الشارع المغاربي : كشف وزير الشؤون الخارجية السابق خميس الجهيناوي مساء اليوم الاربعاء 30 أكتوبر 2019 ، ان وزراء خارجية وكبار المسؤولين بالاتحاد الاوروبي اتصلوا به يوم امس لاستفساره وانهم سألوه عما حصل في اشارة الى قرار اقالته مؤكدا ان مثل هذا القرار لا يتخذ الا عند ارتكاب خطأ مهني جسيم لافتا الى انه جدد مطالبة من اتصل به من الدبلوماسيين الاجانب بمواصلة دعم تونس .
وحول تهمة “رجل التطبيع” التي تلاحقه ، اعتبرها “لوبانة وكلمة حق اريد بها باطل” على حد تعبيره.
واعترف الوزير السابق خلال حضوره مساء اليوم في برنامج “تونس اليوم” على قناة الحوار التونسي انه عمل كمستشار بمكتب الاتصال التونسي بتل ابيب وبانه كانت له مجرد فكرة عامة عن القضية الفلسطينية. وقال ان فتح مكتب الاتصال بتل ابيب تم في اطار مسار دولي لتحريك عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان المسار انطلق مع انتظام مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
واضاف انه بعد فشل مسار مدريد فُتحت قناة اوسلو لمفاوضات سرية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان الطرفين توصلا الى اعتراف متبادل لافتا الى ان ذلك تم في تونس وباشراف ومساهمة الديبلوماسية التونسية وبرعاية أبائها المؤسسين .
وتابع الجهيناوي “كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اَنذاك على اتصال يومي بالرئاسة التونسية وتم الاتفاق على ان تساند تونس وموريتانيا ومصر مسار اوسلو لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه”.
ودفاعا عن وصفه برجل التطبيع قال الجهيناوي “لم اذهب الى اسرائيل في نزهة فقد ارتأى اهل الذكر اَنذاك ارسال ديبلوماسي شاب الى تل ابيب لدفع ليس التطبيع فهذا حق اريد به باطل وانما لدفع الفلسطينيين والاسرائيليين لمواصلة مسيرة السلام”.
واوضح الجهيناوي انه التحق بتل ابيب يوم 26 ماي 1996 وانه بعد حوالي اسبوع انتظمت انتخابات تشريعية في اسرائيل مذكرا بانه خلافا لكل التوقعات التي كانت تمنح شمعون بيريز حظوظا اوفر للفوز برئاسة الحكومة جاء نتنياهو وانقلبت اجندة السلام وان تونس قررت حينها تخفيض تمثيلها الديبلوماسي في اسرائيل مؤكدا ان فتح مكتب الاتصال بتل ابيب تم بشرط تونسي يقضي بفتح مكتب اتصال مواز في غزة ايضا.
وتساءل الجهيناوي “اين التطبيع الذي يتحدث عنه البعض ويتهموننا به ؟ التطبيع يعني تبادل وفود ورجال اعمال ومسؤولين حكوميين فهل رأينا في تونس شيئا من هذا ؟” واضاف “اليوم تونس عضو بالامم المتحدة واسرائيل كذلك… واليوم تونس عضو بالاتحاد من اجل المتوسط واسرائيل ايضا وعندما يعقد هذا الاتحاد اجتماعا واجلس مقابل او بجانب ممثل اسرائيل فهل يعني ذلك ان تونس طبّعت معها ؟… انها اكراهات وضرورات العمل الدولي فهل تغيب تونس عن الاجتماعات الدولية بذريعة ان اسرائيل حاضرة ؟” مؤكدا ان لتونس ثوابت وان سياستها الخارجية تُصاغ اعتمادا على تلك الثوابت ومراعاة لاولويات الدولة التونسية.