الشارع المغاربي : أكّد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أنّه اطّلع خلال لقائه باعضاء من هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي يوم 10 أكتوبر الجاري على معطيات وصفها بالخطيرة وقال إنها “صدمته”.

وعبر الطبّوبي في شريط فيديو نشره الاتحاد على قناته بموقع “تويتر” عن استغرابه من “طريقة تعامل القضاء مع شخص بهذه الخطورة (في إشارة إلى مصطفى خذر) معتبرا أنّ خطورته تتجاوز قضية الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي لتمسّ أمن واستقرار البلاد.

واضاف إنّه لابد من التذكير بأن تونس عاشت ثورة اجتماعية تقتضي تكريس دولة القانون والمؤسسات لافتا إلى أنّ “القضية تتطلّب إرادة وجرأة من الهيئات القضائية لتراجع وتعيد البحث في القضية ولتتمكن هيئة الدفاع من مدّ القضاء بما لديها من وثائق صادمة”.

ولفت الطبوبي إلى أن الاتحاد “يثق في قدرة القضاء على التوصّل إلى الحقيقة وعلى وضع التونسيين أمام الحقائق ليكون كلّ من سوّلت له نفسه سفك الدماء في تونس عبرة لمن يعتبر”.

من جهته أفاد عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي مختار الطريفي بأنّ الهيئة أعلمت الطبوبي خلال اللقاء بتطوّرات الملف وبالمستجدّات التي تطرقت لها خلال الندوة الصحفية التي عقدتها يوم 2 أكتوبر الجاري وما تلاها من وثائق تمّ الكشف عن بعضها وسيتمّ الإعلان عن البعض الآخر في الايام القادمة.

واشار الطريفي وفق نفس المصدر إلى أنّ الهيئة تضع نفسها ومعلوماتها على ذمّة الاتحاد العام التونسي للشغل وامينه العام في أية تفاصيل أو معطيات يريدها مؤكّدا أن الطبوبي عبّر للهيئة عن مساندته طلب هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي إعادة البحث في القضية.

يذكر أنّ هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، كانت قد أكّدت خلال ندوة صحفية نظمتها مطلع الشهر الجاري إنّ “مصطفى خذر كان على اتصال مباشر بقياديين في حركة النهضة هم راشد الغنوشي ونور الدين البحيري ورفيق عبد السلام عبر شرائح هاتفية كان يحتفظ بها بسرية تامّة”.

وأوضحت الهيئة أن مصطفى خذر “كان مكلفا بالرد على البريد الخاص لعلي العريض وزير الداخلية وقتها”، مشيرة الى وجود وثائق قالت إنها تثبت امتلاك خذر قائمات إسمية لمنحرفين في تونس الكبرى وإلى أنه كان من المتهمين في ما يعرف ب”قضية براكة الساحل”.

وذكّرت أنه تم تكريم مصطفى خذر من قبل رئيس الجمهورية المؤقت السابق المنصف المرزوقي وبأنه كان حينها، حسب قولها، محل تتبع في قضية سرقة وثائق.

وأشارت إلى ان “أبو عياض اختبأ في منزل بوزلفة ورجع الى المعسكر وكان يحظى بمرافقة أمنية وكانت أماكن اختبائه معلومة لدى لجهات الأمنية”.

وطالبت بما أسمته “الإفراج عن غرفة سوداء تتضمن وثائق مرتبطة باغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي” داعية وزارة الداخلية إلى “رفع حمايتها عن هذا التنظيم الخاص وتسليم الوثائق الى الجهات القضائية”.

كما طالبت الجهات القضائية بالنظر في وثائق ومحجوزات تهمّ قضية اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي متهمة السلطات القضائية برفض الاطلاع عليها.

وأفادت في نفس الندوة بأن مصطفى خذر هو نهضوي كان يتلقى التعليمات من رضا الباروني الذي قالت إنه كان يشغل خطّة مدير الشؤون الادارية والمالية في حركة النهضة وعضو بمكتبها التنفيذي ويشرف على إدارة جهاز له ارتباطات باغتيال الشهيدين،وفق رواية الهيئة.

من جهتها نفت حركة النهضة قطعيا ما جاء من معطيات في ندوة الهيئة قبل ان يعلن مجلس شوراها اعتزامه مقاضاة الجبهة الشعبية.