الشارع المغاربي : أكّد المدير العام السابق للأمن العسكري والمخابرات الجنرال أحمد شابير أنّه لم يكن ولن يكون للجيش التونسي أيّ دور في الشأن السياسي وأنه لا يطمح للعب أيّ دور في هذا المجال وأنّه يكتفي بمهمته طبقا لدستور البلاد وقوانينها، معتبرا تصريحات وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي التي حمّل فيها السياسيين مسؤولية تأزّم الوضع بالبلاد واستشهاد عسكريين إثنين مؤخّرا “ناقوس خطر”.

وقال الجنرال شابير في حواره لأسبوعية “الشارع المغاربي” بعددها الصادر اليوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 “لكلّ طريقته الخاصة سواء كان سياسيا أو مواطنا عاديا في فهم تصريح الوزير، وشخصيا أرى أنّ في ذلك ناقوس خطر بمعنى أنّنا لا يجب أن نصل إلى مرحلة تصبح فيها العمليات الإرهابية أمرا عاديا.. وهنا وجب التنويه إلى أنّ الحرب على الإرهاب تعتمد على الحرب النفسية.. وما نلاحظه اليوم هو أنّه في الوقت الذي يُحقّق فيه الإرهابيون انتصارات ينشغل السياسيون بتبادل الاتهامات”.

وأضاف “ما يقلقنا ويقلق جميع المواطنين هو أن تُصبح ظاهرة الإرهاب أمرا عاديا.. ودليل ذلك أنّه تمّ تداول خبر استشهاد العسكريَيْن مؤخّرا في انفجار لغم بجبل الشعانبي بشكل عادي وكأنّه حادث مرور، ولم يتمّ تسجيل أّية ردّة فعل حول قضية وطنية.. وهذا مُقلق.. أن تُصبح العمليات الإرهابية بالنسبة للإعلاميين والسياسيين أحداثا عاديا فتلك بداية الانهزام بما يعني أننّا رضينا بوجود الإرهابيين بيننا.. “هام موجودين يعملو إلّي يحبّو.. صحّة ليهم وكهو”.. وما يُقلق أكثر هو الهزيمة النفسية أي أن نقبل الإرهاب ويُصبح بمثابة مرض نتعايش معه.. وأذكر أنّ كلّ الشعوب العربية في الستينات والسبعينات كانت تقف صفّا واحدا كلّما جدّت أيّة واقعة في فلسطين مثلا على عكس اليوم أصبحت تلك الأحداث عادية”.

وشدّد الجنرال على أنّ المؤسسة العسكرية ترفض التسيير أو التدخّل في التوجّهات السياسية للبلاد، مذكّرا بأن الجيش رفض التدخّل سابقا حتّى عندما عُرضت عليه السلطة.