الشارع المغاربي: نفى وليد الحجام الملحق بالدائرة الدبلوماسية برئاسة الجمهورية اليوم الاربعاء 14 جويلية 2021 وجود تأخر في عمل الرئاسة على مستوى الدور الدبلوماسي لجب التلاقيح المضادة لفيروس كورونا معتبرا ان الرئاسة “لم تتأخر في لعب دورها الدبلوماسي” وان “توفير التلاقيح ووضع إستراتيجية مجابهة الفيروس واجب المؤسسات الوطنية” وان “الديبلوماسية تساعد المجهود الوطني وليست هي الاصل”.
وعاد الحجام على الاختلاف الحاصل بين مؤسسة رئاسة الجمهورية والاتحاد العام التونسي للشغل حول طريقة ادارة الحوار الوطني مؤكدا ان “هناك اختلاف في الرؤى او في التصورات لطريقة ادارة الحوار” معتبرا ان حبال الود لم تنقطع لا مع الاتحاد ولا مع الاطراف التي وصفها بـ”الوطنية” وبأنها “تتمتع بقدر من المصداقية ومن النزاهة ومن نظافة اليد”.
وقال الحجام لدى حضوره في برنامج “ميدي شو”:”خلال الجائحة الصحية تساعد الديبلوماسية المجهود الوطني…رئاسة الجمهورية لم تتأخر في لعب دورها الديبلوماسي …يوم 5 جويلية تقرّر خلال الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية تكثيف عمل الرئاسة على المستوى الديبلوماسي وكان ذلك وفي ظرف 9 أيام فقط وبعد تدخّل من رئيس الجمهورية وصلت عديد المساعدات من دول صديقة وشقيقة تتمثل في 3 ملايين جرعة تلقيح والعديد من المعدات والتجهيزات الطبية”.
واضاف “منذ بداية الجائحة كان رئيس الجمهورية متابعا ومبادرا في إطار الإستراتيجية الوطنية لمجابهة فيروس كورونا …دور رئيس الجمهورية يكون عادة لدعم الإجراءات التي تتخذ على المستوى الوطني وهناك هياكل مهتمة بالشأن الحكومي والصحي ومن المفترض أن تكون اتصالات رئيس الجمهورية لتدعيم الجهد الوطني بمعنى أنّ تكون الجرعات التي وصلت الى تونس عبر رئاسة الجمهورية لتعزيز المجهود الوطني لا ان تكون هي الأصل… توفير التلقيح ووضع إستراتيجية لمجابهة كورونا هو واجب المؤسسات الوطنية وعليها الاعتراف بفشلها في صورة فشلت في ذلك …عندما انتفى التشويش على العمل الديبلوماسي لرئاسة الجمهورية كانت النتيجة جيدة…الاعانات التي أرسلتها الدول هي احترام لتونس ولشخص رئيس الجمهورية”.
وبخصوص علاقة مؤسسة رئاسة الجمهورية بمؤسسة رئاسة الحكومة قال الحجام” علاقة مؤسسة رئاسة الجمهورية بمؤسسة رئاسة الحكومة أو اية مؤسسة أخرى يضبطها الدستور..صلاحيات وحدود كل مؤسسة واضحة في الدستور والقوانين ..نحن لسنا في نزاع او منافسة او مبارزة ..ندعو صراحة لاحترام الصلاحيات والتعهدات والالتزامات وتكون العملية أخلاقية يعنى أخلقة العلاقات والتعامل …مؤسستا الجمهورية والحكومة مؤسسات دولة ويعملان في اتجاه واحد ولكن ان كانت هناك اخلالات او تدخلات أو محاولات للتدخل في صلاحيات اية مؤسسة فالفيصل بيننا هو الدستور …حتى نحن في مؤسسة الجمهورية لا نرضى ان نتدخل في صلاحيات المؤسسات الاخرى”.
وتابع “عندما نتحدث عن أخلقة العلاقات ليس المستهدف رئاسة الحكومة فقط ..عندما نتحدث عن أخلقة العلاقات او التعهد بالالتزامات فنحن لا تقصد شخصا بعينه أو مؤسسة بعينها ولكن هذا مبدأ عام يتشبث به رئيس الجمهورية ..لا يمكن شخصنة العملية “.
وفي ما يتعلق بالازمة السياسية والحلول المستوجبة وخاصة مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل قال الحجام :” أعيدها وأكررها مؤسسة رئاسة الجمهورية ليست طرفا في خلق الازمة …رئيس الجمهورية حريص على ان يكون في مقدمة القوى الوطنية التي تدفع في اتجاه التوصل الى حل للوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكن وفق ضوابط معينة : اولا لا بد ان يكون هناك تصوّر جديد لطريقة الحوار ..البعض لام سعيّد وتحدثوا عن اتهامه بعض الاطراف باللاوطنية وهذا غير صحيح .رئيس الجمهورية يحترم كل الاطراف سواء منها المشاركة في الحوار الوطني السابق او الحالي ولم يشكك في وطنية الاطراف الراعية للحوار الوطني وكما قال سعيّد لسنا في موقع توزيع صكوك الوطنية” .
واضاف الاتحاد مؤسسة وطنية عتيدة نعتز ونفتخر بها وليس هناك اي انقطاع في التواصل بينه ومؤسسة رئاسة الجمهورية ..بمكن ان يكون هناك اختلاف في الرؤى او في التصورات لطريقة ادارة الحوار ..هناك اقتراح واقتراح مضاد ..نرجو ان نصل الى وضعية او وثيقة تصوّر مشترك يمكننا من ايجاد الحل ولكن مؤسسة الرئاسة ورئيس الجمهورية متمسكان بالحوار “.
وفي تعليقه على تصريح سعيّد الاخير حول وجود جوائح سياسية قال الحجام “لا يمكننا انكار وجود عديد المشاكل بالمجال السياسي في تونس..كلام سعيّد يعنى ان هناك مشاكل سياسية وفساد وعدم التزام بالتعهدات والعديد من الاشياء التي يعلمها القاصي والداني ولابد من معالجتها ولذلك أعيد واؤكد ان الحوار الذي دار سابقا حوار محترم والاطراف التي شاركت فيه او رعته محترمة ولكن الطريقة والصياغة والفكرة التي كانت موجودة سابقا لم تعد تنطبق على الوضعية الحالية ..المشاكل الحالية ليست المشاكل التي كانت موجودة سابقا”.
واضاف “في مؤسسة الرئاسة لسنا في موقع فرض اي تصوّر او أية طريقة للحوار ..نحن في موقع تشاركي ورئيس الجمهورية يحاول التحدث مع الاطراف التي يمكن ان تكون فاعلة وتقدم حلولا وتصورات حقيقة وأفكار جادة ووطنية يمكن ان تخرج البلاد من أزمتها .اما ان نتحدث ونتحاور مع بعض الاشخاص الذين تتعلق بهم شبهات فلا يمكن ان يتحملوا المسؤولية او ان يساهموا مساهمة فاعلة في اخراج البلاد من أزمتها”.
وتابع الحجام “هناك مبدأ اعتقد اننا تتشارك فيه كل الاطراف وهو ان حل المشكل لا يمكن ان يكون مع صاحب المشكل او الفاسد او مع من تحوم حوله شبهات او مع من لا يؤمن بالحوار ..هناك أطراف وجهات معلومة للجميع …هناك معايير تمكننا فعلا من التوصل الى حل …والحوار ليس لمجرد الحوار أو لالتقاط صور تذكارية …هناك حلول وهذه البلاد لن تعقر أبدا وهو ما شاهدناه في ازمة كورونا وخاصة في جلب التلاقيح .. عند الازمات اجتمعت كل الاطراف وحلّت المشاكل ..الامل دائما موجود وحتى في ازمة الكوفيد رئيس الجمهورية كان دائما يؤكد على ان مساعدات الدول الصديقة والشقيقة هي دعم للمجهودات الوطنية وعلى ان له ثقة في الجهود الوطنية لذلك فإن حل الازمات الاخرى ايضا تُحل بالايادي التونسية “.
وواصل “بالنسبة للازمة السياسية ليست القاعدة ان تحل رئاسة الجمهورية كل المشاكل ..فعلى من خلق المشاكل حلها ..رئيس الجمهورية طرف رئيسي في التوصل الى حل سياسي وسنتوصل الى حل ولكن لا بد من الاتفاق اولا على كيفية التوصل الى حل وما هي المواضيع التي سيتم التطرق اليها لان المشكل ليس في الحوار من أجل ايجاد حلول للمشاكل الظرفية..حبال الود لم تنقطع لا مع الاتحاد العام التونسي للشغل ولا مع الاطراف الوطنية التي تتمتع بقدر من المصداقية ومن النزاهة ومن نظافة اليد …الاتصالات متواصلة وكانت لرئيس الجمهورية لقاءات مع الامين العام لاتحاد الشغل ورئيس البرلمان واتصالات مع اطراف سياسية اخرى ..الانفتاح موجود ولكن الحل ليس في ايجاد حلول لمشاكل ظرفية وبعد سنة او سنتين نعود لنفس المشاكل ..هناك مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة في تونس يجب وضعها على الطاولة”.