الشارع المغاربي – الحلول‭ ‬البديلة‭ ‬لسياسة‭ ‬التبادل‭ ‬الحر‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالقطاعات‭ ‬الاستراتيجية - بقلم: أحمد بن مصطفى

الحلول‭ ‬البديلة‭ ‬لسياسة‭ ‬التبادل‭ ‬الحر‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالقطاعات‭ ‬الاستراتيجية – بقلم: أحمد بن مصطفى

26 أبريل، 2019

الشارع المغاربي : ‭ ‬تتسارع‭ ‬الخطى‭ ‬الحكومية‭ ‬الهادفة،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬لتمرير‭ ‬اتفاق‭ ‬التبادل‭ ‬الحر‭ ‬الشامل‭ ‬والمعمق‭ ‬بشكل‭ ‬ناعم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفكيكه‭ ‬الى‭ ‬قوانين‭ ‬عديدة‭ ‬شرع‭ ‬في‭ ‬اعتمادها‭ ‬منذ‭ ‬2016‭ ‬ومن‭ ‬آخرها‭ ‬القانون‭ ‬الافقي‭ ‬لتحفيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬المزمع‭ ‬اعتماده‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬والذي‭ ‬يتسم‭ ‬بخطورة‭ ‬شديدة‭ ‬باعتبار‭ ‬انه‭ ‬سيفتح‭ ‬المجال‭ ‬لا‭ ‬فقط‭ ‬لتوسيع‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬لكافة‭ ‬السلع‭ ‬الزراعية‭ ‬والصناعية‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬سيسمح‭ ‬للمستثمرين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬والاجانب‭ ‬لاستباحة‭ ‬كافة‭ ‬قطاعات‭ ‬العمل‭ ‬الخدمية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬كمية‭ ‬او‭ ‬إدارية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التعليم‭ ‬بكافة‭ ‬اصنافه‭ ‬و‭ ‬المرافق‭ ‬والصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلاحية‭.‬ ‭ ‬وبموجبه‭ ‬سيصبح‭ ‬ممكنا‭ ‬تغيير‭ ‬صبغة‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الخصبةوتحويل‭ ‬وجهتها‭ ‬من‭ ‬الأغراض‭ ‬الغذائية‭ ‬الى‭ ‬الأغراض‭ ‬الصناعية‭ ‬والسياحية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الزراعات‭ ‬التصديرية‭ ‬الأجنبية‭ ‬كالزيوت‭ ‬والفواكه‭ ‬والزراعات‭ ‬الطاقية‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أولوية‭ ‬تحقيق‭ ‬الامن‭ ‬الغذائي‭ ‬للتونسيين‭ ‬ومواردنا‭ ‬المائية‭ ‬الشحيحة‭ ‬والزراعات‭ ‬التصديرية‭ ‬التونسية‭ ‬وقطاع‭ ‬الفلاحة‭ ‬المحتضر‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬ ويلغي‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬الجديد‭ ‬شرط‭ ‬الزامية‭ ‬تشغيل‭ ‬التونسيين‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬ليس‭ ‬مقاومة‭ ‬البطالة‭ ‬بل‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬للأجانب‭ ‬لمزيد‭ ‬تكريسها‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الأجور‭ ‬باستقدام‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬منحهم‭ ‬الحوافز‭ ‬والامتيازات‭ ‬للسطو‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬تونس‭ ‬وثرواتها‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭.‬
مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬تونس
للتذكير‭ ‬سبق‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬اعتماد‭ ‬قانون‭ ‬السلامة‭ ‬الصحية‭ ‬وجودة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وأغذية‭ ‬الحيوانات‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬لأوروبا‭ ‬باحتكار‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المذكورة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬شرط‭ ‬الاستجابة‭ ‬للمعايير‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬المنافسة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬المنتجة‭ ‬بتونس‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬‮«‬أليكا‮»‬‭ ‬تؤدي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الامر‭ ‬الى‭ ‬إقامة‭ ‬حواجز‭ ‬جديدة‭ ‬امام‭ ‬السلع‭ ‬التونسية‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬الوطنية‭. ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬وقانون‭ ‬استقلال‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وقانون‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الموجهة‭ ‬لخوصصة‭ ‬المرافق‭ ‬العمومية‭ ‬واعتماد‭ ‬القوانين‭ ‬والمعايير‭ ‬الأوروبية‭ ‬وتوفير‭ ‬الحوافز‭ ‬والإعفاءات‭ ‬والحماية‭ ‬المشطة‭ ‬للأجانب‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يمس‭ ‬بالسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وبالأمن‭ ‬القومي‭ ‬التونسي‭ ‬وبكيان‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭.‬ وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الشركات‭ ‬الأوروبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الادوية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬ترخيص‭ ‬تونسي‭ ‬لترويج‭ ‬سلعها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية‭ ‬وذلك‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬موقع‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬مع‭ ‬الديوان‭ ‬الأوروبي‭ ‬لبراءات‭ ‬الاختراع‭ ‬دخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بأمر‭ ‬صادر‭ ‬بالرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬عدد39‭ ‬بتاريخ‭ ‬16‭ ‬ماي2017‭. ‬ويترتب‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬منح‭ ‬الجانب‭ ‬الأوروبي‭ ‬حق‭ ‬الانفراد‭ ‬بأسناد‭ ‬تراخيص‭ ‬الترويج‭ ‬والحماية‭ ‬للأدوية‭ ‬الأوروبية‭ ‬بتونس‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجرد‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬احقيتها‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬الادوية‭ ‬الأقل‭ ‬كلفة‭ ‬او‭ ‬تصنيعها‭ ‬محليا‭ ‬مما‭ ‬يلغي‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬ويفضي‭ ‬الى‭ ‬احتكار‭ ‬أوروبي‭ ‬للسوق‭ ‬التونسية‭ ‬سيمتد‭ ‬تدريجيا‭ ‬لكافة‭ ‬أصناف‭ ‬البضائع‭.‬ وهكذا‭ ‬يتضح‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬أليكا‮»‬‭ ‬بالتبادل‭ ‬الحر‭ ‬بل‭ ‬انها‭ ‬تفرض‭ ‬بدون‭ ‬مقابل‭ ‬شكلا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬والحواجز‭ ‬أمام‭ ‬السلع‭ ‬التونسية‭ ‬والأجنبية‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬التونسية‭ ‬وذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لقوانين‭ ‬تبنتها‭ ‬تونس‭ ‬والحال‭ ‬انها‭ ‬ستتسبب‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬سيادتها‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬نسيجها‭ ‬الانتاجي‭. ‬وبهذه‭ ‬الأساليب‭ ‬الملتوية‭ ‬سيصبح‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الخطير‭ ‬امرا‭ ‬واقعا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬وفقا‭ ‬لتعهدات‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تستمر‭”‬المفاوضات‭” ‬الوهمية‭ ‬كمجرد‭ ‬غطاء‭ ‬لهذا‭ ‬المخطط‭ ‬المرتبط‭ ‬بالصفقة‭ ‬المعروفة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ومجموعة‭ ‬السبع‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد‭ ‬ماليا‭ ‬وسياسيا‭ ‬في‭ ‬افق‭ ‬الانتخابات‭ ‬القادمة‭ ‬مقابل‭ ‬تعهده‭ ‬بإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لهذا‭ ‬الملف‭ ‬وكذلك‭ ‬لاتفاق‭ ‬الهجرة‭ ‬و‭”‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحركية‭ ‬والشباب‭” ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬خطورة‭ ‬لأنه‭ ‬يكرس‭ ‬السيطرة‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬ثروتنا‭ ‬البشرية‭ ‬بإرساء‭ ‬مبدا‭ ‬تسهيل‭ ‬الهجرة‭ ‬الانتقائية‭ ‬للكفاءات‭ ‬والطلبة‭ ‬والشباب‭ ‬التونسي‭ ‬المتعلم‭ ‬باتجاه‭ ‬أوروبا‭ ‬مقابل‭ ‬تحميل‭ ‬تونس‭ ‬وبلدان‭ ‬جنوب‭ ‬المتوسط‭ ‬أعباء‭ ‬وتبعات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭.‬ ولمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كافيا‭ ‬ان‭ ‬تواصل‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬والأحزاب‭ ‬الوطنية‭ ‬مجرد‭ ‬التنديد‭ ‬بسياسة‭ ‬تثبيت‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأوروبية‭ ‬الغربية‭ ‬الشاملة‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬تكريسها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحكومة‭ ‬واللوبيات‭ ‬وقطاع‭ ‬الاعمال‭ ‬التونسي‭ ‬المرتبط‭ ‬مصلحيا‭ ‬بالخارج،‭ ‬بل‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نستطلع‭ ‬سبل‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات‭ ‬وبيان‭ ‬الخطوات‭ ‬العملية‭ ‬الممكن‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬في‭ ‬الآماد‭ ‬القريبة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والبعيدة‭ ‬دون‭ ‬التقيد‭ ‬بالاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬وذلك‭ ‬سعيا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬تونس‭ ‬العليا‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬عبر‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬والآليات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وبما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الدستور‭.