الشارع المغاربي – قسم الرياضة: أسدل الدور الأوّل من النهائيات الافريقية المقامة حاليا بمصر ستاره وكانت العلامة الأبرز من نصيب عرب القارة ونعني ثالوث المقدمة منتخبات مصر والجزائر والمغرب الذين ضمنوا العبور الى ثمن نهائي المسابقة بكل ثبات بعد تحقيق ثلاث انتصارات في ثلاث مواجهات. في المقابل شكّل مردود المنتخب التونسي اللغز الأبرز في الأيّام الأولى من المسابقة من خلال اكتفائه بتحقيق ثلاث تعادلات هزيلة أمّنت لحسن الحظّ طريق العبور الى الدور القادم رغم فشل المجموعة في تحقيق أيّ انتصار أمام منتخبات تعتبر من الصفّ الثاني.
مردود المنتخب كان محور كلّ الأحاديث الجانبية في تونس خلال الايام القليلة الماضية والتسريبات القادمة من السويس كانت توحي بوجود مطبّات عازلة ستحول دون إقلاع سرب النسور وظهور المنتخب بذلك المستوى المتواضع والرديء… الاّ أن كلّ التخمينات والتوقعات كانت تمنّي النفس وتترقّب بحكم التاريخ الذي يلعب لصالحنا صحوة منتظرة لزملاء ياسين مرياح أمام منتخب موريتانيا باعتبار الفوارق الكبيرة الموجودة بين المنتخبين الاّ أن حقيقة الميدان جاءت مغايرة لذلك تماما وكاد منتخب”نسور قرطاج” يقع في شراك الانسحاب “الفضيحة” لولا سذاجة مهاجمي موريتانيا وعامل الحظ الذي لعب لصالحنا ووقف سدّا منيعا أمام أمنيات منتخب المرابطون.
ثلاثة اختبارات كانت كفيلة بتأكيد حالة الشكّ التي انتابت عائلة ومحيط المنتخب وما قدمته عناصرنا الوطنية على امتداد 270 دقيقة في مغامرتها الافريقية يؤكّد أن رحلة المنتخب شارفت على نهايتها لأنّ المنافس القادم ليس سوى منتخب غانا الذي يعتبر الدابة السوداء لكرة القدم التونسية حيث لم يسبق لنا أبدا تجاوزه في الدورات الافريقية السابقة ناهيك أن مستوى منتخبنا في نسخته الحالية لا يؤهّلنا حتى لتجاوز صغار القوم بدليل المباريات السابقة في الدور الأوّل فما بالك بتجاوز منتخب النجوم السوداء الذي يتعاظم وزنه بمرور المباريات والجولات.
ورغم تقلّص سقف الأمنيات وتراجع منسوب التفاؤل لدى الجماهير التونسية مازال البعض يصرّ على قدرة هذا المنتخب على إحداث المفاجأة والذهاب بعيدا في هذه الـ”كان” شريطة القيام ببعض التحويرات الجذرية والتي وجب أن تشمل بالخصوص الإطار الفنّي والمقصود هنا هو الفنّي الفرنسي الان جيراس الذي تلاعب بلوحة مفاتيح التحكّم في المنتخب وجعله فريسة لكل من هبّ ودبّ… الأصوات المطالبة بالتغيير لها يبرّرها بل إنها وجدت آذانا صاغية لدى القائمين على شؤون المنتخب حيث تشير الأخبار القادمة الينا من السويس الى أن رئيس الجامعة وديع الجريء بدأ يعدّ العدّة لإحداث تغييرات كبيرة ستطال العناوين الرئيسية لبنك المنتخب… مصادرنا أكّدت أن الجريء اجتمع أمس عقب نهاية المباراة بالاطار الفنّي الموسّع للمنتخب وقد قرّر إعفاء المعدّ الذهني الفرنسي دافيد مارسال من مهامه وهو الذي يعتبر الساعد الأيمن لجيراس وصديقه المقرّب.
دوافع هذا القرار تبدو فنيّة بحتة حسب وجهة نظر الجريء وخاصة ردّة فعله ولكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير فهذه الخطوة المقصود بها في باطنها هو سحب البساط من تحت أقدام العجوز الفرنسي وإجباره على الانسحاب ورمي المنديل وهو نفس السيناريو الذي اعتمده الجريء لتضييق الخناق على نبيل معلول عندما قام بـ”طرد” ساعده الأيمن نادر داود أسابيع قليلة قبل انطلاق مونديال روسيا.
وديع الجريء بات على يقين تام بأنّ جيراس لم يعد رجل المرحلة لأنّ اللاعبين خرجوا عن طاعته كما أن بقيّة الاطار الفني المساعد في خلاف كبير فنيا وتكتيكيا مع توجهاته واختياراته وهذا ما جعل رئيس الجامعة يخطط للشروع فعليا في تمرير مخطط انقلابه الناعم على أمل دفع الان جيراس خارج أسوار المنتخب وتسليم المشعل لماهر الكنزاري الذي قد يكون المدرّب الأوّل لتونس في مباراة غانا… ولكن هذا السيناريو لن تكتمل فصوله الاّ باستسلام جيراس وتقديمه لاستقالة قد تحفظ ماء وجهه من شبح الاقالة.