الشارع المغاربي: أكد الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي أن المنظمة الشغيلة تتفاعل مع القائمين على تشكيل الحكومة وفق ما يُطلب منها أو ما يُطرح عليها، موضحا أنهم في الاتحاد غير معنيين بتشكيل الحكومة إلا في نطاق المشورة أو النصح.
وأضاف الطبوبي في حوار أجرته معه أسبوعية “الشارع المغاربي” بعددها الصادر اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2019: “بخصوص ما يجري الأن لا يمكن الحكم عليه نهائيا، لكن مبدئيا يبدو أنه ماراطون لا جدوى منه، خاصة أن المشاورات الحقيقية تجري في أماكن أخرى وبإدارة أشخاص آخرين، وبالتالي فإن مضيعة الوقت تبدو أكثر بكثير من الشواغل الجدية في هذه المشاورات، مع ما نلاحظ من تعثّر نتيجة التناقضات التي تشقّ الأطراف ورؤية البعض إلى السلطة من منظور المحاصصة والغنيمة”.
وبخصوص كيفية تعامل الاتحاد مع الحكومة القادمة قال الطبوبي “الاتحاد جاء قبل كل الحكومات وباق بعدها، وبالتالي فهو من الثوابت وهي من الذّاهبات، وهو يعرف جيدا كيف يتعاطى مع كل حكومة، وفقا لقواعد رسمتها المنظمة منذ عشرات السنين، تقوم أساسا على مدى وطنية الحكومة ومدى التزامها بالمبادئ الأساسية لخدمة البلاد والعباد، وتوجّهاتها الاقتصادية والاجتماعية”.
وتابع: “علاقاتنا مع الحكومة القادمة لن تكون مختلفة عن الذين مرّوا قبلها، وديدننا في ذلك مدى التزامها بالاتفاقات الممضاة، ومدى حرصها على السلم الاجتماعية، ومدى وفائها لحقوق الناس والشغالين والأجراء، ومدى حرصها أيضا على النهوض بالواقع الاقتصادي للبلاد والواقع الحياتي للمواطنين، وبالخصوص مدى حرصها على انتهاج سياسة اجتماعية عادلة، لا تفرّق في المواطنة بين غنيّ وفقير، ولا ترجّح كفّة أحد على آخر، وعلاقتنا معها ستكون في حدود الاقتراح، والنصح، والتشاور، لكننا لن نكون أبدا تابعين لها ولا مبيضين لسياساتها، ولا معارضين من أجل المعارضة فقط، بل سنكون قوة نقد بنّاء، وقوة اقتراح لما يخدم الصالح العام، وأبوابنا مفتوحة للجميع، ويدنا ممدودة للجميع أيضا، لكن هاماتنا لا تنحني لأحد إلا لله، وسنكون بالتأكيد قوّة احتجاج متى لم نجد التزاما ولا عمقا اجتماعيا ولا حرصا على صيانة سيادة البلاد. ولا خشية عندنا من أية حكومة قادمة أو مغادرة، فقد علّمتنا عشرات السنين من النضال النقابي كيف نتعاطى مع الجميع، وكيف ننتصر فقط للحق، وكيف نفوز في الأخير لأننا من النوع الذي يسير في درب واضحة وسويّة، لا ينحرف عنها يمينا ولا يسارا، وبالتالي لا يخشى أن يقع في المطبّات”.