‬ ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬مسبقا‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬وصفات‭ ‬سحرية‭ ‬وفورية‭ ‬كفيلة‭ ‬بتمكين‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬ومراجعة‭ ‬خياراتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وفقا‭ ‬لمصالحها‭ ‬سيما‭ ‬ان‭ ‬الامر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجرد‭ ‬ازمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬عابرة‭ ‬بل‭ ‬يتنزل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬موازين‭ ‬قوة‭ ‬مختلة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬شمال‭ ‬جنوب‭ ‬تم‭ ‬تكريسها‭ ‬غداة‭ ‬الاستقلال‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تخلي‭ ‬تونس‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬عن‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ومنوال‭ ‬التنمية‭ ‬المتصل‭ ‬به‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬الاستعمار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬انتاجي‭. ‬ وسأقدم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬ان‭ ‬تطرقت‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬او‭ ‬مساهمات‭ ‬خلال‭ ‬ندوات‭ ‬فكرية‭ ‬ومنها‭ ‬الندوة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬مؤسسة‭ “‬روزالوكسنبور‭” ‬الأسبوع‭ ‬المنقضي‭ ‬في‭ ‬افق‭ ‬الجولة‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬‮«‬أليكا‮»‬‭ ‬المبرمجة‭ ‬لآخر‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬أثناءها‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬باعتبار‭ ‬حساسيته‭ ‬والمخاطر‭ ‬المحدقة‭ ‬به‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المخاوف‭ ‬الجمة‭ ‬التي‭ ‬يثيرها‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الفلاحين‭ ‬والهيئات‭ ‬الممثلة‭ ‬لهم‭ ‬التي‭ ‬تعيب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬عدم‭ ‬اكتراثها‭ ‬بمعاناتهم‭ ‬وبالتهديدات‭ ‬المسلطة‭ ‬عليهم‭.‬ وسنذكر‭ ‬أولا‭ ‬بالأوضاع‭ ‬المتردية‭ ‬للفلاحة‭ ‬التونسية‭ ‬ومشاكلها‭ ‬الهيكلية‭ ‬المتراكمة‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬نتيجة‭ ‬الإهمال‭ ‬المتعمد‭ ‬من‭ ‬النظم‭ ‬والحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بشكل‭ ‬ممنهج‭ ‬لجعل‭ ‬تونس‭ ‬دولة‭ ‬تابعة‭ ‬للخارج‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬حاجاتها‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬الحيوية‭ ‬وكذلك‭ ‬حاجاتها‭ ‬من‭ ‬البذور‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تبعيتها‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬الغذائي‭ ‬والتثمين‭ ‬الصناعي‭ ‬لثرواتها‭ ‬الفلاحية‭.‬
الواقع‭ ‬المفزع‭ ‬للفلاحة‭ ‬التونسية‭ ‬والمخاطر‭ ‬المحدقة‭ ‬بها
تظل‭ ‬الفلاحة‭ ‬قطاعا‭ ‬مركزيا‭ ‬بتونس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مساهمتها‭ ‬بنسبة‭ ‬8،5‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬وهي‭ ‬تستوعب‭ ‬15‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬رسمي‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينات‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬تجربة‭ ‬التعاضد‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬أولوية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬الغذائي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬احدى‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬التنموية‭ ‬لمرحلة‭ ‬الستينات‭. ‬وظلت‭ ‬الدولة‭ ‬حريصة‭ ‬نسبيا‭ ‬منذ‭ ‬تأميم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلاحية‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬صارمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬منع‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬امتلاكها‭ ‬او‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيها‭ ‬الا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الكراء‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬وفي‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬القانون‭.‬ وفي‭ ‬غمرة‭ ‬التوجهات‭ ‬الليبيرالية‭ ‬لمرحلة‭ ‬التسعينات‭ ‬اتجهت‭ ‬تونس‭ ‬بضغط‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬العولمة‭ ‬الزراعية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬وارغام‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للزراعات‭ ‬الصناعية‭ ‬والتصديرية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬مبدا‭ “‬الميزات‭ ‬التفاضلية‭”. ‬وأدى‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬تهميش‭ ‬صغار‭ ‬افلاحين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬لتوفير‭ ‬حاجات‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬وأصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تشكو‭ ‬أصلا‭ ‬من‭ ‬الهشاشة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تمييز‭ ‬سلبي‭ ‬ممنهج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المياه‭ ‬واقتناء‭ ‬الأراضي‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬التمويلات‭ ‬والقروض‭ ‬الموجهة‭ ‬أساسا‭ ‬لكبار‭ ‬الفلاحين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعات‭ ‬التصديرية‭ ‬والصناعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬ ووفقا‭ ‬لدراسات‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬التونسي‭ ‬الحبيب‭ ‬العايب‭ -‬المختص‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬وعضو‭ ‬مرصد‭ ‬السيادة‭ ‬الغذائية‭ ‬والمحيط‭ -‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬بيانات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬بعنوان‭ ‬2004‭ – ‬2005،‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الخصبة‭ ‬حيث‭ ‬يسيطر‭ ‬3‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المنتجين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التصدير‭ ‬والمالكين‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬هكتار‭ ‬على‭ ‬34‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬مساحتها‭ ‬الجملية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬97‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬الفلاحين‭ ‬العاملين‭ ‬للأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬يملكون‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬هكتارا‭ ‬ولا‭ ‬يشغلون‭ ‬سوى‭ ‬34‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬علما‭ ‬ان‭ ‬مساحة‭ ‬مزارع‭ ‬غالبيتهم‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الخمسة‭ ‬هكتارات‭. ‬ ومن‭ ‬التبعات‭ ‬الكارثية‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬تستورد‭ ‬تونس‭ ‬جانبا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬حاجاتها‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬الى‭ ‬ثمانين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬اللين‭ ‬وأربعين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬الصلب‭ ‬مثلما‭ ‬تستورد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تسعين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬حاجياتها‭ ‬من‭ ‬البذور‭ ‬الفلاحية‭ ‬المختلفة‭.‬‭ ‬وكذلك‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمكونات‭ ‬الأساسية‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية‭ ‬ومواد‭ ‬التجهيز‭ ‬للصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬كالحليب‭ ‬والخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬والتثمين‭ ‬الصناعي‭ ‬لزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬كلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفلاحي‭ ‬بتونس‭ ‬ويجعله‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬عن‭ ‬تلبية‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬حاجاتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬وعن‭ ‬تحمل‭ ‬المنافسة‭ ‬الخارجية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬الديوانية‭.‬ وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬تحرير‭ ‬المبادلات‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬والخارج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السلع‭ ‬والأنشطة‭ ‬الزراعية‭ ‬سيقضي‭ ‬كليا‭ ‬على‭ ‬الزراعات‭ ‬الغذائية‭ ‬التونسية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬الفلاحة‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬كبير‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتاجيتها‭ ‬التي‭ ‬تساوي‭ ‬سبع‭ ‬مرات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬التونسية،‭ ‬هذا‭ ‬إضافة‭ ‬لسياسة‭ ‬اغراق‭ ‬الأسواق‭ ‬التي‭ ‬تتوخاها‭ ‬أوروبا‭ ‬بتعمدها‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتها‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬كلفتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هيمنتها‭ ‬واحتكار‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الغذائية‭ ‬الحيوية‭.‬ غير‭ ‬ان‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬القانون‭ ‬الافقي‭ ‬للاستثمار‭ ‬سيفتح‭ ‬المجال‭ ‬للشركات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬الأوروبية‭ ‬وشركائها‭ ‬المحليين‭ ‬للسطو‭ ‬بأساليب‭ ‬ملتوية‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الخصبة‭ ‬وتحويل‭ ‬وجهتها‭ ‬نحو‭ ‬الزراعات‭ ‬الصناعية‭ ‬والطاقية‭ ‬مثلما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬افريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬حيث‭ ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬الى‭ ‬الكوارث‭ ‬والمجاعات‭ ‬وفقدان‭ ‬الفلاحين‭ ‬المحليين‭ ‬أراضيهم‭ ‬واحالتهم‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬والبطالة‭.‬ وفي‭ ‬الواقع‭ ‬شرع‭ ‬منذ‭ ‬2016‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬بتونس‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بالقيروان‭ ‬وقابس‭ ‬ودوز‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬كشف‭ ‬مقال‭ ‬صادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭ ‬فيفري‭ ‬2016‭ ‬بصحيفة‭ “‬لا‭ ‬براس‭” ‬علما‭ ‬ان‭ ‬الصفقة‭ ‬الموجهة‭ ‬للتصدير‭ ‬ابرمت‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬إيطالية‭ ‬لإنتاج‭ ‬الميثانول‭ ‬الطاقي‭ ‬المستخدم‭ ‬كوقود‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية‭.‬
كيف‭ ‬يمكن‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المخاطر‭ ‬وللاتفاقيات‭ ‬والقوانين‭ ‬المضرة بمصالح‭ ‬تونس؟
في‭ ‬النقاط‭ ‬الموجزة‭ ‬التالية‭ ‬نعرض‭ ‬بعض‭ ‬الخطوات‭ ‬والتدابير‭ ‬العملية‭ ‬المقترح‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الوطنية‭ ‬تبنيها‭ ‬لتقديمها‭ ‬كبدائل‭ ‬ممكنة‭ ‬للراي‭ ‬العام‭ ‬ولطرحها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬القادم‭ ‬في‭ ‬افق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬وسنعود‭ ‬اليها‭ ‬بأكثر‭ ‬تفصيل‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬لاحقة‭:‬ أولا‭: ‬الطعن‭ ‬امام‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬بعد‭ ‬احداثها‭ ‬في‭ ‬دستورية‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬المنظم‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ومجموعة‭ ‬السبع‭ ‬ولاسيما‭ ‬الترسانة‭ ‬القانونية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬بعد‭ ‬اعتماد‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭. ‬ويمكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬التطرق‭ ‬الى‭ ‬احقية‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬البنود‭ ‬التي‭ ‬تخول‭ ‬لها‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المضرة‭ ‬بمصالحها‭ ‬ومنها‭ ‬اتفاقية‭ ‬1995‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الامر‭ ‬الأساس‭ ‬الفعلي‭ ‬لمفاوضات‭ ‬‮«‬أليكا‮»‬‭.‬ ثانيا‭: ‬اقتراح‭ ‬البدائل‭ ‬الممكنة‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات‭ ‬بعد‭ ‬ثبوت‭ ‬فشلها‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬ومستمدة‭ ‬من‭ ‬دراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬لمختصين‭ ‬وجامعيين‭ ‬تونسيين‭ ‬تم‭ ‬تجاهلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭.‬ ثالثا‭: ‬فتح‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لتونس‭ ‬لأقناعهم‭ ‬بضرورة‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لتدخلاتها‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬تونس‭ ‬الداخلية‭ ‬وفي‭ ‬مساراتها‭ ‬الانتخابية‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬رد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للانتقال‭ ‬الديمقراطي‭ ‬باعتباره‭ ‬الإطار‭ ‬الوحيد‭ ‬الكفيل‭ ‬بتحقيق‭ ‬التداول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬السلمي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وإعادة‭ ‬الكلمة‭ ‬الفصل‭ ‬للشعب‭ ‬التونسي‭ ‬لتحديد‭ ‬خياراته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬وتقرير‭ ‬مصيره‭ ‬ومستقبله‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬دستوره‭ ‬ومصالحه‭ ‬العليا‭.‬

صدر باسبوعية” الشارع المغاربي” في عددها الأخير.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING