الشارع المغاربي – السيدة سالمية : في سابقة غريبة، أعلن وزير التشغيل والتكوين المهني فوزي عبد الرحمان اليوم الاربعاء 14 فيفري عن نجاح آليتي التشغيل “فرصتي” و”عقد الكرامة” وتحقيقهما “نجاحات مُهمة” بعد اقل من شهرين من تأكيده في نفس المكان وامام نفس الحضور (نواب الشعب) فشلهما لما فرض على وزارته قرار إيقاف العمل بأحدهما (فرصتي) وادخال تعديلات على الاخر (عقد الكرامة).
فقد أعلن الوزير عبد الرحمان خلال جلسة الاستماع اليه اليوم بمجلس نواب الشعب ان أليات التشغيل التي تمّ تفعيلها لإدماج العاطلين عن العمل حققت نتائج مهمة لافتا الى ان برنامج “فرصتي” تمكن من ادماج 50% من المسجلين وان “عقد الكرامة” سجل نسبة ادماج تفوق 90 %مشيرا الى ان الميزانية الموضوعة لهذه الاليات والتي تقدر بـ1 % غير كافية مقارنة بالدور الذي تلعبه هذه الاليات في دعم العاطلين وتشجيع المؤسسات على الانتداب.
والغريب ان الوزير كان قد أعلن قبل ذلك بشهرين تقريبا، وتحديدا يوم 25 نوفمبر 2017 في جلسة عامة خُصصت لمناقشة مشروع وزارته عن إيقاف العمل بخمس آليات تشغيل من بينها برنامج “فرصتي”. وقال بن عبد الرحمان في هذا الصدد، “لقد قمنا بعملية تقيميية أثبتت عدم جدوى خمس آليات في مجال التشغيل، ولذلك سيتم التخلي عنها ولن يتم الابقاء سوى على ثلاث آليات من بين ثمان معتمدة حاليا، على أن يتم اصلاحها أو تعديلها على غرار “عقد الكرامة”.
وأكد إن وزارته تتجه إلى مراجعة عقد الكرامة باعتبار أن صيغته الحالية غير ملائمة لسوق الشغل مشيرا إلى أن العقد المذكور كان موجها إلى طالبي شغل وليس إلى النسيج الاقتصادي.وأضاف أن الوزارة ارادت إلغاء التناصف في عقد الكرامة لأن عدد الإناث العاطلين عن العمل يفوق عدد الذكور ولأن أصحاب المؤسسات غير مطلعين على العقد ولم يقبلوا عليه بصفة كبيرة.
واشار إلى أن الوزارة تلقت 13530 طلب “عقد كرامة” وأنها تسعى لتحسين تدخل الدولة في الآليات التشغيلية الموجودة وتفكر في حذف البعض منها لأنها غير ناجحة على غرار برنامج “فرصتي”.
وأكد أن برنامج “فرصتي” الذي رصدت له اعتمادات ب 80 مليون دينار لم يساهم سوى في إبرام 76 عقد بعث مشروع وتوقيع 58 عقد شغل لافتا الى انها “نتائج هزيلة جدا” وتندرج في خانة هدر المال العام، حسب الوزير، الذي قرر لكل هذه الاسباب إيقاف العمل به.
ولا يعرف ان كان التقييم الذي قدمه الوزير اليوم حول مردودية آليتي التشغيل “فرصتي” و”عقد الكرامة” هو الصحيح ام ان تقييمه السابق الذي قدمه يوم 25 نوفمبر 2017 هو الاصدق وان مراجعة تمت في الاثناء لاسباب سياسية باعتبار ان تأكيده فشل اليات التشغيل وكأنه اتهام لسلفه عماد الحمامي، وزير الصحة الحالي، بالفشل في ادارة وزارة التشغيل.
اما ان يقدّم وزير تقييمين متضادين تحت قبة باردو فهذا لا يمس من مصداقيته فقط بل إنه يطرح سؤالا حول إمكانية إصابته بمرض الزهايمر عفانا وعفاكم الله.