الشارع المغاربي – قسم الرياضة: عاد البطل التونسي الأولمبي أسامة الملولي الى واجهة الأحداث بعد نجاحه في التأهّل إلى نهائيات مسابقة السباحة في المياه الحرة ضمن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 المقرر إقامتها خلال الفترة الممتدة بين 25 جويلية الجاري و23 أوت القادم وذلك عقب إحرازه المركز العاشر للدورة التأهيلية التي احتضنتها مدينة سيوتيبال البرتغالية.
وقطع الملولي مسافة السباق البالغة 10 كيلومترات في زمن قدره ساعتان ودقيقتان و55 ثانية و60 جزءا بالمائة بينما أنهى البريطاني هيكتور توماس باردوي السباق في المركز الأول بزمن قدره ساعتان ودقيقتان وسبع ثوان و60 جزءا بالمائة.
وارتبط اسم البطل العالمي والأولمبي أسامة الملولي بالأولمبياد خاصة أنّه يملك أرقاما قياسية بالجملة في رصيده حيث سبق أن توج بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية الأولى في دورة بيكين 2008 في سباق 1500م سباحة حرة والثانية في دورة لندن 2012 في سباق 10 كلم في المياه الحرة، كما أحرز ميدالية برونزية في سباق 1500م سباحة حرة ضمن دورة لندن 2012. وتعتبر بطاقة التأهّل للأولمبياد القادم السادسة على التوالي في رصيده وهو رقم قياسي قد يصعب تكراره.
رغم كلّ هذه النجاحات والانجازات الباهرة والفريدة فإنّ اسم أسامة الملّولي لم يرتبط فقط بالذهب بل صار مرادفا دائما للنزاعات القانونية والرياضية مع الهياكل في تونس وحتى مشاركته في أولمبياد طوكيو مازالت الى حدّ الآن محلّ شكّ كبير.
عن ترشحه الى أولمبياد طوكيو وعن حقيقة خلافاته المتكرّرة مع سلط الاشراف والهياكل المشرفة على اللعبة وعن عديد المحاور الأخرى تحدّث بطلنا أسامة الملولي لـ”الشارع المغاربي”.
– لنبدأ من حيث يقف الجميع ما الذي يحدث مع أسامة الملولي؟
سبحان الله… نفس الكلام الذي قلناه منذ أكثر من 3 سنوات يتكرّر ذاته اليوم وبنفس العناوين… أشكرك لأنك قلت كلمة حقّ منذ ثلاث سنوات… للأسف نفس المشاكل تكرّر.. نفس العراقيل ونفس التعطيلات… هناك مجموعة من اللصوص ومن المتحيلين استغلوا الظرف الصعبة الذي كانت تعيشه البلاد وفعلوا ما اشتهوا وأرادوا خاصة على مستوى الهياكل الرياضية. المشكل الحقيقي أنّ البعض يخاف من نجاح الملولي ويقلقه أنّ تكون الأَضواء مسلطة على شخصي. فقط أريد أن أقول شيئا أنا لم أقل بأن الملولي أيقونة أو أسطورة في السباحة… هذا الكلام قاله الاتحاد الدولي للسباحة… يعني الأمر ليس مثلما يصور البعض بأنّ الملولي متكبّر ومغرور… هذا ليس صحيحا.
– حتى “التوانسة” يعتبرونك أسطورة وأيقونة وهذا شرف لتونس وللرياضة التونسية عموما؟
للأسف البعض حاول تشويه صورتي.. في 2018 حاولوا تأليب الشارع الرياضي ضدّي واتهموني بأنّي جشع ولا أبحث سوى عن المال وبنهب المليارات وبتفقير تونس وبتجويع أولادها و”هزّ أمّو معاه” وكلّ الروايات التي حاولوا ترويجها عني وإلصاقها بي…
– تبدو مستاء جدّا ممّا حصل لك في 2018؟
“أنا نخدم على روحي” ولا أركّز سوى على مسيرتي الرياضية.. للأسف البعض حاولوا خداعه وحتى بعض الصحفيين والاعلاميين انخرطوا في حملة التشويه الممنهجة ضدّي… ليس الجميع ولكن هناك حملة كان هدفها تشويه الملولي والعنوان هو أنّ “أسامة فقّرنا”.
– لنتحدّث قليلا عن الحاضر والمستقبل.. هل كنت ترى نفسك الأجدر بحمل العلم التونسي في افتتاح الأولبياد؟
“لا عاد أنا هزيّت في 2016”.
– وما المانع في أن نعيد الكرّة فالبعثة المصرية مثلا كلّفت نفس الاسم الذي حمل العلم في 2016 لحمله في طوكيو؟
أريد توضيح نقطة مهمة جدّا… الاختيار على اسم حامل العلم ليس مرتبطا فقط بمسيرته الرياضية وبإنجازاته… يجب أن يكون الاختيار مبنيا كذلك على الكاريزما والاشعاع والشهرة على المستوى العالمي لأنّ ذلك فيه ترويج للرياضة ولاسم البلد… يجب أن يكون نجما بكل المقاييس حتى يجلب اليه أنظار الصحافة الأجنبية العالمية. مع كل احترامي للجيدو وللمبارزة بالسيف فليس لهما إشعاع عالمي كبير على غرار السباحة أو التنس أو الملاكمة أو كرة القدم وكرة اليد… هما رياضتان ثانويتان قياسا بشعبيتهما وهذا للأسف هو قانون اللعبة. أنا لست ميسي أو يوسف المساكني ولكن في الحركة الأولمبية التونسية أنا رقم واحد.
