الشارع المغاربي: اعلن الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الاربعاء 26 جانفي 2022 عن احياء الذكرى 44 لأحداث 26 جانفي 1978 بمقر الإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي تونس.

ويتزامن اليوم الارعاء 26 جانفي مع مرور 44 سنة على أحداث ما يُعرف بالخميس الأسود والذي شهدت فيه البلاد صدامات ومواجهات دامية بين قوات الامن والجيش من جهة والمتظاهرين الذين يقودهم الاتحاد العام التونسي للشغل من جهة اخرى.

وجاءت هذه الاحداث نتيجة تصدع العلاقة بين الحزب الدستوري الحاكم وزعيمه انذاك الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة والاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان يقوده في تلك الفترة الزعيم النقابي الحبيب عاشور نتيجة مطالب عمالية ونقابية قابلها النظام الحاكم انذاك بالتصعيد والقمع خاصة بعد اعلان الاتحاد الاضراب العام يوم 26 جانفي من سنة 1978.

وتزامنت تلك الفترة مع بروز صراعات داخل أجنحة السلطة لخلافة الحبيب بورقيبة ودخول الحبيب عاشور أمين عام اتحاد الشغل بوصفه شخصية وطنية كطرف في ذلك الصراع مما جعل علاقة اتحاد الشغل تتأزم مع بورقيبة حسب ما يؤكده بعض المؤرخين.

ويوم 26 جانفي من سنة 1978 خرج الالاف من التونسيين في مسيرات احتجاج على الأوضاع المتردية بعد اعلان الاتحاد الاضراب العام للمطالبة بالحريات والحقوق العمالية ورفض توجهات النظام القائم انذاك بزعامة بورقيبة ووزيره الاول الهادي نويرة القائمة على الانفتاح الاقتصادي.

وفي ذلك اليوم فرضت قوات الجيش والأمن حصارا أمنيا وعسكريا على مناطق الاحتجاج وطوقت الشوارع ومقرات اتحاد الشغل ولم تترد في استعمال الذخيرة الحية في مواجهة تلك الاحتجاجات فكانت حصيلة ذلك “الخميس الأسود” سقوط ما بين 250-500 ضحية بين قتيل وجريح .

وتؤكد تقارير مستقلة ان حوالي 400 شهيد سقطوا في الأحداث وجُرح أكثر من ألف مواطن نتيجة المواجهات بين الجيش والأمن من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى في حين أقرت حكومة الهادي نويرة بسقوط 52 شهيدا و365 جريحا فقط..

واعقب ذلك حملة اعتقالات واسعة شنها النظام على قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل برئاسة الحبيب عاشور وأدخِلوا السجون حيث خضع العديد منهم للتعذيب وحوكموا أمام محكمة أمن الدولة بتهم التخريب والقتل وصدرت في شأنهم احكام بالسجن والاشغال الشاقة.