الشارع المغاربي – أدعو‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬تأجيل‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬رعايةً‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن /بقلم: أنس الشابي

أدعو‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬تأجيل‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬رعايةً‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن /بقلم: أنس الشابي

قسم الأخبار

27 مايو، 2023

الشارع المغاربي: نشرت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدينيّة‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬الحج‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬تقارب‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬استغراب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬دعوا‭ ‬إلى‭ ‬تأجيل‭ ‬أداء‭ ‬هذه‭ ‬الشعيرة‭ ‬اعتبارا‭ ‬للوضع‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬البلاد‭ ‬مقدّمين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الحجج‭ ‬ما‭ ‬يؤكّد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬يصبّ‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬إفلاس‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬اعترض‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قائلا‭ ‬بأن‭ ‬الأَوْلى‭ ‬هو‭ ‬التوقّف‭ ‬عن‭ ‬توريد‭ ‬الموز‭ ‬وعلك‭ ‬اللوبان‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكيّة‭ ‬بدل‭ ‬استهداف‭ ‬شعيرة‭ ‬الحج‭. ‬وفي‭ ‬تقديرنا‭ ‬أن‭ ‬دعوتهم‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬استيراد‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬صحيحة‭ ‬ولكنها‭ ‬مخطئة‭ ‬عند‭ ‬قرنها‭ ‬بشعيرة‭ ‬الحج‭ ‬واشتراط‭ ‬التلازم‭ ‬بينهما‭. ‬فأمر‭ ‬السلع‭ ‬يسيرٌ‭ ‬ويكفي‭ ‬فيه‭ ‬قرار‭ ‬حتى‭ ‬يتمّ‭ ‬تنفيذه‭. ‬أمّا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحج‭ ‬فالمسألة‭ ‬معقّدة‭ ‬إذ‭ ‬تحتاج‭ ‬أوّلا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المسوّغ‭ ‬الشرعي‭ ‬والدليل‭ ‬الذي‭ ‬يمكّن‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬التأجيل‭ ‬حتى‭ ‬تستقيم‭ ‬أوضاعنا‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬مماثل‭ ‬ممكن‭ ‬إن‭ ‬أحسنّا‭ ‬الإنصات‭ ‬إلى‭ ‬النصوص‭ ‬الدينيّة‭ ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬مصلحة‭ ‬العباد‭ ‬على‭ ‬العبادات‭ ‬وإن‭ ‬قدّرنا‭ ‬تقديرا‭ ‬سليما‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬عمّ‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬وضبطنا‭ ‬سلّم‭ ‬الأولويات‭ ‬باعتبار‭ ‬المصلحة‭ ‬العامّة‭ ‬لا‭ ‬الخاصّة‭.‬

فرض‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الحجّ‭ ‬مرّة‭ ‬في‭ ‬العمر‭. ‬وقد‭ ‬ذهب‭ ‬الفقهاء‭ ‬المعتبرون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوجوب‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬وجوب‭ ‬مُوَسَّع‭ ‬على‭ ‬التراخي‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬الذمّة‭ ‬دَيْنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتوفّر‭ ‬الظروف‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬أدائه‭. ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬محمّد‭ ‬الطاهر‭ ‬ابن‭ ‬عاشور‭:”‬وذهب‭ ‬جمهور‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬التراخي‭ ‬وهو‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬مذهب‭ ‬مالك‭ ‬ورواية‭ ‬ابن‭ ‬نافع‭ ‬وأشهب‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬قول‭ ‬الشافعي‭ ‬وأبي‭ ‬يوسف‭ ‬واحتجّ‭ ‬الشافعي‭ ‬بأن‭ ‬الحجّ‭ ‬فُرض‭ ‬قبل‭ ‬حجّ‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بسنين‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لما‭ ‬أخّره‭ ‬ولو‭ ‬أخّره‭ ‬لِعُذر‭ ‬لبيّنه‭ ‬أي‭ ‬لأنه‭ ‬قدوة‭ ‬للناس‭”(‬1‭) ‬وبيّن‭ ‬ممّا‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬تأخير‭ ‬الحجّ‭ ‬إن‭ ‬توفّرت‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬وهي‭ ‬متوفّرة‭ ‬لدينا‭ ‬الآن‭.‬

واشتُرط‭ ‬لوجوب‭ ‬الحجّ‭ ‬الاستطاعة‭ ‬أي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الفعل،‭ ‬وقد‭ ‬تناول‭ ‬الفقهاء‭ ‬القدامى‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬بالبحث‭ ‬فذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الاستطاعة‭ ‬الموجبة‭ ‬للحجّ‭ ‬هي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬وتتمّ‭:‬

أ) بقوة‭ ‬البدن‭ ‬وتوفّر‭ ‬الصحّة‭ ‬المعينة‭ ‬على‭ ‬تحمّل‭ ‬مشاق‭ ‬السفر‭.‬

ب‭(‬ وجود‭ ‬الزّاد‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬الحاج‭ ‬ما‭ ‬يكفيه‭ ‬ويكفي‭ ‬عياله‭ ‬حتى‭ ‬يرجع‭.‬

ج‭( ‬السبيل‭ ‬وهو‭ ‬الطريق‭ ‬المسلوكة‭ ‬ويُشترط‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬فإذا‭ ‬غلب‭ ‬على‭ ‬الظنّ‭ ‬حصول‭ ‬المكروه‭ ‬سَقَط‭ ‬الوجوب‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المبحث‭ ‬تفصيل‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬بحثنا‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬كانت‭ ‬صالحة‭ ‬سابقا‭ ‬أيام‭ ‬كانت‭ ‬المجتمعات‭ ‬مفتوحة‭ ‬تغيب‭ ‬فيها‭ ‬الحدود‭ ‬الموجودة‭ ‬اليوم‭ ‬وتقوم‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬بدَوْرَيْن‭ ‬دور‭ ‬عسكري‭ ‬يستهدف‭ ‬بسط‭ ‬السيادة‭ ‬وحمايتها‭ ‬ودَوْر‭ ‬مالي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬جباية‭ ‬الجزية‭ ‬والخراج‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مدخل‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬النشاطات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬والإشراف‭ ‬عليها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم‭. ‬لذا‭ ‬أضيفت‭ ‬شروط‭ ‬أخرى‭ ‬يستحيل‭ ‬أداء‭ ‬شعيرة‭ ‬الحجّ‭ ‬دون‭ ‬توفّرها‭ ‬وهي‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬أوجدها‭ ‬التطوّر‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البقاع‭ ‬المقدّسة‭ ‬والمرور‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الذي‭ ‬يستلزم‭ ‬وثائق‭ ‬أمنيّة‭ ‬وصحية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬توفيرها‭ ‬للحاج‭ ‬وهذه‭ ‬كلّها‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬الدولة‭ ‬وبنوكها‭ ‬ومؤسّساتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الاستطاعة‭ ‬التي‭ ‬اشترطها‭ ‬القدامى‭ ‬وتسمّى‭ ‬استطاعة‭ ‬بالنفس‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كافية‭ ‬اليوم‭ ‬لوجود‭ ‬متدخّل‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬الدولة‭ ‬لتصبح‭ ‬الاستطاعة‭ ‬استطاعة‭ ‬بالغير‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬شرط‭ ‬الوجوب‭ ‬شرطا‭ ‬غير‭ ‬متحقّق‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقدّر‭ ‬المنافع‭ ‬والمخاطر‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬صرف‭ ‬الأموال‭ ‬والجهد‭ ‬لتحدّد‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬السماح‭ ‬بأداء‭ ‬الفريضة‭ ‬وضمن‭ ‬أي‭ ‬حدود‭ ‬عدديّا‭ ‬وماليّا‭ ‬أو‭ ‬المنع‭ ‬المؤقّت‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬توازناتها‭ ‬المالية‭ ‬ولا‭ ‬يهدّدها‭ ‬بالانخرام‭ ‬لأنها‭ ‬مكلّفة‭ ‬وفق‭ ‬العرف‭ ‬والقانون‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الأمّة‭ ‬والتصرّف‭ ‬الحكيم‭ ‬في‭ ‬ثرواتها‭. ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بعهدة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بيضة‭ ‬الأمّة‭ ‬يأمر‭ ‬به‭ ‬الشرع‭ ‬ولا‭ ‬التفات‭ ‬لمن‭ ‬يقول‭ ‬بغير‭ ‬ذلك‭ ‬وممّا‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬ما‭ ‬اتّجهنا‭ ‬إليه‭:‬

1) ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬مقدّمة‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الخاصة‭. ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬محمّد‭ ‬الطاهر‭ ‬ابن‭ ‬عاشور‭ (‬ت‭ ‬1973‭) ‬في‭ ‬تعريفه‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة‭ ‬بأنها‭:”‬ما‭ ‬فيه‭ ‬صلاح‭ ‬عموم‭ ‬الأمّة‭ ‬أو‭ ‬الجمهور‭ ‬ولا‭ ‬التفات‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬أحوال‭ ‬الأفراد‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أنهم‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الأمة‭”(‬2‭) ‬وقال‭ ‬كذلك‭:”‬فلو‭ ‬فُرض‭ ‬أن‭ ‬الصلاح‭ ‬الفردي‭ ‬قد‭ ‬يحصل‭ ‬منه‭ ‬عند‭ ‬الاجتماع‭ ‬فساد‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الصلاح‭ ‬يذهب‭ ‬أدراجا‭ ‬ويكون‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬هبّت‭ ‬الرياح‭ ‬فأطفأت‭ ‬سراجا‭”(‬3‭). ‬أما‭ ‬ابن‭ ‬نجيم‭ (‬ت‭ ‬1563م‭) ‬فقد‭ ‬لخّص‭ ‬المسألة‭ ‬كلها‭ ‬بتفريعاتها‭ ‬في‭ ‬قوله‭:”‬يُتَحَمَّلُ‭ ‬الضرر‭ ‬الخاص‭ ‬لأجل‭ ‬دفع‭ ‬الضرر‭ ‬العام‭”(‬4‭) ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬إن‭ ‬قدّرت‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬شعيرة‭ ‬الحج‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬جاز‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تؤجّلها‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬انتفاء‭ ‬الأسباب‭ ‬الموجبة‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭.‬

2) ‬قال‭ ‬الفقهاء‭ ‬إنّ‭ ‬حقّ‭ ‬العبد‭ ‬مقدّم‭ ‬على‭ ‬حقّ‭ ‬الشّرع،‭ ‬فكلّما‭ ‬تعارضت‭ ‬الأحكام‭ ‬الشّرعيّة‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬المكلفين‭ ‬إلا‭ ‬وقُدّمت‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأن‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬الشّرع‭ ‬هو‭ ‬حفظ‭ ‬الجماعة‭ ‬وتمكينها‭ ‬ممّا‭ ‬ينظم‭ ‬حالها‭ ‬ويؤدّي‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬القوّة‭ ‬والمناعة‭. ‬وقد‭ ‬عقد‭ ‬العزّ‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ (‬ت‭ ‬1262م‭) ‬فصلا‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬عنوانه‭ “‬في‭ ‬ما‭ ‬يُقدّم‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬العباد‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الربّ‭ ‬رفقا‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬دنياهم‭” ‬جاء‭ ‬فيه‭:”‬ومنها‭ ‬ترك‭ ‬الصلاة‭ ‬والصيام‭ ‬وكلّ‭ ‬حقّ‭ ‬يجب‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بالإلجاء‭ ‬أو‭ ‬الإكراه‭”(‬5‭). ‬وقال‭ ‬خاتمة‭ ‬المحققين‭ ‬ابن‭ ‬عابدين‭ (‬ت1836م‭):”‬قوله‭ ‬لتقدّم‭ ‬حقّ‭ ‬العبد‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬حقّ‭ ‬الشّرع‭ ‬لا‭ ‬تهاونا‭ ‬بحقّ‭ ‬الشّرع‭ ‬بل‭ ‬لحاجة‭ ‬العبد‭ ‬وعدم‭ ‬حاجة‭ ‬الشّرع‭. ‬ألا‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬اجتمعت‭ ‬الحدود‭ ‬وفيها‭ ‬حقّ‭ ‬العبد‭ ‬يُبدأ‭ ‬بحقّ‭ ‬العبد‭ ‬لِما‭ ‬قلنا‭ ‬ولأنه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬ولله‭ ‬تعالى‭ ‬فيه‭ ‬حقّ‭ ‬فلو‭ ‬تقدّم‭ ‬حقّ‭ ‬الشّرع‭ ‬عند‭ ‬الاجتماع‭ ‬لبَطُلت‭ ‬حقوق‭ ‬العباد،‭ ‬كذا‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬الجامع‭ ‬الصغير‭ ‬لقاضي‭ ‬خان‭. ‬وأمّا‭ ‬قوله‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬فدين‭ ‬الله‭ ‬أحقّ‭ ‬فالظاهر‭ ‬أنه‭ ‬أحقّ‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬التعظيم‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬التقديم‭”(‬6‭). ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬وجوب‭ ‬اعتبار‭ ‬المصلحة‭ ‬شرحه‭ ‬باستفاضة‭ ‬الإمام‭ ‬نجم‭ ‬الدين‭ ‬الطوفي‭ (‬ت‭ ‬1316‭) ‬قال‭: “‬أما‭ ‬المعاملات‭ ‬ونحوها‭ ‬فالمتّبع‭ ‬فيها‭ ‬مصلحة‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬تقرّر،‭ ‬فالمصلحة‭ ‬وبقية‭ ‬أدلّة‭ ‬الشّرع‭ ‬إمّا‭ ‬أن‭ ‬يتّفقا‭ ‬أو‭ ‬يختلفا،‭ ‬فإن‭ ‬اتّفقا‭ ‬فبها‭ ‬ونعمت‭…. ‬وإن‭ ‬اختلفا‭ ‬فإن‭ ‬أمكن‭ ‬الجمع‭ ‬فاجمع‭ ‬بينهما‭… ‬وإن‭ ‬تعذّر‭ ‬الجمع‭ ‬بينهما‭ ‬قُدِّمت‭ ‬المصلحة‭ ‬على‭ ‬غيرها‭ ‬لقوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ (‬لا‭ ‬ضرر‭ ‬ولا‭ ‬ضرار‭) ‬وهو‭ ‬خاصّ‭ ‬في‭ ‬نفي‭ ‬الضرر‭ ‬المستلزم‭ ‬لرعاية‭ ‬المصلحة‭ ‬فيجب‭ ‬تقديمه‭ ‬ولأنّ‭ ‬المصلحة‭ ‬هي‭ ‬المقصودة‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬المكلّفين‭ ‬بإثبات‭ ‬الأحكام‭ ‬وبقية‭ ‬الأدلة‭ ‬كالوسائل‭ ‬والمقاصد‭ ‬واجبة‭ ‬التقديم‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭… ‬ولا‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الشّرع‭ ‬أعلم‭ ‬بمصالحهم‭ ‬فلتؤخذ‭ ‬من‭ ‬أدلته‭ ‬لأننا‭ ‬قد‭ ‬قرّرنا‭ ‬أن‭ ‬رعاية‭ ‬المصلحة‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬الشّرع‭ ‬وهي‭ ‬أقواها‭ ‬وأخصّها‭ ‬فلنقدمها‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬المصالح‭”(‬7‭). ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬كلام‭ ‬الطوفي‭ ‬يتناول‭ ‬المعاملات‭ ‬وليس‭ ‬العبادات‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬تُؤدّى‭ ‬كما‭ ‬أمر‭ ‬المشرّع‭ ‬بلا‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬نقصان‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬شعيرة‭ ‬الحجّ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬سابقا‭ ‬منفلتة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬قيد‭ ‬بل‭ ‬تغيّر‭ ‬حالها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوجدت‭ ‬التنظيمات‭ ‬الحديثة‭ ‬شروطا‭ ‬جعلت‭ ‬أداءها‭ ‬لا‭ ‬يتمّ‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬الدولة‭ ‬اعتبارا‭ ‬لتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬بالاستطاعة‭ ‬بالغيروقد‭ ‬ذهب‭ ‬مالك‭ ‬وأبو‭ ‬حنيفة‭ ‬إلى‭: “‬اعتبار‭ ‬المستطيع‭ ‬بغيره‭ ‬لا‭ ‬بنفسه‭ ‬عاجزا‭ ‬وغير‭ ‬مستطيع‭ ‬لأن‭ ‬المرء‭ ‬يكلّف‭ ‬بقدرة‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬بقدرة‭ ‬غيره‭”(‬8‭). ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬لتنظيم‭ ‬الحج‭ ‬وفق‭ ‬قدراتها‭ ‬جائز‭ ‬شرعا‭ ‬إذ‭ ‬سبقتنا‭ ‬إليه‭ ‬المملكة‭ ‬العربيّة‭ ‬السعوديّة‭ ‬التي‭ ‬لاحظت‭ ‬تكاثر‭ ‬عدد‭ ‬الحجيج‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬مساحة‭ ‬الرقعة‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬فيها‭ ‬الشعائر‭ ‬ثابتة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬توسعتها‭. ‬لذا‭ ‬قامت‭ ‬بتحديد‭ ‬عدد‭ ‬الحجيج‭ ‬بنسبة‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬الألف‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬له‭ ‬سندا‭ ‬شرعيّا‭ ‬ولكن‭ ‬المصلحة‭ ‬اقتضت‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الحج‭ ‬قرآنيّا‭ ‬مفتوحة‭ ‬للجميع‭ ‬ومُحرَّض‭ ‬عليها‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: “‬وأذّن‭ ‬في‭ ‬الناس‭ ‬بالحج‭ ‬يأتوك‭ ‬رجالا‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬ضامر‭ ‬يأتين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فجّ‭ ‬عميق‭”(‬9‭).‬

3)  ‬نصّ‭ ‬الأصوليّون‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬فقهيّة‭ ‬هامة‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬درء‭ ‬المفاسد‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬جلب‭ ‬المصالح‭ ‬وهي‭ ‬قاعدة‭ ‬يقع‭ ‬الاستئناس‭ ‬بها‭ ‬عند‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح‭ ‬والمفاسد‭. ‬يقول‭ ‬ابن‭ ‬نجيم‭:”‬فإذا‭ ‬تعارضت‭ ‬مفسدة‭ ‬ومصلحة‭ ‬قُدِّم‭ ‬دفع‭ ‬المفسدة‭ ‬غالبا‭ ‬لأن‭ ‬اعتناء‭ ‬الشّرع‭ ‬بالمنهيّات‭ ‬أشدّ‭ ‬من‭ ‬اعتنائه‭ ‬بالمأمورات‭.‬‭… ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬جاز‭ ‬ترك‭ ‬الواجب‭ ‬دفعا‭ ‬للمشقّة‭…”(‬10‭). ‬أما‭ ‬الشيخ‭ ‬محمّد‭ ‬الطاهر‭ ‬ابن‭ ‬عاشور‭ ‬فإنه‭ ‬يذهب‭ ‬أبعد‭ ‬ممّا‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬ابن‭ ‬نجيم‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬إباحة‭ ‬الفعل‭ ‬المحرم‭ ‬شرعا‭ ‬إن‭ ‬اقتضت‭ ‬المصلحة‭ ‬ذلك‭. ‬يقول‭:”‬وذلك‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬الاضطرار‭ ‬للأمّة‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬عظيمة‭ ‬منها‭ ‬تستدعي‭ ‬إباحة‭ ‬الفعل‭ ‬الممنوع‭ ‬شرعا‭ ‬لتحقيق‭ ‬مقصد‭ ‬شرعي‭ ‬مثل‭ ‬سلامة‭ ‬الأمّة‭ ‬وإبقاء‭ ‬قوّتها‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‭… ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬الضرورة‭ ‬عند‭ ‬حلولها‭ ‬أولى‭ ‬وأجدر‭ ‬من‭ ‬اعتبار‭ ‬الضرورة‭ ‬الخاصة‭ ‬وإنها‭ ‬تقتضي‭ ‬تغييرا‭ ‬للأحكام‭ ‬الشرعيّة‭ ‬المقرّرة‭ ‬للأحوال‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬الضرورة‭”(‬11‭).‬

تأسيسا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬أعلاه‭ ‬ندعو‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ونحثّها‭ ‬على‭ ‬تأجيل‭  ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لأن‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬سيؤدّي‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬وإفساد‭ ‬الخطط‭ ‬وإهدار‭ ‬الثروة‭ ‬العموميّة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تستجيب‭ ‬للمقاصد‭  ‬الأساسيّة‭ ‬للشّرع‭. ‬فقد‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الأشباه‭ ‬النظائر‭ ‬لابن‭ ‬نجيم‭:”‬أما‭ ‬المشقّة‭ ‬التي‭ ‬تنفك‭ ‬عنها‭ ‬العبادات‭ ‬غالبا‭ ‬فعلى‭ ‬مراتب‭ ‬الأولى‭ ‬مشقة‭ ‬عظيمة‭ ‬فادحة‭ ‬كمشقّة‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬النفوس‭ ‬والأطراف‭ ‬ومنافع‭ ‬الأعضاء‭ ‬فهي‭ ‬موجبة‭ ‬للتخفيف‭ ‬وكذا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للحج‭ ‬طريق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬وكان‭ ‬الغالب‭ ‬عدم‭ ‬السلامة‭ ‬لم‭ ‬يجب‭”(‬12‭). ‬وقال‭ ‬العز‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬عنوانه‭ “‬في‭ ‬المشاقّ‭ ‬الموجبة‭ ‬للتخفيفات‭” ‬ما‭ ‬يلي‭: “‬الضرب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مشقّة‭ ‬تنفك‭ ‬عنها‭ ‬العبادة‭ ‬غالبا‭ ‬وهي‭ ‬أنواع،‭ ‬النوع‭ ‬الأول‭ ‬مشقّة‭ ‬عظيمة‭ ‬فادحة‭ ‬كمشقّة‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬النفوس‭ ‬والأطراف‭ ‬ومنافع‭ ‬الأطراف‭ ‬فهذه‭ ‬مشقّة‭ ‬موجبة‭ ‬للتخفيف‭ ‬والترخيص‭ ‬لأن‭ ‬حفظ‭ ‬المهج‭ ‬والأطراف‭ ‬لإقامة‭ ‬مصالح‭ ‬الدارين‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬تعريضها‭ ‬للفوات‭ ‬بعبادة‭ ‬أو‭ ‬عبادات‭ ‬ثم‭ ‬تفوّت‭ ‬أمثالها‭”(‬13‭). ‬وأيّة‭ ‬مشقة‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوطن‭ ‬مهدّدا؟‭ ‬اليوم‭ ‬والوضع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نلجأ‭ ‬إلى‭ ‬تخفيفات‭ ‬الشرّع‭ ‬وأوّلها‭:”‬تخفيف‭ ‬الإسقاط‭ ‬كإسقاط‭ ‬العبادات‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬أعذارها‭”(‬14‭).‬

الهوامش:‭ ‬

1) ‬التحرير‭ ‬والتنوير‭” ‬ج4‭ ‬ص24،‭ ‬وبداية‭ ‬المجتهد‭ ‬ج1‭ ‬ص324‭ ‬والقوانين‭ ‬الفقهية‭ ‬لابن‭ ‬جزي129‭.‬

2) “‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭” ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الطاهر‭ ‬ابن‭ ‬عاشور،‭ ‬نشر‭ ‬الشركة‭ ‬التونسية‭ ‬للتوزيع،‭ ‬تونس‭ ‬1978،‭ ‬ص65‭ ‬و66‭.‬

3) ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ص139‭.‬

4) “‬الأشباه‭ ‬والنظائر‭” ‬لابن‭ ‬نجيم،‭ ‬تح‭ ‬محمد‭ ‬مطيع‭ ‬الحافظ،‭ ‬دار‭ ‬الفكر،‭ ‬سوريا‭ ‬1983،‭ ‬ص96‭.‬

5)”‬القواعد‭ ‬الكبرى‭ ‬الموسوم‭ ‬بقواعد‭ ‬الأحكام‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬الأنام‭” ‬للعزّ‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬السلام،‭ ‬تح‭ ‬نزيه‭ ‬كمال‭ ‬حمّاد‭ ‬وعثمان‭ ‬جمعة‭ ‬ضميرية،‭ ‬دار‭ ‬القلم،‭ ‬دمشق‭ ‬2000،‭ ‬ج1‭ ‬ص255‭. ‬

6)‬ردّ‭ ‬المحتار‭ ‬على‭ ‬الدرّ‭ ‬المختار‭” ‬ج2‭ ‬ص144‭  ‬.

7)”‬المصلحة‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬الإسلامي‭ ‬ونجم‭ ‬الدين‭ ‬الطوفي‭” ‬مصطفى‭ ‬زيد،‭ ‬دار‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬القاهرة‭ ‬1945،‭ ‬نص‭ ‬رسالة‭ ‬الطوفي‭ ‬ص46‭ ‬و48‭.‬

8) “‬أحكام‭ ‬الاستطاعة‭ ‬في‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬المستجدات‭ ‬المعاصرة‭” ‬يوسف‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬سلامة،‭ ‬جامعة‭ ‬النجاح‭ ‬فلسطين‭ ‬2003،‭ ‬ص17‭.‬

9) ‬سورة‭ ‬الحج‭ ‬الآية‭ ‬27‭.‬

10) ‬الأشباه‭ ‬والنظائر،‭ ‬ص99‭ ‬و100‭ ‬.

11) ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ص125. ‬

12) ‬الأشباه‭ ‬والنظائر‭ ‬ص91.‭‬

13) ‬قواعد‭ ‬الأحكام‭ ‬للعزّ‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬ج2‭ ‬ص13‭ ‬و14‭ ‬.

14) ‬الأشباه‭ ‬والنظائر‭ ‬ص92.

‭‬*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 23 ماي 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING