الشارع المغاربي: وصف نائب وزير الدفاع الجزائري، وقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، دعوات الخروج إلى الشارع بـ”النداءات المشبوهة ظاهرها التغني بالديمقراطية، وباطنها جرّ هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة”، وذلك رداً على المظاهرات المعارضة لترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة التي تجتاح عددا من المدن الجزائرية منذ أسبوع، في خطوة اعتبرت “انحيازا” من المؤسسة العسكرية لبوتفليقة و”مباركة” لخيار الاستمرارية.
وهدد قايد صالح باستعمال القوة ضد المتظاهرين، مما دفع وزارة الدفاع في وقت لاحق إلى سحب التهديد، حسب ما أفادت وسائل اعلام محلية. وتساءل خلال لقائه بمسؤولي وحدات عسكرية، بمدينة تمنراست جنوب البلاد،أمس الثلاثاء “هل يعقل أن يتم دفع بعض الجزائريين نحو المجهول.. وجرّ هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة بل غير مؤمنة العواقب… مسالك لا تؤدي لخدمة مصلحة الجزائر ولا تحقيق مستقبلها المزدهر؟”.
كما حذّر قائد أركان الجيش “دعاة التغيير والإصلاح”، موضّحا أن “الجيش بحكم المهام الدستورية المخولة له، يعتبر كل من يدعو إلى العنف بأية طريقة كانت تحت أي مبرر وفي ظل أي ظرف، إنسانا يجهل أو يتجاهل رغبة الشعب الجزائري في كنف الأمن والأمان”.
وجاء تعليق قايد صالح وهو أحد أهم حلفاء بوتفليقة، ليغلق الباب أمام أي احتمال لتراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، استجابة لرغبة المعارضين لبقائه في السلطة، خاصة بعد تأكيد مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال، أنّ بوتفليقة سيقدّم ملف ترشحه رسميا أمام المجلس الدستوري، يوم الأحد المقبل 3 مارس، وهو آخر يوم لتقديم الترشحات.
في المقابل، وفي تحرك غير مسبوق طلبت وزارة الدفاع في وقت لاحق من كل وسائل الإعلام عدم نشر تهديد قايد صالح.وتم سحب مقطع “التهديد” من خطابه من كل المواقع والصحف الإلكترونية، بما فيها موقع الإذاعة والتلفزيون الحكوميين.
وأفادت وسائل اعلام محلية بأن مسؤولاً في وزارة الدفاع، طلب من المؤسسات الإعلامية في البلاد لا سيما الرسمية عدم نشر هذا الجزء التصعيدي من الخطاب، دون مزيد من التفاصيل
يذكر أن الاحتجاجات السلمية المناهضة للعهدة الخامسة، تتواصل بالجزائر بعد أن انضم إليها طلبة الجامعات، وسط دعوات لمزيد من المظاهرات، من أجل مواصلة الضغط على السلطة للتخلي عن ترشيح بوتفليقة، في وقت أعلنت فيه عدة قوى وطنية، التحاقها بهذا الحراك الشعبي.ويتوقع أن يشهد يوم الجمعة غرة مارس تظاهرة “مليونية”.