الشارع المغاربي – الغنوشي وضميره/ بقلم: عمر صحابو

الغنوشي وضميره/ بقلم: عمر صحابو

قسم الأخبار

15 أكتوبر، 2021

الشارع المغاربي: والله كم كنت أود أن أستشعر مشاعر وتخمينات راشد الغنوشي وعملية حجز معدات قناة الزيتونة بصدد الانفاذ، خاصة أنها تمت تحت رقابة صاحبة الشرعية في هذا المضمار، الهايكا وما أدراك ما الهايكا….

ألم يخجل يا ترى من نفسه قليلا في تلك اللحظات الفارقة؟ أراه بالعكس يزمجر باطنيا وقلبه ينزف كراهية ونقمة على قيس سعيد. لم يسحب فقط منه كرسي رئاسة البرلمان وأقال عرّابه الحكومي هشام المشيشي ورفع عن نواب حزبه راحة الافلات من العقاب بل ها هو يدمّر قناته الزيتونية آخر قلعة تحصّن فيها، قناة ما انفكّت ترشّ بواسطة المؤلّفة قلوبهم من اعلاميين وسياسيين بماء الفتنة على التونسيين.

إلاّ أن البشر مهما أعمت بصيرته مساعيه الدنيوية الدنيئة لن ينقطع عنه أبدا بصيص النور المنبثق من الفيض الإلاهي والمسمّى بشريا بالضمير. ماذا تراه تحدث الضمير هذا لراشد الغنوشي؟ ربما كالآتي : «كم من مرّة دعوتك يا راشد لتتماثل مع قانون سُنّ تحت اشراف حزبك واشرافك أنت؟ ألم يكن من الأجدر أن تسارع بتطبيقه قدوة لغيرك من خصومك؟ ألم يكن من الأفضل أن تنعم بأريحية القائد المتصالح مع قوله وفعله وقد قال ربنا في جميل كلامه : «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كَبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون». سورة الصف آية 2، 3

غَلْقُ قناة الزيتونة يا راشد كان من مهامك أنت أليس كذلك؟ ألم تسمح لها بسابقية اضمار وبمكر بمواصلة أعمالها رغم استباحتها قانون أنت وحزبك شرّعتماه. فغمزتك وهمزتك وهمست لك دون انقطاع لتتدارك الأمر قبل فواته، لكنك أبيت وتكبّرت وتجبّرت!! أنسيت كيف تلذّذت بمشاهدة أحدهم يمزّق على الهواء وثيقة رسمية تطلب من القناة الكف عن البث الى حين الاستجابة لكراس الشروط؟ هل كان للمؤلّف قلبه هذا أن يقدم على صنيعه الكريه لو لم يكن مستقويا بقوّتك أنت بالذات؟ ما ضرّك لو استبقت ادانته ومقاضاته بصفتك رئيس البرلمان، حامي حمى الدستور والقانون؟ والآن؟ هل أجدت مئات المليارات مشبوهة المصدر التي ضُخّت من جهات يعرف القاصي والداني أنها قريبة منك إن لم تكن منك نفعا؟ تبخّر المال الحرام وتبخّرت «الزيتونة» وقد تتبخّر أنت معهما! ولا فائدة في التذرّع والتعلّل بوساوس الشيطان لأنك والحق يقال أدهى منه، وحتى لو كان الأمر كذلك فاللوم عليك لا على ابليس، على معنى الآية الحكيمة : «وقال الشيطان لما قُضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ودعوتكم فأخلفتم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم فلا تلوموني ولوموا أنفسكم». سورة إبراهيم – الآية 22.

دعوتك يا راشد فأبيت ودعاك ابليس فاستجبت «وزدت عليه». أدع الآن المولى عزّ وجلّ لعله يسعفك بلطفه! لكني لا أظنّ والله أعلم…

نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 12 اكتوبر 2021


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING