الشارع المغاربي: أكّد زهير المغزاوي امين عام حركة الشعب أنّ “الاستشارة الوطنية على اهميتها لا تعوض حوارا بين رئيس الجمهورية وكلّ القوى الفاعلة ” متوجها لقيس سعيّد بالقول”مهما كانت عبقريتك فإنّ التاريخ لا يكتبه الافراد وانما تكتبه الجماعات المنظمة”. واعتبر من جهة اخرى ان استقالة نادية عكاشة “فرصة امام رئيس الجمهورية لاعادة التقييم من خلال اختيار اشخاص يحظون بالثقة والكفاءة” داعيا اياه الى اختيار فريقه بدقة وعناية.
وقال المغزاوي خلال حوار له مع صحيفة “الصباح” بعددها الصادر اليوم السبت 29 جانفي 2022 : “أن تحصل استشارة للشباب وللشعب فهذه مسألة مهمة من حيث المبدأ . الى حدّ الآن لم ندع الى المشاركة في هذه الاستشارة . كنا ننتظر طبيعة الاسئلة ورغم بعض الملاحظات فإنّ ذلك لم يفض الى اتخاذ موقف من الاستشارة لكن هناك مسألتان مهمتان.. اولا من سيتكفل بعملية التأليف التي اطلق عليها رئيس الجمهورية تسمية اللجنة . نريدها ان تكون لجنة من ذوي الكفاءات…لا نريد ان تلقي رئاسة الجمهورية بالاسئلة وتقوم بنفسها بالتأليف. وبالتالي مازلنا ننتظر تركيبة هذه اللجنة لنرى مدى مصداقيتها وهل ستنقل نقلا أمينا ما سيقول المشاركون في هذه الاستشارة. لا يستمع الى مختلف وجهات النظر لان عدم الاستماع الى مختلف وجهات النظر لا يفضي الى التقدم بالبلاد”.
وأضاف “الاكيد ان المشهد تغير حتى بعد 25 جويلية فهناك قوى ستصعد كما هو الحال مع كل المراحل التاريخية . نعتقد ان تغير المشهد بصفة جذرية مرتبط بالاصلاحات . لا نستطيع ان نذهب الى انتخابات بنفس المنظومة الانتخابية القديمة لانه تسلل عبر هذه المنظومة المال السياسي الفاسد وقانون الاحزاب وقانون الجمعيات وشركات سبر الاراء وغيرها من المسائل الاخرى” مؤكدا ان حركة الشعب تدعم المسار وان لها تحفظات عليه لانه طال اكثر من اللازم.
وبخصوص استقالة نادية عكاشة قال المغزاوي ” هذه ليست اولى الاستقالات وحتى ديوان الرئيس الباجي قائد السبسي شهد استقالات وازنة على غرار رضا بلحاج ومحسن مرزوق . هناك مسألتان اعتبرتهما مهمتان في استقالة نادية عكاشة.. اولا الذين يعولون على ان المسار سيسقط بمجرد استقالتها فهم واهمون وثانيا هذه فرصة امام رئيس الجمهورية لاعادة التقييم من خلال اختيار اشخاص يحظون بالثقة والكفاءة لا سيما ان قصر قرطاج يمثل اسرار الدولة . على رئيس الجمهورية ان يختار فريقه بدقة وعناية حتى يضمن الاستمرارية والانتقال السلس من المرحلة السابقة الى المرحلة الجديدة”.
وحول عما ان كان يعتقد ان رئيس الجمهورية سيشرف على حوار وطني قال المغزاوي “نتمنى ذلك . نقول لرئيس الجمهورية ان اصل الاشياء هو ان يتحاور مع الجميع اي مع الذين يعتبرون 25 جويلية فرصة لاصلاح الاوضاع وانه من غير الطبيعي ان ينعزل رئيس الجمهورية ولا يستمع الى مختلف وجهات النظر لان عدم الاستماع الى مختلف وجهات النظر لن يفضي الى التقدم بالبلاد. نقول لسعيّد مهما كانت عبقريتك فان التاريخ لا يكتبه الافراد وانما تكتبه الجماعات المنظمة واذا وصلت الى العزلة فان المسار سيكون مهددا بالفشل الذريع”.