الشارع المغاربي – قسم التحاليل والمتابعات الإخباريّة : نشرت الصفحة الرسميّة للاتحاد العام التونسي للشغل على موقع “فيسبوك”، اليوم الاثنين 4 افريل 2018، رسما كاريكاتوريا وظّفته للتهكّم من الحملة التي أطلقتها حكومة يوسف الشاهد مؤخرا تحت شعار “إيجا نفهمو الإصلاحات الكبرى”، غير أنّ هذا التشبيه الساخر أسقط الاتّحاد في إعادة إنتاج صورة دونيّة للمرأة.

ويتضمّن الكاريكاتير شخصا كُتب عليه أنه يُمثّل “دائرة الاتّصال بالحكومة” بصدد رسم بورتريه لامرأة تجلس أمامه تُمثّل الإصلاحات الكبرى وقد صُوِّرت بأقبح وأبشع ما يكون، في حين تُجسّد الصورة المنقولة على اللوحة في هيئة “الجوكندا” أو “الموناليزا” التي تُعدّ أشهر اللوحات الفنيّة وأغلاها عبر التاريخ.

والواضح أنّ الاتّحاد، أو على الأقلّ من كلّفه بإدارة صفحته الرسميّة على موقع “فيسبوك”، قد أراد السخرية من الإصلاحات التي تعتزم الحكومة القيام بها، فاختار عنوانا للكاريكاتير يقول: “إيجا نفهمو الإصلاحات الكبرى للحكومة”. ومن ثمّة حاول تبيان أنّها “إصلاحات فاسدة وقبيحة” على خلاف ما تريد الحكومة ترويجه وتلميعه من إجراءات. وفي هذا الصدد لفّ وجه المرأة كمّ هائل من المساحيق ومواد التجميل المتراكمة التي لم تتمكّن من إخفاء قبح تلك المرأة المتمثلة في إصلاحات الحكومة، بل عمّقت في إظهار بشرتها الدميمة ووجهها الشيطاني وملامحها اللعوب.

والغريب أنّ اتّحاد الشغل قد سقط بذلك، من حيث يدري أو لا يدري، في تكريس صورة دونيّة بالغة للمرأة، بصرف النظر عن مقاصده في انتقاد سياسة الحكومة والسخرية من إصلاحاتها الكبرى. وهو ما لا يجوز أخلاقيّا أو سياسيّا البتّة، ولاسيما في تونس التي يُرفع فيها شأن المرأة ودورها في النهوض بالمجتمع والإسهام في بنائه. كما يستبطنُ تصوّرا ذكوريا فجّا للمجتمع التونسي، إذ أنّه ينحو إلى تجسيد كلّ ما هو قبيح وبشع في هيئة امرأة.

وفي المحصّلة، فإنّ هذه السقطة المريعة إنّما تستوجب أن يُسارع اتّحاد الشغل إلى محاسبة من يُريد من داخل هياكله تلويث المنظمة النقابيّة العريقة بهذه الممارسات التحقيريّة والذكوريّة البالية، لاسيما أنّه يُفترض أن يكون الاتّحاد أوّل من يُندّد بتكريسها وترويجها.