الشارع المغاربي: انتقد النائب شكري البحري (غير منتم) اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023 اداء وزارة الثقافة معتبرا ان “الثقافة في تونس ريعية وحكر على الاقلية تماما مثل الاقتصاد” داعيا الى “انقاذ الثقافة من وزارة الثقافة”.
وقال النائب في مداخلته خلال الجلسة العامة لمناقشة ميزانية وزارة الشؤون الثقافية لسنة 2024: ” ..يجب انقاذ الثقافة من وزارة الثقافة ….الثقافة في تونس ريعية مثل الاقتصاد حكر على اقلية ولا علاقة للشعب بها ويجب تحرير الثقافة من الرؤية الضيقة ومن الفئة الضيقة ..فالثقافة للشعب وليست منفصلة او متعالية عنه …يجب انقاذ الثقافة من وزارة حتى بورقيبة كان ضد احداثها لانه اعتبرها بدعة سوفياتية في (اشارة الى الاتحاد السوفياتي سابقا) ولكن لما احدث شارل ديغول وزارة للثقافة سنة 1959 اقتنع بورقيبة بالفكرة واحدثت كتابة الدولة للشؤون الثقافية والاخبار سنة 1961 والى الان مازالت الوزارة تعمل بنفس القوانين البالية منذ الستينات ولم يتغير اي شيء ولهذا فسّخ وعاود ..”
واضاف ” قبل 2011 كانت الثقافة واجهة لتحسين صورة النظام والبلاد ..ثقافة خانعة وخاضعة للسلطة وانحصرت في شارعين بالعاصمة وحتى الاحياء الشعبية القريبة من مقر وزارة الثقافة لا تصل اليها …وبعد 2011 بقيت الثقافة لدى نفس الاقلية واصبحت واجهة لتحسين صورة الاخوان ومشتقاتهم لتسويق انفتاحهم على الفن والفنون والحرية ولم يتطور ولم يتغير شيء فنفس الاساليب والاليات ونفس الاشخاص ونفس التصوّرات … وزارة الثقافة ظلت البقرة الحلوب و ماكينة ثقيلة معطلة ومنغلقة على نفسها وتشكل عبئا على المجتمع .. فالشعب يمولها حتى تنفق على اقلية … اما عن التعيينات والمسؤوليات فحدث ولا حرج فمن يتم تعيينه في مسؤولية معينة يسعى لارضاء “العرابنية” واصحابا الخلايا الفنية النائمة ونحن في المسرح ونعرف كيف تسير الامور وقس على ذلك في جميع مجالات الفنون والقطاعات فالفنان موجوع ويعاني ولا احد راض ودور الثقافة فارغة والمكتبات كذلك والمهرجانات بلا اهداف واهدار للمال العام وكل القطاعات الفنية تعاني.. ..فسح وعاود….”
وتابع النائب ” يجب اعادة هيكلة الوزارة بصفة كاملة ومتكاملة ويجب ان يكون لها مشروع ثقافي شامل وجامع ينطلق من الفرد الى المجتمع ومن المحلي الى الوطني ..يجب ان تكون للوزارة مفاهيم وتوجهات واضحة ورؤية ثقافية واضحة تؤمن بالحوار وبالبناء وبالشراكة الحقيقية ويجب ان تنطلق الثقافة من الدستور ..يجب ان تكون ثقافة ينتجها الشعب وتعبر عن الشعب…. فسح وعاود فلا حاجة لنا بثقافة ليس فيها استثمار او هي عبء …نحن في حاجة الى مفاهيم ومضامين جديدة….”