الشارع المغاربي: انعقدت يوم أوّل امس الجمعة 22 افريل 2022 الجلسة العامّة العادية السنوية لمساهمي بنك تونس العربي الدولي حصريًا عن بُعد، بحضور أعضاء مكتب الجلسة والمدير العام للبنك. وتمكن المساهمون المسجلون سابقًا على منصة عبر الإنترنت، خصصت للغرض، من المشاركة في الجلسة والتصويت بالمراسلات البريدية.
وعقد البنك هذا العام جلسته العامّة دون الحضور المادي للمساهمين بتفضيل استخدام الوسائل الرقمية. كما تم وضع منصة للتسجيل والمشاركة على موقعه الرسمي بما مكن المساهمين من المشاركة في اشغالها عن بعد والتفاعل حينيا مع مكتب الاجتماع.
حوكمة متماسكة وملتزمة في خدمة تألق البنك
وحسب بيان صادر عن البنك تم التركيز في بداية الجلسة ، على أهمية منظومة الحوكمة الرشيدة للبنك لضمان تألق طويل الأمد ومستدام، ولمجابهة وضعيات الأزمات وسعيا لتعزيز ثقة كافة الاطراف المتعاملة معه والفاعلة فيه. كما جرى التأكيد على أن منظومة حوكمة بنك تونس العربي الدولي ترتكز على دفع المردودية والاداء الفعال لهياكل اتخاذ القرار وعلى مسار يقوم على شفافية الافصاح عن البيانات بشكل موثوق ودقيق وصادق.
وتعتمد منظومة الحوكمة على عمل هياكل – مجلس الإدارة واللجان الداعمة له – والتي تحدد التوجهات الاستراتيجية للبنك بالإضافة إلى اللجان المتخصصة التابعة للإدارة العامة والتي تضمن تنفيذ هذه التوجهات. وبلغت نسب حضور اعضاء مجلس الادارة بلجان اسناده المنبثقة عنه والملتئمة في سنة 2021 مستويات جد عالية ناهزت 100 بالمائة.
ويتكون مجلس إدارة بنك تونس العربي الدولي من 11 عضوًا منهم عضوان مستقلان وممثل لمصالح صغار المساهمين. وتضمن هذه التركيبة تحقيق التوازن بين الخبرة المهنية والكفاءة والاستقلالية. ويثري هذه التركيبة أيضا اعضاء مجلس ادارة من الاجانب وهم من ذوي الخبرة الدولية. وبذلك يخوّل هذا التنوع في مسارات اعضاء المجلس وتكوينهم وخبراتهم من إدارة كلّ أنشطة البنك والشركات التابعة له بشكل فعال وعلى النحو الامثل.
وتم خلال الجلسة العمومية للمساهمين تسليط الضوء على التطور المستدام لبنك تونس العربي الدولي. ذلك انه رغم بطء وتيرة النمو الاقتصادي واصل البنك دعم حرفائه البالغ عددهم 960.000 فضلا عن استمراه في لعب دوره بالكامل كداعم مالي. ومكّن، على هذا الاساس، تظافر عدة عوامل اساسية من وضع دعائم حوكمة رشيدة ومتماسكة وتجسيم مشاريع استراتيجية نفذتها فرق اطارات البنك المشهود لها بالخبرة والاختصاص والملتزمة.
وفي نهاية السنة المالية 2021، حقق البنك ناتج بنك صاف بقيمة 1.015.5 مليون دينار وقائم ودائع قدره 16.220.1 مليون دينار. أما المستحقات على الحرفاء فقد بلغت 12.138 مليون دينار باعتبار منح ما يقارب الـ 46500 قرض للأفراد وأكثر من 2300 قرض لدعم استثمارات المؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، تحسنت جودة مخاطر القروض مع انخفاض نسبة معدل القروض المصنفة والتي هي محل نزاع إلى 5.5 بالمائة.
واستقرت النتيجة الصافية للبنك عند 266.8 مليون دينار وهو ما مكن من مزيد تدعيم مؤشرات المردودية وجعلها في مستويات عالية بواقع :
5.3 بالمائة لمؤشر الناتج البنكي الصافي / مجمع الاصول.
14.5 بالمائة للعائد على الاموال الذاتية.
1.4 بالمائة للعائد على الاصول.
ونجح بنك تونس العربي الدولي انطلاقا من تجسيم مجمل هذه الانجازات في الحصول على اربع جوائز كعلامات تميز سنة 2021 هي:
• جائزة أفضل حوكمة بنكية في تونس من مؤسسة “كابيتال فايننس إنترناشونال” للسنة الثالثة على التوالي كمكافأة على تميز نظام حوكمة بنك تونس العربي الدولي، باعتباره أحد ركائز نجاحه فضلاً عن تألقه في معايير أخرى حددت للحصول على الجائزة.
• جائزة أفضل استراتيجية رقمنة في شمال إفريقيا من مؤسسة “كابيتال فاينانس إنترناشونال”. وتتوج هذه الجائزة الجديدة التحول الرقمي الاستراتيجي الذي قام به البنك، وهو عنصر أساسي في استراتيجية النمو الخاصة به.
• جائزة أفضل فريق إدارة بنكية في تونس من مؤسسة “بزنس فيجيون” للمرة الثانية على التوالي. وتُمنح هذه الجائزة، وفق المؤسسة، استنادا للأثر الإيجابي الذي يحدثه التصرف في البنوك بشكل جيد وتقديراً للفرق التي أثبتت أنها استثنائية في دفع الاقتصادات إلى الأمام.
• جائزة أفضل بنك مودع في تونس من مؤسسة “غلوبال فاينانس” للسنة الثانية على التوالي. ويكرس حصول البنك على الجائزة التميز في اسداء الخدمات وجودة العمليات والعلاقة مع الحرفاء في مجال التعامل بالأوراق المالية والسندات وحفظها.
ديناميكية تحول وتطوير مستقبلي
واصل بنك تونس العربي الدولي تنفيذ تحوله الرقمي مع إطلاق النسخة الأولى من العرض الرقمي الشامل MyBIAT. وتم تطوير MyBIAT بالتعاون الوثيق مع أكثر من 10000 حريف ضمنوا في سابقة من نوعها في القطاع البنكي وبصفة مباشرة عملية “اختبار تجريبي”. ويقدم العرض المتكامل خدمات رقمية لتسهيل معالجة ومراقبة المعاملات البنكية عن بُعد اعتمادا على تصميم عملي وسهل الاستخدام. كما يعد عرض MyBIAT تطبيقًا مصرفيًا آمنًا للغاية يتوافق مع أحدث المعايير التكنولوجية. ولتنفيذ التحول الرقمي اختار البنك إنشاء مختبر رقمي مجهز تسهر على نشاطه فرق متعددة التخصصات بأساليب ووسائل تضمن تسريع تحليل البيانات بالتوازي مع السعي لإثراء العرض باستمرار بميزات جديدة.
في جانب اخر، شهد عام 2021 إطلاق منهج تجاري جديد للتصرف في الفروع بما يؤكد التوجهات الرامية لتقديم خدمات للحرفاء عبر تثمين تجربة تعاملهم مع البنك ودعم العلاقات معهم عبر الابتكارات والخدمات الرقمية. وتم انشاء تنفيذ موقعين تجريبيين يوفران للحرفاء تجربة فريدة وملتزمة بمنطق الشراكة والدعم علاوة على تعظيم القيمة المضافة التي توفرها خبرة الفرق التجارية لبنك تونس العربي الدولي. ويجسد احداث الفروع الجديدة قيم الشفافية والالتزام وتوفير مساحات استقبال أكثر وظيفية مع ضمان مسارات تعامل ذات مرونة اعلى مع الحرفاء.
غداة تعزيز مجمع بنك تونس العربي الدولي سنة 2020 عبر الاستحواذ على شركة “تونس للأوراق المالية”، عمل البنك خلال عام 2021 على تقوية التناغم والتعاون بين فرق العمل لتوطيد موقعه في أنشطة السوق المالية علاوة على تمكين الحرفاء من الحصول على خدمات مصممة خصيصًا لهم من قبل أفضل الخبراء في السوق. وقام هذا النهج على تشريك فرق المبيعات في المؤسستين عبر تنفيذ إجراءات وتنظيم تظاهرات متعددة. وتتواصل جهود الفرق علما ان المساعي تستمر لتجسيم برامج تمكن، على وجه الخصوص، من إثراء عروض المنتجات المالية الجديدة.
بنك ملتزم بتحمل المسؤولية الاجتماعية
في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية ، واصل بنك تونس العربي الدولي في عام 2021 دعم برامج النهوض بالتعليم بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والجمعياتية.
وإدراكًا منه للتحدي الصحي والمجتمعي الكبير المتمثل في إعادة تأهيل المؤسسات التربوية ساهم البنك بشكل فعال في أول عمل مشترك للمسؤولية الاجتماعية للقطاع البنكي التونسي ببادرة من الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية لصالح المدارس الحكومية. ونفذت مؤسسة بنك تونس العربي الدولي برامج لإعادة التأهيل وتطوير خمس مدارس في ولايتي الكاف (قلعة سنان) والقيروان (الشبيكة، السبيخة وحفوز). واستغرق تنفيذ المشروع إجمالاً عدة أشهر وامتد على مساحة 35000 متر مربع. كما انتفع بتدخل مؤسسة البنك ما يقرب من 1000 تلميذ استفادوا مباشرة بإعادة تأهيل المؤسسات التربوية بما مكنهم من مواصلة عامهم الدراسي في ظروف أفضل.
علاوة على ما سبق واصلت مؤسسة بنك تونس العربي الدولي دعم الشباب من خلال برامجها التي تركز على ريادة الأعمال والتعليم والثقافة. وبفضل برنامج SPARK CLUB الريادي المخصص للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عامًا والذي هو في نسخته الخامسة تمكن أكثر من 600 شاب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع. اما في مجال الثقافة، فقد هنأت المؤسسة الدفعة الأولى لخريجي الماجستير التنفيذي في الإدارة والسياسات الثقافية، والذي تم تطويره بالشراكة مع جامعة “باريس دوفين” تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية. ومن المنتظر ان تتخرج قريبا الدفعتان الثانية والثالثة لهذا الماجستير.
وفي نهاية عام اتصف بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، أثبت بنك تونس العربي الدولي قدرته على إدارة الأزمة بمرونة ومسؤولية عبر لعب دوره بالكامل تجاه موظفيه وحرفائه والمجتمع بشكل عام.