الشارع المغاربي – الصدقة -‬الصفعة‭ ‬الليبية‭ ‬لتونس ‬الجائعة:‬ أقبلَ‭ ‬الخبزُ علينا... ! / بقلم صالح مصباح

الصدقة -‬الصفعة‭ ‬الليبية‭ ‬لتونس ‬الجائعة:‬ أقبلَ‭ ‬الخبزُ علينا… ! / بقلم صالح مصباح

قسم الأخبار

26 يناير، 2023

الشارع المغاربي: لم‭ ‬يفلح‭ ‬حكّام‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬حكام‭ ‬الأمس‭ ‬القريب،‭ ‬في‭ ‬إنهاضِ‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬كَبوتِها‭ ‬المالية‭ ‬والإقتصادية،‭ ‬وإنما‭ ‬أفلحوا‭ ‬في‭ ‬التّداين‭ ‬وفي‭ ‬التداين‭ ‬على‭ ‬التداين‭ ‬وفي‭ ‬سؤال‭ ‬الهِبة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الهبة‭ ‬المعاشية‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬ليبيا،‭ ‬مُمَثَّلةً‭ ‬في‭ ‬السكر‭ ‬والزيت‭ ‬والأرز‭ ‬والدقيق‭. ‬هي‭ ‬هِبةُ‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬مَطمُورُها‭. ‬وقد‭ ‬صاحب‭ ‬الهبةَ،‭ ‬صورةً‭ ‬وخطابا‭ ‬وفحوى،‭ ‬انحراف‭ ‬بها‭ ‬إلى‭”‬الصدقة‭ ‬الجارية‭” ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬العام‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا

1 / فحوى الصدقة

الصدقة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المقتدر‭ ‬إلى‭ ‬المحتاج‭. ‬ومعيار‭ ‬الحاجة‭ ‬هو‭ ‬الجوع‭. ‬فقد‭ ‬تلبس‭ ‬بالصدقة‭ “‬الإطعام‭””. ‬وتلبّس‭ ‬بها‭ ‬إطعام‭ “‬المساكين‭ ‬وذوي‭ ‬القربى‭”‬في‭ ‬حال‭ ‬التكفير‭ ‬عن‭ ‬ذنب‭ “‬الطعام‭” ‬بدل‭ ‬الصوم‭. ‬والهبة‭ ‬التي‭ ‬جاءتنا‭ ‬على‭ ‬عجل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬هي‭ ‬إطعام‭ ‬لنا‭ ‬لأننا‭ ‬من‭ “‬المساكين‭ ‬ومن‭ ‬ذوي‭ ‬القربى‭”. ‬ألسنا‭ ‬أشقاء‭!. ‬فهي‭ ‬أجرى‭ ‬على‭”‬الصدقة‭”.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬الهبة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭. ‬فتونس‭”‬الثورية‭ ‬الديمقراطية‭” ‬وتونس‭”‬البناء‭ ‬الشاهق‭” ‬أضحت‭ ‬رسميا‭ ‬دولة‭ ‬السؤال‭ ‬لِمَن‭ ‬وهَبَ‭. ‬وآخر‭ ‬الهبات‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أتتنا‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭. ‬هبة‭ ‬الجزائر،‭ ‬مشكورةً،‭ ‬مالية‭. ‬هي‭ ‬طِبق‭ ‬الأعراف‭ ‬في‭ ‬المألوف‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭. ‬لكن‭ ‬هبة‭ ‬ليبيا‭ ‬بخلافها‭. ‬فَلِمَحمُول‭ ‬تلك‭ ‬الشاحنات‭ ‬قيمة‭ ‬نقدية‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬تقديمها‭ ‬لتونس‭ ‬فَتُنفقَها‭ ‬في‭ ‬توريد‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭. ‬لكن‭ ‬تحويل‭”‬الهبة‭”‬إلى‭ ‬صدقة‭ ‬معاشية‭ ‬جارية‭ ‬على‭ ‬الشاحنات‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تبعث‭ ‬عليه‭ ‬الهبة‭ ‬النقدية‭.”‬الهبة‭ ‬الإطعامية‭” ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكون‭”‬صدقة‭” ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقتضيها‭ ‬بين‭ ‬الدولِ‭ ‬الحالاتُ‭ ‬الطارئة‭ ‬الكاسحة‭ ‬للأوضاع‭ ‬المالوفة‭ ‬نحو‭ ‬الحروب‭ ‬أو‭ ‬التقاتل‭ ‬الداخلي‭ ‬أو‭ ‬الفيضانات‭ ‬أو‭ ‬الزلازل‭ ‬أو‭ ‬الأعاصير‭ ‬الخ‭… ‬فهذه‭ ‬الظروف‭ ‬وأشباهها‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭ ‬المنكوب‭ ‬يدُ‭ ‬العونَ‭ ‬الغذائي‭ ‬المستعجل،‭ ‬لأنها‭ ‬ظروف‭ ‬يُوضَع‭ ‬في‭ ‬خانتها‭ ‬تلفُ‭ ‬المحاصيل‭ ‬أو‭ ‬المدّخراتِ‭ ‬وانقطاعُ‭ ‬السبل‭ ‬ونفاذُ‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يُوجِبُهُ‭ ‬عملُ‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتوفير‭.‬

