الشارع المغاربي: دعا أنس الحمادي رئيس جمعية القضاة اليوم الخميس 4 نوفمبر 2021 رئاسة الجمهورية الى تعديل خطابها الذي وصفه بالمتشنج تجاه القضاء والى التنصل من صفحات التواصل الاجتماعي التي تشن الحملات على القضاة مؤكدا ان هناك من يروج انها تابعة لقصر قرطاج ولمؤسسة الرئاسة وانه من المفروض ان يعبر رئيس الجمهورية بشكل واضح عن احترامه للسلطة القضائية ويبدي موقفا واضحا من تلك الصفحات.

وقال الحمادي في حوار على اذاعة “اكسبراس اف ام ” انه لوحظ وجود حملة ممنهجة قال ان مجموعة من الصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقودها وتستهدف عددا من القضاة بالاسم وبالصفة وبالصورة على خلفية ادلائهم بارائهم المختلفة.

واشار الى ان الحملة استهدفت قضاة محكمة المحاسبات لما خرجوا لتبليغ الراي العام بمضامين تقارير المحكمة خاصة تلك المتعلقة بالانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019.

واضاف انه لوحظ وجود حملة على مجموعة من القضاة على خلفية ادلائهم بارائهم في الحراك الذي تعيشه تونس بعد 25 جويلية مؤكدا وجود عملية ممنهجة في تداول قائمات قضاة ونعتهم بالفاسدين وبالتابعين لاحزاب سياسية وضد المنهج الذي اتخذه رئيس الجمهورية لافتا الى ان العملية متواترة بشكل وصفه بالدوري والمكثف.

وحذر من ان ذلك “ينذر بخطر كبير وكبير جدا ” ومن ” الانحراف بهذه الممارسات نحو العنف واستهداف القضاة في اشخاصهم وعائلاتهم ونحو المساس بالامن العام.”

واعتبر ان الحملات لم تقف عند حدود القضاة وانها تجاوزت ذلك لتشمل السلطة القضائية بكل مكوناتها بهدف اضعافها مؤكدا وجود من يقف وراء تلك الحملات.

وذكّر بأن جمعية القضاة كانت قد اصدرت بيانا نددت فيه بمثل تلك الحملات واستنكرتها ملاحظا ان” خطورتها تكمن في انها ممنهجة ومدبرة وفي ان هناك من يقف وراءها ويخطط لها.”

واضاف ان الجمعية توجهت للنيابة العمومية لاجراء الابحاث اللازمة لكشف من يقف وراء الحملات وايضا لرئيس الجمهورية الذي قال انه ركز خطابه في المدة الاخيرة على القضاء.

واعرب الحمايدي عن خشيته من ان تفسح حدة خطاب رئيس الجمهورية المجال لمثل تلك الصفحات لاستغلال خطابه لشن الحملات على القضاة وعلى السلطة القضائية.

وابرز انه لذلك توجهت الجمعية لرئيس الجمهورية ليدين خطاب العنف والكراهية والتشهير والتحريض من اجل المحافظة على مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة القضائية .

واعتبر انه من المفروض ان يعبر رئيس الجمهورية بشكل واضح عن احترامه للسلطة وعلى ان الغاية من خطابه ليس التقليل من مكانتها لافتا الى ان خطابه لا يتلقاه الجميع بنفس الدرجة والمقبولية.