الشارع المغاربي – "أولاد مفيدة" انتهى

“أولاد مفيدة” انتهى

8 مايو، 2019

الشارع المغاربي – قسم الثقافة: قبل أن ينطلق سامي الفهري في جزء رابع من” أولاد مفيدة” أخرج العام الماضي مسلسل “الحاضرة” الذي حاول من خلاله نقل حياة البايات وعائلاتهم ،وركّز على الجانب “الأخلاقي” دون غيره.

ويبدو أن سامي الفهري اقتنع بأن هذا النوع من الدراما مُكلِف ولا يشدّ المشاهد خاصة الشباب الباحث عن مرآة تعكس طموحه وكبته وسلوكه فقرر تمطيط مسلسل “أولاد مفيدة” إلى جزء رابع. واجتهد في البحث عن منفذ ينتقل به من الجزء السابق إلى الحالي ولكنّه ضاع في حَبْكِ الأحداث وبحث عن تعلاّت واهية لتبرير المستجدات التي ارتكز عليها لبناء الجزء الرابع وأصبحت الأحداث بعيدة عن المنطق بل حاول الفهري أن يحشرها حشرا في المجتمع التونسي وخاصة تصويره الجريمة التي تُرتَكب بسهولة ويصعب على رجال الأمن فكّها وراح يلقي بالأحداث جزافا حتى يصنع قصة هي في الحقيقة غير مقنعة حتى الآن.

وقد يكون اصرار “صاحب الافكار”على الاستحواذ على نسب المشاهدة العالية وراء تمطيط و”تمغيط” “اولاد مفيدة” الى درجة الابتذال… والحال انه لا يحتاج الى جزء رابع..

لا أحد يشكك في ذكاء الفهري، فهو يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف منذ أن وطأت قدماه مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية في تسعينات القرن الماضي كمنشط اذاعي ومنشط تلفزي ثم كمخرج وككاتب سيناريو و”صاحب أفكار”.

ولا أحد ينكر على الرجل نجاحه في التسويق لأعماله الدرامية وهو ميدان تلفزي دخله دون استئذان مخرجا ولم تكن له تجارب سابقة وكانت انطلاقته من مسلسل “مكتوب” الذي شكّل والحق يقال نقلة نوعية في الدراما التونسية عالجت مواضيع لم تكن متاحة لغيره في عهد بن علي. وكان الفهري في بداية مسيرته الدرامية يستعين بأصحاب الخبرة في الدراما التلفزية والتمثيل.

وقد يكون الفهري حقق نجاحا فنيا في مسلسلي “مكتوب” و”كاستينغ” مستعينا ببعض المتمرّسين في العمل الدرامي ومنهم عاطف بن حسين الذي تولى إدارة الممثلين إلى جانب نجاح  جماهيريا حيث حظيا بنسبة مشاهدة عالية تماما مثل الأجزاء الثلاثة الأولى من مسلسل “أولاد مفيدة” الذي استمدّ فكرته من تجربة السجن وحكايات السجناء فحولها إلى سيناريو كان مرآة للمجتمع التونسي في بعض التحوّلات التي شهدها بعد الثورة وخاصة ما يتعلق منها بتعاطي المخدرات ونمط عيش الطبقات المُترفة من المجتمع وكذلك الطبقات المهمّشة.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING