الشارع المغاربي-منى المساكني: فُوجئ المتابعون للشأن السياسي بتصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم على هامش إشرافه على اجتماع حزبي بولاية المنستير ، باعتبارها عكست تغييرا في موقف الحركة من حكومة الشاهد بطرحه لأول مرة امكانية تغييرها بعد دفاع مُستميت انطلق منذ مشاورات وثيقة قرطاج في ماي 2018 على ما تسميه هي “بالاستقرار الحكومي”.
أكثر من ذلك كشف الغنوشي وجود مشاورات قال إنها شملت كل الاطراف حول طبيعة الحكومة التي ستقود الانتخابات القادمة . وكل الاطراف تعني أساسا رئاسة الجمهورية المستمية من جهتها في المطالبة بتغيير الشاهد .
وقال رئيس حركة النهضة حرفيا “نحن بصدد التشاور مع كل الأطراف حول ما إذا كانت الحكومة القائمة اليوم هي التي ستقود الانتخابات أم سيقع تغيير حكومي لقيام حكومة تكنوقراط أو حكومة انتخابات”.
ونقلت عنه إذاعة الجوهرة اليوم الأحد 17 فيفري 2019 تشديده على أن “فرضية تغيير الحكومة قبل الانتخابات غير مستبعدة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين فقط من زيارة أداها الشاهد لفرنسا اصطحب خلالها عدد من الشخصيات منها أمين عام حركة النهضة زياد العذاري بصفته الوزارية ، ورافقه فيها أيضا نواب منهم أبرز مسانديه حسين الجزيري، وجاءت التصريحات أيضا بعد توقيع الحكومة اتفاقا انهى ازمة التعليم الثانوي واتفاقا اخر حول الزيادات في أجور العاملين بالوظيفة العمومية ، والأهم من كل هذا انها جاءت بعد أسبوع فقط من اجتماع لمجلس الشورى من أبرز مخرجاته تأكيد تواصل دعمه لحكومة الشاهد داعيا الى احترام مواقف المجلس في اشارة الى مناهضي الحكومة داخل النهضة.
ومنذ أيام ، لا حديث في الساحة السياسية والاعلامية الا عن حوار لطفي زيتون المستشار السياسي للغنوشي لأسبوعية “الشارع المغاربي” الذي كشف فيه تسريب مداولات المجلس لأطراف قال غنها قريبة من الحكومة مشددا على ان رجال أعمال ووزراء واعلاميين وأغلبية داخل النهضة متخوفة من “دوسيات “وان الغنوشي نقل ذلك الى رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
واعتبر زيتون في نفس الحوار ان حديث حزب” تحيا تونس “عن فوز بأكثر من 109 مقاعد في الانتخابات التشريعية ” يعطي انطباعا بان الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة”.
ومنذ اسابيع ، أعيد مرة اخرى طرح امكانية تغيير الحكومة بعد لقاءات عقدها كل من حافظ قائد السبسي رئيس الهيئة السياسية لنداء تونس من جهة وراشد الغنوشي من جهة اخرى مع أمير قطر ، قبل ان تنفي الحركة ذلك لافتة الى انها في طور بناء شراكة مع يوسف الشاهد.
وقبلها ، ذكر الغنوشي نهاية شهر جانفي المنقضي بتدخله هو وحسين العباسي امين عام اتحاد الشغل سنة 2014 لاثناء رئيس حكومة التكنوقراط المهدي جمعة من الترشح للانتخابات فاتحا بذلك الباب أمام امكانية مطالبة النهضة بتشكيل حكومة انتخابات.
وبالتوازي مع ذلك ، طرحت الجبهة الشعبية مبادرة قالت انها “موجهة للقوى الحية” لاسقاط حكومة الشاهد وتشكيل حكومة انتخابات .