وتوجّه عبد الرحمان في تدوينة نشرها اليوم على صفحته الخاصة بموقع “فايسبوك” بسؤال إلى الغنوشي قال فيه “هل كان وزراء الحزب يدركون أنهم يحكمون مع وزراء فاسدين؟ وهل تمّ إعلام رئيس الحكومة بذلك؟ وهل كان هذا الأخير يدرك وجود وزراء فاسدين في حكومته؟”.
وأضاف “الفساد يأخذ أشكالا عديدة منها الفساد المتعلق بالفرد أو المسؤول ومنها الفساد المؤسساتي الممنهج الذي يستهدف مؤسسات الدولة لتقويض أسسها أو إضعافها، عن أيّ نوع من الفساد يتكلّم رئيس الحزب؟”.
وتابع “نحن ندرك جميعا أن ملف الفساد لم يفتح إلا بصفة جانبية وذلك لأن الفساد عقلية بنيت على الولاء للمصلحة الفردية أو الجماعية والفئوية (القبيلة الجديدة) على حساب المصلحة العامة وأنه لا يمكن التغلب على الفساد إلا بتقوية الدولة ومؤسساتها. ولن تستطيع أية مجموعة أن تكون صادقة في ذلك ما لم تجعل الدولة قبل التنظيم قولا وفعلا والمصلحة العامة فوق كل إعتبار”.
وختم قائلا “كان لي شرف التعامل مع رجال دولة لم تشبهم أية شبهة من الباقين أو المغادرين وهم كثيرون. أما في ما عدا ذلك فإنه لا يدخل في باب المعلوم بالضرورة بالنسبة لي إلا في ما تحقق منه… أما من يَعلَم و لا يُعلِم فهو يدخل في باب التستّر عن المنكر”.
وكان الغنوشي قد أشار أمس السبت إلى أنّ التحوير الوزاري الذي تمّ مؤخرا “ترجم موقف النهضة الداعي إلى دعم الاستقرار السياسي والحكومي والاكتفاء بتحوير حكومي جزئي من منطلق أن بلادنا غيّرت حكومات كثيرة والنتائج واحدة”.
وقال “كان يمكن أن نترجم أننا الحزب الأساسي اليوم في البرلمان خلال التحوير الوزاري لكننا لم نشأ أن تصبح الحكومة حكومة للنهضة واكتفينا بأن حسّنا وجودنا الحكومي ووضعنا “فيتو” على عدد من الوزراء الذين نعتقد أنهم لا يصلحون في أماكنهم… وكان كسبنا في الحقيقة محاربة ما نعتقد أنه فساد… العناصر الفاسدة في الحكومة وضعنا عليها فيتو وأزيل أغلبها”.