الشارع المغاربي-محمد الجلالي: هجرة‭ ‬الكفاءات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الاطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬فتئوا‭ ‬يلتحقون‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬الاوروبية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصحّر‭ ‬طبي‭ ‬تشهده‭ ‬أغلب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاستشفائية‭ ‬الوطنية‭ ‬وإنما‭ ‬طالت‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬الاطارات‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬المغادرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬نحو‭ ‬المهجر‭ ‬الدكتور‭ ‬سفيان‭ ‬المناعي‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬للدراسات‭ ‬والتخطيط‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الذي‭ ‬حط‭ ‬الرحال‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الاداري‭ ‬والاستشرافي‭ ‬بالوزارة‭.‬

بعض‭ ‬الكواليس‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المناعي‭ ‬الذي‭ ‬يلقبه‭ ‬زملاؤه‭ ‬بـ‭ “‬أب‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسؤولية‭ ‬الطبية‭” ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬النور‭ ‬بعد‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬مُرغما‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬الوزارة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬سحب‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬وتكليف‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬محتواه‭ ‬وادخال‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬عليه‭.‬

وبقطع‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تأخر‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬تحوّلت‭ ‬أغلب‭ ‬المستشفيات‭ ‬الى‭ ‬بيئة‭ ‬منفّرة‭ ‬للكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬التجهيزات‭ ‬وتراجع‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬وقِدم‭ ‬التشريعات‭ ‬وغياب‭ ‬سياسة‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬وعادلة‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 29 اوت 2023