الشارع المغاربي: تطرقت صحيفة “لوموند” الفرنسية اليوم الاثنين 10 ماي 2021 الى ازمة الاوكسيجين التي تعيش على وقعها تونس نتيجة ارتفاع الطلب في المستشفيات على خلفية ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا .
وتحت عنوان “كورونا: تونس على وشك الاختناق” اكدت الصحيفة ان تونس اصبحت تجابه صعوبات في التكفل بمرضى الكوفيد وفي توفير الاوكسيجين للاصابات الخطيرة منها مذكرة بأن الحكومة التي ترددت في التشديد في الاجراءات في اوج ازمة اجتماعية اقرت يوم الجمعة المنقضي فرض حجر صحي شامل لمدة اسبوع من يوم 9 الى 16 ماي الجاري محذرة من ان المنظومة الصحية على وشك الانهيار.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور امان الله المسعدي عضو اللجنة العلمية ورئيس قسم الانعاش بمستشفى بن عروس تاكيده ان الوضعية خطيرة جدا وان عدد المرضى بالمستشفيات تضاعف تقريبا في ظرف شهر واحد.
ولفتت الى ان الطلب على الاوكسيجين تجاوز طاقة انتاج البلاد والى ان ذلك حتم عليها التوجه نحو السوق الاوروبية ثم اخيرا نحو الجزائر.
ونقلت عن الدكتور المسعدي تاكيده ان استهلاك الاوكسيجين بالمستشفيات تضاعف بين 4 و6 مرات.
واشارت الى ان منتجي الاوكسجين بتونس وهما Air Liquide و Linde Gas ينتجان حوالي 100 الف لتر في اليوم والى ان حاجات المستشفيات ارتفعت الى 170 الف لتر في اليوم مبرزة ان توفير كمية 70 الف لتر يشكل تحديا يوميا.
واكدت ان العشرات من العمال في المصنع التابع لمؤسسة Linde Gas بالمغيرة يعملون 24 ساعة على 24 لتزويد المؤسسات الصحية بحاجاتها من الاوكسيجين عبر شاحناتها الصهريج التي تجوب الطرقات يوميا مشيرة الى ان مراقبة خزانات المستشفيات تتم بصفة مستمرة والى انها تتم عن بعد.
وكشفت ان المنتجين اضطروا الى توريد كميات من ايطاليا وفرنسا منذ شهر اكتوبر والى ان الذروة التي حصلت خلال شهر فيفري حتمت اللجوء الى السوق الجزائرية.
ولفتت الى ان شاحنات تتحول الى الحدود الجزائرية وتنتظر احيانا ساعات طويلة وصول الشاحنات الجزائرية لملء خزاناتها مذكرة بانه لا يمكن للشاحنات الجزائرية دخول الحدود التونسية بسبب الاجراءات المتعلقة بالوقاية من فيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة عن وجدي بالرايس المدير التجاري لمؤسسة Linde Gas تحذيره من حصول ازمة اوكسيجين وعدم القدرة على تلبية الحاجات اذا واصل نسق الطلب الارتفاع مرجحا ان تبلغ الحاجات العادية من الاوكسيجين 200 الف لتر يوميا.
واضافت انه اعتبر ان الوضعية وان كانت حاليا تحت السيطرة فانها تبقى هشة بسبب ارتهانها لبلدان الجوار لافتا الى ان هذه البلدان قد تقطع التصدير نحو تونس في اية لحظة بالنظر لوضعياتها الخاصة.
واشارت الصحيفة الى ان من مظاهر صعوبات التزود بالاوكسيجين نقل العشرات من المرضى ليلا من احد المستشفيات الرئيسية بصفاقس خلال الاسبوع الماضي الى مستشفيات اخرى بسبب نقص خطير في الاوكسيجين.
وذكرت الصحيفة بان تونس شهدت في شهر افريل المنقضي ذروة جديدة لتفشي فيروس كورونا وبانها تسجل عشرات الوفيات يوميا مشيرة الى ان تونس التي تعد 12 مليون ساكن سجلت قرابة 321 الف اصابة منها اكثر من 11 الف وفاة.
واضافت ان اكثر من 500 مريض يوجد تحت العناية المركزة لافتة الى ان هذا الرقم غير مسبوق.
ولفتت الى ان حملة التلقيح التي انطلقت خلال شهر مارس المنقضي لم تبلغ النسق المطلوب بسبب اشكاليات التزود بالتلاقيح والخلل في منظومة ايفاكس المخصصة للتسجيل في التلقيح مشيرة الى ان 333 الف شخص تلقوا على الاقل جرعة من اللقاح في ظرف شهرين مشددة على ان هذا الرقم غير كاف لوقف انتشار السلالات المتحورة الاكثر خطورة من الفيروس.
واكدت انه في وقت تهدد البلاد موجة رابعة من تفشي العدوى تنضاف ازمة نقص الاوكسيجين الى حالة الانهاك التي اصابت الاطارات الطبية في منظومة صحية هشة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور المسعدي قوله “اذا لم يعد بوسعنا توفير الاوكسيجين للمرضى فان ذلك سيشكل مأساة ونحن لا يمكننا بلوغ هذه المرحلة.”