الشارع المغاربي-حمزة الحسناوي: بلغ التّنافس في سياق الانتخابات البلديّة التي تفصلنا عنها أيام لا غير أشدّه، وإنخرط فيه لا فقط زعماء الاحزاب الذين نزل جلهم بثقله لمحاولة صناعة الفارق وضمان أوفر حظوظ الفوز لمرشّحيها بل وكذلك رئيسا الجمهورية والحكومة والوزراء .

رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اختار أن يتخلى عن حياده الذي يفرضه منصبه كرئيس لجميع التونسيين ليمنح جرعة من الأكسيجين لحزبه نداء تونس عسى ان تُمثل دفعا لقائماته في استحقاق 6 ماي .

كيف شارك الباجي في الحملة الانتخابية لنداء تونس ؟

حاول رئيس الجمهورية ان تكون مشاركته في دعم نداء تونس بطريقة ذكية وغير مباشرة ، اذ صرح إثر افتتاح صالون الإبتكار في الصناعات التقليدية أنه ليس مستقلّا مُذكرا بأنّه مؤسس نداء تونس ولم يُفوت الفرصه ليربط بين تأسيس الحزب ودعوة التونسيين إلى التصويت بكثافة في الإنتخابات، وضمنيا الدعوة للتصويت بكثافة لحزبه.

من جهتها نشرت صفحة حركة نداء تونس المرسى بــ”فايسبوك” والمخصصة للترويج للحملة الانتخابية للحزب صورا لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وهو يتجوّل في ضاحية المرسى مرفوقا بعدد من الأعوان ، والفسحة ،الاولى من نوعها منذ تقلده منصبه ، تحمل بين طياتها بعدا انتخابيا وهي لا تعدو ان تكون اذن سوى عملية اتصالية تندرج في اطار حملة النداء .

الى ذلك عكس إقرار الباجي قائد السبسي عفوا عن عدد من المحكوم عليهم في جرائم شيكات بلا رصيد ، مساهمة في الحملة الانتخابية لنداء تونس  بالنظر الى توقيت اصدار هذا العفو الذي جاء في مناسبة (عيد الشغل) لم تعتد رئاسة الجمهورية إصدار قرارات مماثلة فيه. ولا يستبعد اذن ان يمثل العفو  طُعما انتخابيا من شأنه ان يستقطب مزيدا من الأصوات لصالح نداء تونس الحزب الذي يقوده نجله حافظ .

وتزامن دخول الباجي قائد السبسي على أطراف الأصابع حملة النداء واستحضاره الناعم صورة الزعيم المؤسس للحزب ،مع عجز الحركة منذ انطلاق الحملات الإنتخابية على تنظيم إجتماع جماهيري واحد لأيّة من قائماته الـ350 المترشحة، في ظل غياب خطيب قادر على جلب وشدّ الناخبين وإقناعهم.

والأكيد ان الخوف من انتكاسة شبيهة بتلك التي عاشها الحزب في الانتخابات الجزئية التي احتنضتها دائرة ألمانيا ، وراء دخول رئيس الجمهورية معترك الحملة الانتخابية وان كان ذلك بشكل خافت ،فانه خلفيات انقاذ والحشد للحزب واضحة وضوح الشمس.