الشارع المغاربي: اعتبر سمير الشفي الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الخميس 29 ديسمبر 2022 ان الرسالة التي وجهها الشعب يوم 17 ديسمبر الجاري بمناسبة بالانتخابات التشريعية كانت رسالة صادمة للجميع سواء كانوا حاكمين او مساندين او معارضين مؤكدا ان الجميع لم يستوعب الرسالة منتقدا ضمنيا محتوى كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم امس.
وقال الشفي في حوار على اذاعة “شمس اف ام” تعليقا على كلمة رئيس الجمهورية مساء يوم امس” انا شخصيا لا احبذ التعاليق ولكن ما كنا نحبذه هو ان تكون الكلمات الرسمية في تونس اكثر هدوءا واكثر عقلانية خاصة في وضع تعيش فيها بلادنا ظروف لا يعلم بها الا الله ..صعوبات جمة على جميع المستويات في الصحة والنقل والتعليم والتربية.. وازمة ادوية وحليب وغير ذلك …فلا نزيد منها” بتشنجات قد تكون في بعض مضامينها كلمة حق لكن هذا الحق في دولة تحترم نفسها فهناك مؤسسات تاخذ مجراها وتقوم بدورها ويكفي ايضا من التعميم وما يقلق في هذه الخطابات هو هذا التعميم …فلا احد في تونس مع الفساد ونحن قلنا مرارا وطالبنا بعد الثورة وقبل 25 جويلية وبعدها انه لكي تتعافى تونس يجب ان تكون هناك سياسات عامة لمقاومة الفساد ولكن للاسف الشديد قدر هذه البلاد انه في اكثر من مرحلة ناخذ العناوين الكبيرة الجميلة الجيدة التي تمثل عمق مشاكل التونسيين.. ناخذها كشعار ونعمل بعكسها ونذكر حملة مكافحة الفساد سنة 2017 والتي استبشر بها الناس خيرا ولكنها تحولت شيئا فشيئا من حرب على الفساد الى حرب للتمعش من الفساد من طرف من قام بهذه الدعوة وضحيتها كان شخص واحد ويعلم الله بالصحيح او بالغالط بل ان حتى القضاء في ما نسب اليه كان مفبركا ونعني بذلك شفيق جراية.. فهلا يوجد الا فاسد واحد في تونس الان منذ 12 سنة ؟.. … مسالة مقاومة الفساد مسالة مبدئية وحياتية ويجب على مؤسسات الدولة القيام بواجبها لمحاربة الفساد بالقانون وبالعدل وبالقضاء دون تجن ودون حسابات سياسية…”
واضاف ” لكننا اليوم بلغنا مرحلة في تونس ان الجميع تعب والبلاد تعبت ولا بد ان نعرف ان تونس ليست جزيرة معزولة عن العالم …هي وسط موقع جغرافي نعلم جميعا ان فيه الكثير من التناقضات ورهانات اقليمية ودولية وفي عملية اقحامنا في صراعات مفتوحة مع الكل والكل ضد الكل فيها مخاطر لا فقط على مستوى الوضع الاقتصادي والتوازنات المالية المنخرمة بل ايضا قد تحولنا الى دولة منبوذة والكل يخشاها والبعض من الداخل والخارج قد يجد في اجندته مصلحة في تابيد هذه الوضع المتازم وبالتالي على الجميع وهذه دعوة الاتحاد لما نطرح الافكار والرؤى والتصورات ان هدفنا هو كيف تتعافى بلادنا وتكون سيدة نفسها ولا تكون خياراتنا منة او هدية هذا الطرف او ذلك “..
وحول الصورة التي جمعت امين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي بعميد المحامين حاتم المزيو ورئيس الرابطة بسام الطريفي علق الشفي بالقول”…الوضع الذي نمر به والصعوبات التي نعيشها على جميع المستويات وغياب العقل تقريبا من الجميع والجميع ضد الجميع والرسالة التي قدمها شعبنا يوم 17 ديسمبر في علاقة بالانتخابات كانت رسالة صادمة للجميع لكن للاسف يبدو ان الجميع لم يستوعب الرسالة …جميع المشتغلين في الشأن العام …الجميع سواء كانوا حاكمين او مساندين او معارضين …فالتونسيون قالوا اننا تعبنا وانه يتعين تعديل البوصلة …وكل يوم محرقة بين هذا الطرف او ذلك في مواقع التواصل وتهرئة لشرف الناس…. التونسيون قالوا كفى فهم يبحثون عن الكرامة وعن العدل …وبالتالي نقول هذا وفي الاتحاد لما نضع الصورة فلاننا كنا ومازلنا نبحث عن البدائل التي تحمي شعبنا والتي تثبت سيادتنا الوطنية ”
واعتبر الشفي ان مبادرة الاتحاد قد تكون المُيسّر والمُسهّل لسلك طريق يُمكنها اعادة الأمل وتهدئة الأوضاع”.
واكد ان المبادرة تضم حاليا المنظمة الشغيلة وعمادة المحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وانها يمكن ان تتوسع لتضم منظمات أخرى.
ولفت الى انه في صورة عدم التفاعل مع المبادرة يصبح هناك إصرار مشبوه على استدامة الأزمة مشددا على ان الاتحاد سيواصل رغم كل الظروف الصعبة الانحياز للشعب ولتونس .