– على المستوى الأولمبي أنت خارج المنافسة؟
“شطر ذهب تونس عندي في الدار. القمودي في رصيده ذهبية وحبيبة عندها وحدة”.
– ألا تعتقد أن مثل هذا الكلام هو الذي يخلق لك عداوات ومشاكل في تونس؟
“الي عندو عقد نفسية يمشي يداوي”… هذه حقيقة وهذا بالأرقام وليس للأمر علاقة بالتكبّر أو ما شابه ذلك… ثمّ لنعد الى حامل العلم لا أريد أن أقحم نفسي في مشاكل إضافية… كنت أفضّل أن تكون أنس جابر هي المكلّفة بالمهمة ولكن من قال إنها تريد تحمّل هذه المسؤولية.
– وهل هناك رياضي في العالم يرفض مثل هذا الشرف الكبير؟
هذه مهمة مضنية وشاقة جدّا… يجب أن يدرك الناس أن الرياضي الذي سيحمل العلم عليه أن ينتظر لأكثر من 6 ساعات داخل الملعب وهو في انتظار شارة الانطلاق وتحت حراسة وهذا أمر مرهق جدا خاصة لرياضي سيدخل من الغد في الرسميات والمنافسة. حفل الافتتاح مرهق ومتعب جدا جدا وأنا أتحدّث عن تجربة.
– وبالنسبة لأسامة الملولي هل أنت جاهز لهذا الاستحقاق الرياضي الكبير؟
أنا جاهز ولكن لي شروط…
– شروط؟
قلتهم للسيّدة الوزيرة ولكاتب الدولة وللمدير العام للرياضة ومدير النخبة وأنا في انتظار الردّ.
– في صورة عدم الاستجابة هل ستعدل عن المشاركة؟
الى يومنا هذا لم يقم أحد بالواجب تجاهي ولهذا أنا الى اليوم مازلت في تونس (الحوار أجري يوم السبت)… 63 رياضيا تونسيا شرعوا رسميا في التحضير والتحوّل الى طوكيو والملولي الوحيد من الوفد التونسي مازال في تونس.
– ولكن ألا تعتقد أن هذه الجزئيات ستعيقك وتقلّص من فرص نجاحك أكثر من إقلاق راحة السيدة الوزيرة وجماعتها وكذلك اللجنة الأولمبية؟
“أنا خاسر من بارح… والى اليوم مازلت خاسر وكل يوم يمرّ نزيد نخسر… الله غالب خويا هذه تونس”. ليس باستطاعتي تغيير المسؤولين في تونس. تحدثت معهم وقلت بأني سأكشف كل المستور للصحافة العالمية والتونسية ولن أقبل أن يقع التلاعب مثلما يحصل في كلّ مرّة. ما يحصل معي عيب وغير مقبول وكأنهم متعودون على الجلوس والحديث مع أبطال أولمبيين يملكون في رصيدهم 6 مشاركات على التوالي. وحقيقة لا أفهم ماذا يريدون منّي بالضبط؟ لماذا يتصرّفون معي بهذا النكران وبهذه الطريقة؟ ألهذه الدرجة يقلقكم الملولي؟ هل أنا مجنون لأتحدث هكذا دون سبب وأفتعل المشاكل لنفسي؟
– هناك من يقول إنّ أسامة الملولي يبتزّ في الدولة التونسية ويوظّف نجاحاته الرياضية لخدمة نفسه وصورته ومصالحه الشخصية فقط؟
هذا كلام يروّجونه للتغطية على فشلهم… يتهمونني بالحصول على المال والمليارات وأنا لم أتحصل على حقوقي المالية منذ 2016 ولم يكفهم ذلك بل سعوا لتشويهي ومقاضاتي وكأنّي مجرم أو لصّ والحال أنّني بطل عالمي وأولمبي ولا يجوز التعامل معي بهذه الطريقة. لقد كانوا يتوقعون نهايتي وحاول الايهام بأنّي انتهيت رياضيا ولم أعد قادرا على العطاء ولكنهم وجدوا أنفسهم في التسلل بعد أن ضمنت الترشح للأولمبياد للمرّة السادسة على التوالي.
– وكأنك تريد القول بأن تأهّلك يزعج بعض المسؤولين؟
“ثمّة مسؤولين عزيهم يقبلوا العزاء”… لم يتوقعوا أن أنجح في التأهّل وظنوا أنهم سيرتاحون من اسمي ولكنهم صدموا بعد ذلك ويحاولون التعامل معي وكأنهم يقاسمونني الفرحة… كلّ التحضيرات والاستعدادات للوفد الأولمبي لم تأخذ بعين الاعتبار فرضية ترشحي… أخرجوني من حساباتهم ولكن نجاحي في التأهّل ورّطهم لأنهم لم يجدوا ما يقنعون الناس به بعد أن فشلت حججهم السابقة.
– هل يمكن أن تعدل عن المشاركة؟
الى حدّ الآن أنا خارج المسابقة… أنتظر ردّ سلطة الاشراف ثمّ سيكون لكل حادث حديث… أنا متمحس للمشاركة ولرفع التحدي من جديد وآمل حقّا أن تضع الوزيرة الحالية حدّا لهذه المعاناة التي تواصلت أكثر من اللزوم.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ 12 جويلية 2021