الشارع المغاربي – الغنوشي: الصفوف توحّدت لاستعادة الديمقراطية والمؤسستان العسكرية والأمنية مضطرتان للعمل في اطار الدستور حين ينتهج الشعب اتجاها كليّا

الغنوشي: الصفوف توحّدت لاستعادة الديمقراطية والمؤسستان العسكرية والأمنية مضطرتان للعمل في اطار الدستور حين ينتهج الشعب اتجاها كليّا

قسم الأخبار

15 مايو، 2022

الشارع امغاربي: أكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والبرلمان المحل اليوم الاحد 15 ماي 2022 ان هناك تطورا وصفه بالجدي في الساحة التونسية قال انه” تم فيه تجاوز الاختلافات بين المناضلين من أجل الديمقراطية لاستعادتها ووضع حد لانقلاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد”.

واعتبر الغنوشي ان المؤسستين العسكرية والامنية “تخضعان الان لأوامر سعيّد باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة” وانهما “مضطرتان للعمل في اطار الدستور حين ينتهج الشعب اتجاها كليا “.

وقال الغنوشي في حوار لقناة” بي بي سي عربية” :”الخلافات بين المناضلين من أجل الديمقراطية تقديرية ..هناك مسعى جدي لازاحتها من الطريق وتجميع كل الصفوف لوضع حد للانقلاب الذي قام به الرئيس قيس يوم 25 جويلية..في تقديري هناك تطور جدي حصل في الساحة التونسية تجاوز فيه المختلفون تقليديا خلافاتهم من أجل مقصد عظيم هو استعادة الديمقراطية ووضع قطار تونس مجددا على سكتها بعد ان انحرف به سعيّد وحوله الى سلطة استبدادية شديدة التمركز من نوع حكم الجماهيرية الليبية وكوريا الشمالية” .

واضاف “الملاحظ ان مشكلة الشعب التونسي لا تبدو سياسية وانما اقتصادية ..الوضع الاقتصادي صعب جدا ..الدولة معرضة للافلاس ..الوضع كان حتى قبل 25 جويلية سيئا ولكنه أصبح أسوأ بهذا الانقلاب باعتبار انه كانت لنا مشكلة اقتصادية فقط وأصبحت هناك الان مشكلة اقتصادية وسياسية “.

وعن رأيه في موقف القوات العسكرية والامنية مما يحدث في تونس قال الغنوشي:” هذه المؤسسات بطبيعتها مؤسسات نظامية تأتمر بأوامر الرئيس بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة وبالتالي فإنها تخضع الان للأوامر ولكن دون شك ليس بلا حدود او ضوابط باعتبار ان هذه المؤسسات تعمل في اطار الدستور ومضطرة للعمل في اطاره وحين ينتهج الشعب اتجاها كليا لا يمكن للمؤسستين الامنية والعسكرية ان تظلا على السمع والطاعة”.

وعما اذا كان قد ارتكب أخطاء خلال العشرية الاخيرة قال الغنوشي:” بالتأكيد العمل السياسي ليس عملا ملائكيا بل هو عمل بشري ونحن ارتكبنا أخطاء لا شكّ في ذلك وأوّل خطأ ارتكبناه هو أنّنا انتخبنا رئيسا ما كان ينبغي أن نعارضه اليوم…نحن نراجع الان الجانب الاقتصادي الذي لم يأخذ حظه بالشكل الكافي سابقا باعتبار ان الاولوية كانت للبناء السياسي”.

وبخصوص عدم تقديم الحركة النهضة تنازلات تفاديا لـ”انقلاب 25 جويلية” قال الغنوشي “سبق لحركة النهضة أن تنازلت عن السلطة عندما اقتضى الأمر ذلك ..عندما حدث الانقلاب لم نكن في الحكم ولكننا كنا داعمين للحكومة الموجودة بكتلتنا البرلمانية ..انسحبنا سنة 2013 من السلطة طوعا عندما تعكّرت الأوضاع وأصبح هناك ميل للانقلاب على الثورات العربية في المنطقة مثلما حدث في مصر”.

وأضاف “خضعنا لمنطق الحوار الوطني الذي قادته منظمات المجتمع المدني وقبلنا ان نتنازل عن السلطة ..ربما كنّا الحزب الوحيد في المنطقة الذي تنازل عن سلطة مستحقة بانتخابات.. ولا نزال مستعدين لتقديم أي تنازل من اجل استمرار الديمقراطية “.

وتابع “الامر المختلف مقارنة بسنة 2013 هو دخول الشعبوية لتونس ..فكرة الشعبوية التي سادت الولايات المتحدة الامريكية على يد الرئيس ترامب والحمد لله انهزمت في امريكا وفي فرنسا خلال الانتخابات الاخيرة ..فكرة الشعبوية دخلت على الخط في تونس مستفيدة من التدهور الاقتصادي لتقدم نفسها على انها تملك أجوبة لكل الاسئلة مثل “الشعب يريد” و”الرئيس يعرف ما يريد الشعب”.

وعما اذا كان يخشى من عزل النهضة من طرف سعيّد قال الغنوشي “عندما تختلف النخب وهي مختلفة فليس هناك حل الا ان تجتمع من اجل الحوار …أخطر فكرة هي فكرة الاقصاء والاستبعاد ..نحن مع تونس تتسع لكل أبنائها دون اقصاء طرف من الاطراف الا من اقصى نفسه او اصر على استخدام العنف ضد الاخرين …خط الرجعة مازال ممكنا ..مثلما نجح التونسيون في تفجير ثورة سلمبة سنة 2011 أنارت المنطقة العربية فهم قادرون أيضا على استعادتها”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING