الشارع المغاربي: يحيي الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 3 ديسمبر 2022 الذكرى 70 لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد مؤسس المنظمة الشغيلة واول امين عام لها.
وكان الاتحاد قد اعلن ان امينه العام نور الدين الطبوبي سيشرف على احياء الذكرى بقصر المؤتمرات بالعاصمة وانه سيلقى بالمناسبة خطابا وصفه بالمهم.
ويعتبر فرحات حشاد من ابرز رجالات الحركة الوطنية والنقابية في تونس وهو من مواليد 2 فيفري 1914 بجزيرة قرقنة. بدا نشاطه النقابي ضمن الكنفديرالية العامة للشغل الفرنسية وسريعا ما شرع في تكوين نواة اتحاد العمال التونسي.
وبعد انتقاله من سوسة الى صفاقس سنة 1943 اطلق بمعية عدد من زملائه اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب داعيا إلى المساواة بين العمال التونسيين والفرنسيين واطلق بالتوازي مع ذلك الدعوات للاستقلال عن المحتل الفرنسي.
ومن ثمرات مساره النقابي تاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946. ولكي تكتسب المنظمة طابع الاتحاد والتعاون والانتشار نادى مجموعة من الشيوخ الزيتونيين لحضور التأسيس ومن أبرزهم محمد الفاضل ابن عاشور الذي أسندت إليه الرئاسة الشرفية للاتحاد.
ومنذ تاسيس المنظمة برز فرحات حشاد وطنياً ودولياً كزعيم وطني بارز ومناضل سياسي محنك ومصلح اجتماعي قوي ولعب الاتحاد العام لعمال تونس بقيادته دورا مهما في توجيه الحركة النقابية والشعبية بالتوازي مع مقاومة المستعمر الفرنسي. ومع صعود الاتحاد التونسي للاتحاد الدولي لاتحادات العمال الحرة سنة 1949 بدا حشاد في حضور المؤتمرات الدولية ولم يقتصر نشاطه النقابي على تونس اذ وضع من ضمن اهتماماته تشجيع بعث اتحادات عمالية في المغرب والجزائر واتحاد مستقل في ليبيا تمهيدا لاتحاد عمالي موحد.
وسنة 1952 عمد المستعمر الفرنسي بعد فشل المحادثات المباشرة حول الاستقلال في تلك الفترة الى اعتقال عدد من الزعماء الوطنيين واصدر قوانين الطوارىء وحظر التجوال ومنع كل الانشطة السياسية فظهر دور اتحاد العمال بقيادة حشاد في قيادة المقاومة ضد الاحتلال وسافر الى بروكسيل وواشنطن ونيويورك لايصال صوت تونس اثناء مناقشة موضوع استقلال تونس والمغرب في مجلس الامن.
وازعج نشاط حشاد المتزايد سلطات الاحتلال الفرنسي التي اضحت تفكر في طريقة للتخلص منه وبدات في تلك الفترة ترد تهديدات عليه وعلى افراد اسرته من قبل افراد عصابة اليد الحمراء الفرنسية.
وفي صبيحة يوم 5 ديسمبر من سنة 1952 تم تنفيذ الاغتيال عن طريق افراد تلك العصابة اذ تبعت سيارته سيارتان على مقربة من ضاحية رادس التي كان يقطن بها انذاك واطلق افراد العصابة على حشاد وابلا من الرصاص الى ان تاكدوا من استشهاده.
وعند اذاعة نبأ الاغتيال ظهر ذلك اليوم اجتاجت المظاهرات عددا من مدن العالم من الدار البيضاء الى القاهرة ودمشق وبيروت وكاراتشي وجاكرتا وامتدت الى مدن اوروبية على غرار ميلانو وبروكسيل وستوكهولم وتحولت في الدار البيضاء الى اعمال عنف راح ضحيتها ما يقارب عن 40 شخصا.