الشارع المغاربي: قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الاربعاء 5 اوت 2020 ان “للنقابيين شرف الوقوف سدا منيعا أمام الخيارات الاخوانية والخيارات التي دمّرت تونس”.
واكد الطبوبي في كلمة له بمناسبة الذكرى 73 لمعركة 5 اوت 1947 بصفاقس ان تونس تستغيث معتبرا ان ما بلغت من أرقام على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ومن نسبة الفقر والبطالة مفزعة لافتا الى ان 180 الف طفل تتراوح اعمارهم بين 5 و17 سنة هم العائل الوحيد لعائلاتهم وانهم يعملون على جمع قوارير البلاستيك او بيع الخبز او المناديل الورقية والى ان 100 الف شاب ينقطعون عن الدراسة سنويا ولا ينتفعون بالتعليم المهني الى جانب غلق دور الشباب وضرب قطاع الثقافة .
وتوجه امين عام المنظمة الشغيلة الى السياسيين متسائلا ” ماذا تنتظرون من هذا الشعب الذي أعطاكم الامانة ؟” متابعا “نعم نحن ننحني امام ارادة الشعب وامام خياراته ولكن المشروعية في تجسيم الخيارات السياسية والبرامج لأن 10 سنوات مرت لا عام خير من خوه وكل المدن همّشت وفقّرت ولم نعد نتحدث عن التوازن الجهوي بل حتى الجهات التي كان فيها شيء من التنمية هُمشت واستوت فيها الامور”.
واشار الى ان الامانة كبيرة والى ان الوفاء للشهداء ليس بمجرد الحضور او بمجرد احياء الذكرى وانما بالممارسة مضيفا “القيادات الحالية ليست افضل من شهداء الاتحاد او زعيمه المؤسس فرحات حشاد او قلب الاسد الحبيب عاشور الذي كان أحد جرحى هذه المعركة او محمد علي الحامي واحمد التليلي الذي سبق زمانه برسالته الشهيرة حول الديمقراطية” مؤكدا ان مؤسسي الاتحاد كانوا سباقين ووازنوا بين دورهم الاجتماعي ودورهم الوطني.
وتابع انه ان اقتضى الامر ان يكون النقابيون مشروع شهادة في سبيل عزة تونس ومكانتها فانهم مستعدون لذلك من اجل الدولة المدنية ونمط المجتمع وما استشهد من أجله بناة الدولة الوطنية ودولة الاستقلال مذكرا بانها شيّدت المعاهد والكليات والمستشفيات والبنية التحتية وغيرها متوجها للسياسيين بالقول : “أين أنتم من هذه المكاسب كلها ؟ لقد دمّرتم هذا الوطن.. ولن نسمح لكم بالمضي في ذلك”.
واكد ان الاتحاد ليس مجرد منظمة للمطالبة بالزيادة في الاجور او بتحسين الوضع الاجتماعي وانه سيكون في مقدمة القوى الديمقراطية التقدمية لتعديل البوصلة حول الخيارات الوطنية البحتة مشيرا الى ان “الشعب متسامح ولكن ليس لدرجة القبول بهذا الثمن المهين”.
وتوجه الطبوبي من جهة أخرى بالتحية الى النقابيين الثلاثة المعتقلين على خلفية قضية الاعتداء على النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس كاشفا انه سيؤدي لهم زيارة بالسجن المدني بصفاقس.
وجدد طلبه بأن يرفع السياسيين أيديهم عن القضاء قائلا: “احشموا على أرواحكم من نظام المكيالين يزي.. ارفعوا ايديكم عن القضاء” مؤكدا ان الاتحاد هو خير سند للقضاء حتى يكون مستقلا ونزيها.
واكد الطبوبي انه ليس باستطاعة طرف واحد بناء ربيع تونس وان ذلك يتحقق بالتضامن الوطني الصادق والهادف وليس بالنفاق وحرب المواقع او بجعل الدولة مجرد مكاتب تشغيل لطيف سياسي مشددا على ضرورة بناء وحدة وطنية صماء وعلى ان كل المقومات متوفرة لذلك من يد عاملة ومن ذكاء وموقع جغرافي.