الشارع المغاربي : أصبح تطهير جبل الشعانبي من الإرهابيين، دون تكبّد إصابات أو خسائر بشرية في صفوف العسكريين أحد أبرز التحدّيات التي يواجها الجيش التونسي اليوم، كما أقر بذلك مؤخرا وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، الذي كشف أندولا صديقة «وعدت بمساعدة » تونس على اقتناء طائرات دون طيار لرفع هذا التحدّي.
منذ حوالي 6 سنوات، تُعطِّل الألغام التي زرعتها المجموعة الإرهابية «كتيبة عقبة بن نافع » في جبل الشعاني، جهودَ الجيش التونسي في تطهير الجبل من العناصر الإرهابية المتحصنة هناك والتي لا يتعدى عددها 150 شخصا على أقصى تقدير، وفق تقديرات أجهزة الأمن التونسية، ومراكز أبحاث أمنيّة غربية.
وكانت المواجهات بين قوات الجيش، والتنظيمات الإرهابية في المرتفعات الغربية دخلت منعطفا جديدا منذ 6 جوان 2013 تاريخ سقوط أول شهيديْن من الجيش في انفجار لغم مرّت عليه سيارة عسكرية في قرية «الدغرة » في جبل الشعانبي.
ومنذ 6 جوان 2013 وحتى اليوم بلغ عدد شهداء التصدي للإرهاب الذين دفعتهم المؤسسة العسكرية في تونس 73 شهيدا وعدد المصابين 350 بينهم 30 بُتِت أعضاؤهم السفلية جراء انفجار الألغام، وفق أحدث بيانات وزارة الدفاع.
وفي عام 2018 ، استشهد 3 عسكريين وأصيب 49 آخرون في انفجار ألغام في جبل الشعانبي، وهي حصيلة أعلى بقليل من حصيلة العام الماضي الذي سجل استشهاد عسكريين اثنين، وإصابة 41 آخرين في حوادث مماثلة.
وقام الجيش التونسي هذا العام بتحطيم وإبطال مفعول 21 لغما «يدوي الصنع » مقابل حوا لي 100 لغم في عام 2017 ، استنادا على إحصائيات وزارة الدفاع.
أجهزة كشف المعادن لا تكشف الألغام أفاد وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي مؤخرا خلال مناقشة ميزانية وزارته أمام إحدى لجان البرلمان، أن الألغام المزروعة في جبل الشعانبي هي «ألغام غير تقليدية » من «صنع محلّ .»
وأحدثت وزارة الدفاع «مركز امتياز في مجال نزع الألغام الإنسانية والتعامل مع الأجسام المشبوهة ». وهذا المركز هو «هيكل تكويني مكلف بتكوين وتأهيل الأفراد في مجالات رفع وتحطيم الذخيرة التقليدية ونزع الألغام الإنسانية والبحث والتعامل مع الأجسام المشبوهة » كما عرّفه الأمر الحكومي المحدث له والصادر في مارس 2018 .
ولفت الزبيدي إلى أن الإرهابيين «يغيّون » باستمرار المواد التي تدخل في تركيبة الألغام وخصوصا غلافها الخارجي ما جعل الكشف عنها بأجهزة كشف المعادن أمرا مستعصيا.
وقال وزير الدفاع في هذا السياق «فيما يتعلق بحاوية اللغم، لم يعُد (الإرهابيون) يستعملون كل ما هو معدني (حديدي)، وصاروا يستعملون البلاستيك. ولهذا فإن أجهزة كشف المعادن التي تستعملها فرق الهندسة العسكرية، لا تكشف البلاستيك، ولهذا تمّ النيل منّا أكثر من مرّة .»
وأشار إلى ان آخر لغم انفجر في جبل الشعانبي خلال عملية تمشيط عسكرية كان موضوعا في «سطل »surfaçaire وأن أجهزة كشف المعادن لم تتمكن من كشفه.
وأحدثت وزارة الدفاع «مركز امتياز في مجال نزع الألغام الإنسانية والتعامل مع الأجسام المشبوهة ». وهذا المركز هو «هيكل تكويني مكلف بتكوين وتأهيل الأفراد في مجالات رفع وتدمير الذخيرة التقليدية ونزع الألغام الإنسانية والبحث والتعامل مع الأجسام المشبوهة » مثلما عرّفه الأمر الحكومي المحدث له والصادر في مارس 2018 .
وأشار الزبيدي إلى أن استعمال طائرات دون طيار «في عديد الدول التي تعاملت مع هذا الشي(يقصد الإرهاب)، قد أعطت نتائج إيجابية جدا .» وبحسب الزبيدي « لا تقوم هذه الدول بنشر جنود على الميدان، وبدل ذلك يصبح عندك جهاز مراقبة، والطائرة المسيّة دون طيار هي التي تقوم بكل ما يلزم » مؤكدا أن «جلّ الدول التي قضت على الإرهاب، استعمل هذه الطريقة .»
واستدرك الوزير قائلا «لكن للأسف المشكل مادّي، لأن كلفتها غالية جدا » إلا أنه أضاف أن «هناك من وعدنا بأنه سيساعدنا في هذا الاتجاه.
*رئيس «منتدى تونس للصحافة والمعلومات »