لا‭ ‬نعلم‭ ‬أنّ‭ ‬أيّا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬قد‭ ‬أصابت‭ ‬تونس‭ ‬فاقتضت‭ ‬الإسراع‭ ‬بإطعام‭ ‬شعبها‭ ‬بالغذاء‭ ‬المطلوب‭ ‬على‭ ‬وجهِ‭ ‬الهبة‭ ‬والفضل‭. ‬إنما‭ ‬الأكيد‭ ‬أنّ‭ ‬الكوارث‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أفضى‭ ‬تدبيرُها‭ ‬الفاشل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تخلوَ‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬المدخرات‭ ‬الغذائية‭ ‬ومن‭ ‬شروط‭ ‬إنتاجها،‭ ‬وإلى‭ ‬أن‭ ‬تنقطع‭ ‬سلاسل‭ ‬استيرادها‭ ‬بسبب‭ ‬الإفتقار‭ ‬إلى‭ ‬مالية‭ ‬ذلك‭. ‬والحصيلةُ‭ ‬شُحٌّ‭ ‬عذائي‭ ‬حادّ‭ ‬استوجب‭”‬صدقةً‭” ‬معاشية‭ ‬عاجلة،‭ ‬لا‭ ‬هبةً‭ ‬مالية‭ ‬يجري‭ ‬بها‭ ‬الإستيراد‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬القريب‭.‬

إن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لصفعة‭.‬و‭ ‬ليست‭ ‬الصفعة‭ ‬باليد‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬الخد‭ ‬التونسي‭. ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬باليدين‭ ‬التونسيتين‭ ‬على‭ ‬الخدين‭ ‬التونسيين‭. ‬لقد‭ ‬صفعَنا‭ ‬ساستُنا‭ ‬صفعا‭ ‬مبرّحا‭ ‬مهينا‭ ‬إذ‭ ‬صيّرونا‭ ‬نعتاش،‭ ‬تصدّقا،‭ ‬من‭ ‬الشاحنات‭ ‬الجوالة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الإخوانية‭ ‬وعهد‭”‬البناء‭ ‬الشاهق‭ ‬السعيد

‭”/ 2 ‬ ‬الجهة‭ ‬المتصدقة‭:” ‭

‬قال‭ ‬أحد‭ ‬ساسة‭ ‬تونس‭ ‬غير‭ ‬الرسميين‭: ‬لا‭ ‬إهانة‭ ‬لتونس‭ ‬في‭ ‬تلقّي‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭”. ‬وهذا‭ ‬الرأي‭ ‬غير‭ ‬وجيه‭. ‬فإذْ‭ ‬لا‭ ‬نودّ‭ ‬أن‭ ‬نرتديَ‭ ‬جبّة‭ ‬المحتاج‭ ‬الكَنُودِ،‭ ‬فإنّ‭ ‬الأصل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اتجاهُ‭ ‬الهبة‭ ‬المعاشية‭ ‬عكسيا‭. ‬ففي‭ ‬ليبيا‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬متصلة‭ ‬منذ‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬وانقسام‭ ‬بين‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬وجنوب،‭ ‬وقبلية‭ ‬متنافرة‭ ‬مشدودة‭ ‬إلى‭ ‬تقاليد‭ ‬من‭ ‬التقاتل،‭ ‬وازدواج‭ ‬حكومي‭ ‬وعسكري‭ ‬وجغرافي،‭ ‬وإنتاج‭ ‬معطل،‭ ‬وتصدير‭ ‬للنفط‭ ‬متقطع،‭ ‬وشركات‭ ‬هناك‭ ‬ناهبة،‭ ‬وتطاحن‭ ‬خارجي‭ ‬على‭ ‬أشده‭. ‬فما‭ ‬مِن‭ ‬حرج‭ ‬ولا‭ ‬مهانة‭ ‬لسكان‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تأتِيَهم‭ ‬المواد‭ ‬المعاشية‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬التي‭” ‬أذهل‭ ‬شعبُها‭ ‬العالم‭” ‬و‭”‬غيّر‭ ‬مجرى‭ ‬التاريخ‭”‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬قادم‭ ‬مِمّا‭ ‬قبل‭ ‬التاريخ‭. ‬لكن‭ ‬حصول‭ ‬العكس‭ ‬عجَبٌ‭ ‬ساخطٌ‭.‬

‭ / 3 ‬بضاعتنا‭ “‬صُدِّقَت‭ ‬علينا‭:

“‬ ‭ ‬من‭ ‬الزاوية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمراقبة‭ ‬الحدود،‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الزوايا،‭ ‬يتأكد‭ ‬أنّ‭ ‬سلطة‭”‬البناء‭ ‬الشاهق‭” ‬عاجزة‭ ‬،‭ ‬كسابقاتها‭ ‬الحاكمات‭ ‬على‭ ‬أيام‭”‬الثورة‭ ‬المباركة‭”‬،‭ ‬عن‭ ‬تصريف‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬ولو‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬قرية‭ ‬أو‭ ‬حيّ‭. ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬نفاذ‭ ‬المخزون‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬الحدّ‭ ‬الجالب‭ ‬لأن‭ ‬تتصدق‭ ‬علينا‭ ‬ليبيا‭ ‬المنقسمة‭ ‬سلطةً‭ ‬وأرضا‭ ‬وأجهزةً،‭ ‬إنّما‭ ‬تُقابِله‭ ‬مُفارقةٌ‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬إلا‭ ‬في‭”‬الاستثناء‭ ‬التونسي‭”‬العارج‭ ‬بالتاريخ‭ ‬على‭ ‬صهوة‭ ‬البغال‭.‬

من‭ ‬مظاهر‭ ‬هذه‭ ‬المفارقة‭ ‬التي‭ ‬يشهدُ‭ ‬لَها‭ ‬كلُّ‭ ‬مَن‭ ‬رأى،‭ ‬أنّ‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التونسية‭ ‬المدعّمة‭ ‬وغير‭ ‬المدعمة‭ ‬والمستوردة‭ ‬تتكدس‭ ‬هضابا‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬البيع‭ ‬الليبية،‭ ‬بواسطة‭ ‬حيتان‭ ‬التهريب‭ ‬والتجارة‭ ‬الموازية‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬والهضاب‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬المناطق‭ ‬الحدودية‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التهريب‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬الليبي‭. ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬سلطة‭ “‬البناء‭ ‬البالغ‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭” ‬قد‭ ‬احترفت‭ ‬ملاحقة‭ ‬باعة‭ ‬التفصيل‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والقرى‭ ‬في‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الكيلوغرامات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجري‭ ‬أبدا‭ ‬مجرى‭ “‬الإحتكار‭”. ‬لكن‭ ‬حيتان‭ ‬التهريب‭ ‬وقروش‭ ‬التجارة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬إنما‭ ‬هُم‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭. ‬فالقاصر‭ ‬لا‭ ‬يستقوي‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الضعاف‭.‬

إنّ‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬أن‭ ‬نعتاش‭ ‬على‭ ‬الصدقة‭ ‬العجولة‭ ‬هي‭ ‬أولا‭ ‬الفشل‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬القيامة‭ ‬على‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬وهي‭ ‬ثانيا‭ ‬سلاسل‭ ‬التهريب‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الفشلُ‭ ‬داءً‭ ‬لا‭ ‬علاج‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الإستعجالي،‭ ‬فإنّ‭ ‬علاجَ‭ ‬التهريب‭ ‬أيسرُ‭. ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يهجسون‭ ‬إلا‭ ‬بحكم‭ ‬البلاد‭ ‬ولو‭ ‬صارت‭ ‬حجرا‭ ‬على‭ ‬حجر‭. ‬فلعل‭ ‬ما‭ ‬حملت‭ ‬تلك‭ ‬الشاحنات‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬يوازي‭ ‬ما‭ ‬يُهرَّب‭ ‬إليها‭ ‬أسبوعيا،‭ ‬ولا‭ ‬يقارن‭ ‬بأموال‭ ‬المصحات‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬تتلكّأ‭ ‬السلطة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬تسديدها‭. ‬فتلك‭ ‬الصدقة‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بضاعتنا‭ ‬وقد‭ ‬صُدِّقَت‭ ‬علينا‭ ‬صدَقةً‭ ‬تحف‭ ‬بها‭ ‬أبعاد‭ ‬سياسية‭ ‬أكيدة.

4 / ‬أبعاد‭ ‬الصدقة‭ ‬السياسية‭:‬

عَرَضَ‭ ‬الخطاب‭ ‬الرسمي‭ ‬الليبي‭ ‬لتلك‭ ‬الصدقة‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬المَنِّ‭ ‬الخفيّ‭. ‬وهو‭ ‬مَنّ‭ ‬غير‭ ‬عفوي‭. ‬فهو‭ ‬ضمن‭ ‬تدابير‭ ‬مدروسة‭ ‬لجرّ‭ ‬تونس‭ ‬الجائعة‭ ‬إلى‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الليبي‭ ‬الداخلي‭ ‬حكومةُ‭ ‬الغرب‭ ‬برئاسة‭ “‬الدبيبة‭”. ‬فقبل‭ ‬هذه‭ ‬الصدقة،‭ ‬زار‭ ‬الدبيبة‭ ‬تونس‭. ‬وحُظي‭ ‬باستقبال‭ ‬وترحاب‭ ‬رسميين‭ ‬مذهلين‭. ‬وبعد‭ ‬الزيارة‭ ‬انتظم‭ ‬بتونس‭ ‬معرض‭ ‬تجاري‭ ‬تونسي‭ ‬ليبي‭ ‬مشترك.‭ ‬

إن‭ ‬حكومة‭ ‬الدبيبة‭ ‬المسنودة‭ ‬من‭ ‬ميليشيات‭ ‬إخوانية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الليبي،‭ ‬ومن‭ ‬تركيا‭ ‬وقطر‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬اللببي‭ ‬بقوة،‭ ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬مخاطبة،‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬المنهكة‭ ‬منفذا‭ ‬إلى‭ ‬التمدد‭ ‬الإقليمي‭ ‬وفك‭ ‬العزلة‭ ‬عنها‭. ‬فحكومة‭ ‬الدبيبة‭ ‬معزولة‭ ‬داخل‭ ‬التراب‭ ‬الليبي‭ ‬نفسه‭”‬بالخط‭ ‬الأحمر‭” ‬الذي‭ ‬رسمته‭ ‬السلطةُ‭ ‬المصرية،‭ ‬وبسلطة‭ ‬بنغازي،‭ ‬وبرلمان‭ ‬طبرق،‭ ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬الحاجز‭ ‬المصري‭ ‬نفسه‭.‬

وتبدو‭ ‬سلطة‭ ‬البناء‭ ‬الشاهق‭ ‬امتدادا‭”‬لسلطة‭ ‬الغنوشي‭”. ‬فبالأمس‭ ‬الغنوشي‭ ‬والسراج‭ ‬الإخوانيان،‭ ‬واليوم‭ ‬الدبيبة‭ ‬وسعيد‭ ‬الإخوانيان‭. ‬ الحاصل‭ ‬هنيئا‭ ‬لنا‭ ‬بشاحنات‭ ‬الدبيبة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬والتي‭ ‬ستصل‭. ‬فنحن‭ ‬نهنّئ‭ ‬أنفسنا‭ ‬على‭ ‬تهنئة‭ ‬رئيسنا‭ ‬لنا‭ ‬بها‭. ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬نستقبل‭ ‬الشاحنات‭ ‬التي‭ ‬ستفد‭ ‬بأهزوجة‭ “‬أقبل‭ ‬الخبزُ‭ ‬علينا”.

*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 24 جانفي 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING