليا وخارجيا…


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING