الشارع المغاربي: اكد النائب زياد العذاري القيادي المستقيل من حركة النهضة اليوم الجمعة 4 جوان 2021 انه استقال من النهضة لانه اقتنع بان التوجه الذي اختارته للبلاد خاطىء مضيفا ” اختيار الحبيب الجملي لم يكن غلطة على شخص بل على وجهة كاملة اخترناها للبلاد والثنية كاملة غالطة والدليل اننا مازلنا الى حد الان في نفس النقطة”.
ونفى العذاري خلال مداخلة له على اذاعة “اكسبراس اف ام ” ان يكون اقترح نفسه لرئاسة الحكومة او انه استقال من الحركة لانه لم يتم اختياره لرئاستها مذكرا من يفكر بمنطق الانتهازية بانه كان قد استقال وحركة النهضة ضمنت لتوها فوزها في الانتخابات لخمس سنوات قادمة.
وشدد على ان تقديره ان يكون رئيس الحكومة رجل دولة ورجل سياسية وعلى انه دافع شخصيا عن ان يكون رئيس الحكومة “شخص يملأ مكانه” مشيرا الى وجود عديد الاسماء تتمتع بهذه الشروط لافتا الى ان موقع رئيس الحكومة لم يعد مطروحا للنهضة لما تولى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رئاسة البرلمان.
واعتبر زياد العذاري ان احدى الاشكاليات الكبرى التي واجهت تونس بعد الثورة ان الاحزاب ومختلف الفاعلين السياسيين لم يكونوا مؤهلين او مستعدين لقيادة البلاد وان الاحزاب قبل الثورة كانت اما منتديات حقوقية او منتديات سياسية ولم يكن عملها مبنيا على السياسات العمومية ولم يكن هناك رؤية لاخراج البلاد من ازمتها.
واوضح انه لم يكن للاحزاب لما تولت السلطة بعد الثورة استعداد وان ادارة المرحلة تميزت بقلة الحرفية وان ذلك الامر تواصل الى حد الان مؤكدا ان ذلك لم يكن مسالة خاصة بحركة النهضة فحسب .
وابرز ان حركة النهضة تعيش مخاضا كبيرا بعد الثورة وانها شهدت 3 تحولات كبرى قال ان اولها يتعلق بالتحول الايديولوجي مبرزا ان ذلك يعني الانتقال من منظومة اوايديولوجيا تتمثل في ما سمي بالاسلام السياسي الى حزب تونسي..
واضاف ان ثاني التحولات هو التحول الهيكلي من الجماعة او المجموعة النضالية الى حزب سياسي مدني عصري وان التحول الثالث يتعلق بالانتقال من الحزب الاحتجاجي الى حزب الحكم ومن حزب احتج طيلة 40 سنة الى حزب يقود الدولة ويحكم مشيرا الى ان ذلك لا يقتصر على حركة النهضة .
واكد العذاري “مشكلة تونس اليوم ليست مشكلة اموال او دعم دولي او نقابات او ادارة او غيرها وان كان لكل دوره بقدر ما هي مشكلة قيادة وحوكمة ورؤية للبلاد” لافتا الى ان تونس لم تبلغ بعد هذه المرحلة والى ان طريقة تسيير البلاد ظلت كل يوم ويومه” والى انه لا وجود لرؤية ولا لتمش بعيد المدى مبرزا ان السياسة افكار ورؤية وان قوة الافكار في الاشخاص الذين سيدافعون عنها والتعبئة لها.
واشار الى ان المراحل الانتقالية التي عاشتها تونس لم تسمح لها بمسؤولية من الفاعلين السياسيين من خلق جيل من القيادات ورجال دولة وسياسيين قادرين على بناء البلاد لافتا الى ان التاريخ المعاصر لتونس يتضمن بعض الامثلة على ذلك .
وابرز ان تونس تعيش أزمة مصيرية وأن كيانها مهدد منذ سنوات، مشددا على أن السياسة لا بدّ أن تكون قائمة على الأفكار والتصورات، وان هذا غائب في الساحة السياسية اليوم التي قال ان جوهرها اصبح المناورة السياسية.
وعن مرحلة ما بعد خروجه من النهضة قال العذاري “تونس ليست في حاجة إلى حزب جديد، وإنما تحتاج إلى رؤية استراتيجية جماعية في إطار قيادة سياسية”، وأضاف “التجميع اليوم يجب أن يكون حول فكرة وليس حول الأشخاص”.
ودعا العذاري إلى مناقشة عميقة في الفضاء العام لكل الامكانات المطروحة لانقاذ البلاد من وضع الأزمة الحالية، حتى يلتقي الناس حول مشروع ورؤية، معتبرا أن البلاد لا تستطيع في المرحلة الحالية هضم الاصلاحات الثقيلة، حسب تعبيره.